في (تفسير القرطبي) قال: (يعني الطريقين)، و{هَدَيْنَاهُ} [البلد: 10]: يعني دللناه، و{النَّجْدَيْنِ} يعني: الطريقين، والمراد بالهداية هنا: هداية الدلالة والإرشاد، والمراد بالطريقين كما قال القرطبي: (طريق الخير، وطريق الشر، أي: بيَّناهما له بما أرسلناه من الرسل، والنجد: الطريق في ارتفاع، وهذا قول ابن عباس وابن مسعود وغيرهما، وروى قتادة قال: ذُكِرَ لنا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «يا أيها الناس، إنما هما نجْدان: نجْد الخير ونجْد الشر، فلِمَ نجعل نجْد الشر أحب إليك من نجد الخير»)، قال: "ذُكِرَ لنا أن النبي –صلى الله عليه وسلم-"، فالخبر يرويه قتادة وهو من التابعين فهو مرسل؛ لأنه لم يُدرك النبي –عليه الصلاة والسلام-، أو نقول: إنه موصول فيه راوٍ مبْهَم؛ لأنه قال: "ذُكر لنا"، فالذَّاكر مذكور، لكنه مُبْهم، وعلى كل حال على الاحتمالين هو ضعيف.
يقول القرطبي: (وروي عن عكرمة قال: النجدان: الثديان -فالطفل أول ما يُولد يدل ويعرف مكان الثدي ويلتقمه ويرتضع من أمه- وهو قول سعيد بن المسيب والضحاك، ورُوي عن ابن عباس وعلي -رضي الله عنهما-؛ لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه).