شرح العقيدة الطحاوية (56)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدًا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
قال الشارح رحمه الله تعالى:
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [سورة النساء:59] وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني» وعن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا حبشيًا مجدّع الأطراف وعند البخاري ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة وفي الصحيحين أيضًا على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمَر بمعصية فإن أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة وعن حذيفة.."
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الطحاوي رحمه الله تعالى "ولا نرى الخروج ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا" الذين ثبتت لهم البيعة الشرعية على الكتاب والسنة وعلى السمع والطاعة كما جاء في حديث عبادة في المنشط والمكره والعسر واليسر "لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا" هذا من فرائض الدين وواجباته والمصالح المترتبة عليه لا تحتاج إلى دليل عقلي ولا نقلي والواقع واقع الناس في قديم الزمان وحديثهم أنهم لا يصلحهم فوضى لا أئمة لهم ولا ولاة كان الأمر في الجاهلية يأكل بعضهم بعضًا وهكذا إذا اختل الأمر وضاع الأمن ولم يكن هناك رأس يطاع فإن الناس يأكل بعضهم بعضًا ويعتدي بعضهم على بعض ويستحل بعضهم أموال بعض ودماءهم وأعراضهم وشواهد الأحوال فيمن حولنا ظاهرة إضافة إلى ما جاءت به الأدلة القطعية من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- بعض الناس إذا كانت الأدلة.. إذا كانت الأدلة مجردة قد لا تحرك فيه ساكن من عموم الناس لاسيما من تغيرت فطرته كما هو حال كثير من الناس في العصور المتأخرة لكن لما رأوا الأمر عيانًا وليس الخبر كالعيان كما جاء في الخبر رأوا الأمر عيانًا عرفوا ضرورة الانقياد لولاة الأمر وطاعتهم والانضمام تحت لوائهم وعدم الخروج عليهم لأن الأمر مهول وعظيم والأدلة وشواهد الأحوال فيمن حولنا كثيرة جدًا انظروا لما اختل الأمن ماذا حصل للناس؟ الآن ليس الأمر كالسابق في السابق يُكتب في التواريخ لكن جماهير الناس لا يدرون لا يدرون لكن الآن يشاهَد في العيان في القنوات واحد يرفع يد والله ظننتها يد خروف بجنبها بالأضلاع وكذا فإذا بها يد مسلم -نسأل الله العافية- ابن الأثير في تاريخه في آخره ذكر عن التتار لما دخلوا بلاد المسلمين يقول ضُرب الناس بالذل فصار التتري الواحد يدخل القرية فدخلهم واحدًا بعد واحد ولا أحد يتحرك وكان يقول للرجل انكب على وجهك على الأرض حتى آتي بسيف أقتلك به ولا يتحرك يقول ابن الأثير وحدثني رجل أنه كان في سبعة عشر رجلاً فلقيهم تتري واحد فقال يكتف كل واحد نفسه يعني يربط كل واحد نفسه حتى أقتلكم يقول أصحابي فعلوا ذلك قلت لهم لماذا لا نهجم عليه هو واحد ونحن سبعة عشر ونقتله قالوا ما نقدر قال وهل فيه أعظم من القتل اللي بسويه بكم؟! نسأل الله العافية فما استجاب له أحد يقول فأخذت سكينًا فبقرت بطنه فمات وحلوا أربطتهم وهربوا الذل الذي يُضرَب على الأمة إلى هذا الحد ماذا بقي فيه وما أشبه الليلة بالبارحة أمم وقوى ضاربة أعداد هائلة وأموال الدنيا كلها عندنا لكن ضرب علينا الذل فما الذي علينا؟ علينا أن نراجع ديننا علينا أن نراجع ديننا والمسألة كما قال الله جل وعلا {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [سورة الشورى:30] يبقى أن مسألة الإمامة والانضواء تحت لواء هذا الإمام والسمع والطاعة ولو كان عنده ما عنده من الظلم والمعاصي إلا بأمرين الكفر البواح الذي فيه من الله برهان واضح يعني مثل الشمس ما فيه اختلاف ولا خفاء ولا.. الأمر الثاني ترك الصلاة فإذا تركوا الصلاة يخرج عليهم ويبقى أن المسألة بعد مصالح ومفاسد إذا كانت الرعية لا تستطيع تغييره ولو ترك الصلاة الشكوى إلى الله إلا بإراقة دماء وأضرار ومفاسد هائلة فيصبر حتى يتمكن منه أما لأدنى سبب أو لمعاص لا تصل إلى هذا الحد يشغشغ الناس ويتكلمون بكلام لا يطيقون نتائجه يعني انظروا في نتائج ما يسمى بالربيع وش اللي حصل في بلدان المسلمين هل أدركنا شيء؟! والله ما أدركنا إلا سيول الدماء والله المستعان يعني يتصور الإنسان أنه لا يستطيع أن يخرج ليصلي يعني أقل الأحوال أقل ما يمكن أن يخطر على البال أن تدخل بطاقة الصراف ولا تطلع دراهم وأنت عندك أموال يعني هذا خل مسألة الدماء والأعراض وأركان الإسلام يقضى عليها الناس يعني عاشوا شيئًا نراه بأعيننا ما هو نقرأ في كتب نقرأ في تاريخ ابن كثير في تاريخ ابن الأثير أشياء مهولة في نفح الطيب في الجزء السادس شيء لا يخطر على البال بلغ الحال بالمسلمين إلى أنهم استفتوا علماء المغرب ما عندهم قضي عليهم كيف يصلون؟ وأبواب بيوتهم مخلوعة بحيث يدخل عليهم النصارى في أي وقت قالوا يمسحون الجدار كأنهم يحكون يديهم هذا وش هو؟ تيمم! وش السبب اللي أوصل الناس إلى هذا الحد؟! إعراضهم عن دين الله، الأدفنش مقدَّم النصارى يبي من المسلمين أدنى مخالفة علشان يستبيحهم قال نريد الجبال ولكم السهول فاعترض من اعترض إلى أن قال أن زوجته تلد في محراب الجامع لا بد أن تلد في محراب الجامع علشان إيش؟ هو باغيهم باغيهم يعني ما.. بس يريد أدنى سبب ومن أراد أن يتعظ فليقرأ في قصة تيمور مع أهل دمشق في الجزء الثاني.. الثاني عشر من النجوم الزاهرة صفحة ميتين وأربعين وما بعدها يرى الأمور المهولة التي قد يكون هذا ما يحصل في هذه الأيام مع بشاعته أسهل وعلى كل حال هذا كل الذي جر إليه الكلام في الاتحاد اتحاد الكلمة والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه تحت لواء إمام مسلم على كل حال يقول المؤلف رحمه الله "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم" لأنهم حتى وإن كان عندهم ظلم وعندهم معاصي تدعو عليهم تزداد هذه الذنوب ويسلطون عليك أكثر لكن المفترض في المسلم أن يدعو لهم لتصلح أحوالهم.
طالب: ..........
متى؟ تدعي عليه الآن؟ تدعو الآن؟
طالب: ..........
تدعو الله أن يكشف الغمة تدعو الله أن يكشف هذه الغمة ويرد الناس إلى الصراط المستقيم.
طالب: ..........
كل هذه شرعية كلها شرعية لأنها جاءت في البداية منه -عليه الصلاة والسلام- ثم من أبي بكر الخليفة الراشد بموافقة الصحابة ولا اختلف منهم أحد ثم بعد ذلك في عهد عمر جعل الأمر شورى هذا أيضًا من من أسباب انعقاد البيعة وهكذا على كل حال إذا انعقدت البيعة وتمت لا يجوز الخروج بحال.
طالب: ..........
الأصل إن انعقدت البيعة له وانصاع الناس له وأذعنوا لحكمه لا يجوز الخروج عليه إلا بأحد أمرين الكفر البواح ما هو تجيب لك مختلف فيه أو يقبل التأويل أو لا بواح ظاهر مثل الشمس الأمر الثاني ترك الصلاة «لا، ما صلوا».
طالب: ..........
حتى ولو بالغلبة لو تغلب واستتب له الأمر.
طالب: ..........
أصل الانتخابات عموم الناس وأوباش الناس صغارهم وكبارهم رجالهم ونساؤهم عقلاؤهم وأنصاف العقلاء وما أشبه ذلك هذا ما هو بشرعي إنما البيعة لأهل الحَل والعقد إيه لأنه قد يمكن يبايعون لهم الغلبة مع أهل الكرة مثلاً ولاعب كرة يمكن يحوز من الأصوات ما لا يحوزه أفضل الناس وخيارهم ما هو هؤلاء المرجع حتى لو أو مغني من المغنين أو شيء من هذا اكتسحوا شوارع المسلمين بهذا الفن وذلكم لأن الفِطَر تغيرت والموازين اختلت فالعبرة بالموازين الشرعية.
طالب: ..........
والله على كل حال المسألة إذا تمت لو قيل الانتخابات قلنا ما.. الكلام لأهل الحل والعقد لكن لو صارت وانتهت وانتخبوا وعينوا رئيس بالانتخاب واستتب له الأمر وش نقول؟!
طالب: ..........
الذلة سببها يقول «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله ضرب الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم» إيه وقد تبايعوا بالعينة كيف وقد تبايعوا بالربا الصريح؟! العينة يجيزها الشافعي لكن جماهير أهل العلم على أنها محرمة لكن الربا الصريح المجمع عليه هذا ما هو من أسباب الذل الذي ضرب على الأمة حتى صار أخس الناس الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة يذلون المسلمين خير أمة أخرجت للناس والله المستعان.
يقول "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدًا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل" {أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [سورة النساء:59] فريضة "ونرى طاعتهم فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة" عبادة بن الصامت في الصحيح يقول بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره على أن نقول أو نقوم بالحق لا نخاف في الله لومة لائم يعني بيان الحق بالطريقة الشرعية التي تحقق المصلحة ولا يترتب عليها مفسدة من البيعة من البيعة ونصح الأئمة فرض الدين النصيحة فإذا وُجد الإنسان المقدَّم عندهم الذي يستطيع أن ينصحهم يتعيَّن عليه ذلك والذي لا يستطيع يبلِّغ من يستطيع وذكر الشارح الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة ثم قال..
تفضل حديث حذيفة..
"وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر فقال «نعم» فقلت هل بعد ذلك الشر من خير؟ «قال نعم وفيه دَخن» قال قلت وما دخنه؟ قال «قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر» فقلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال «نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها» فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال «نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»."
وما أكثر هؤلاء الدعاة الذين يدعون إلى إلى النار لا كثرهم الله وظهروا ظهورًا واضحًا بسبب تعدد وسائل الإعلام من مرئي ومسموع ومقروء وما أكثرهم لا كثرهم الله ولكن على الإنسان أن يجاهدهم بما يستطيع بالقرآن بالدليل بالسنة {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} [سورة الفرقان:52] والله المستعان.
"وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات فميتة جاهلية» وفي رواية فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه."
هذا وعيد شديد على من اتصف بهذا الوصف لم يكن في عنقه بيعة أشبه الجاهلية في ذلك وخلع ربقة الإسلام من عنقه يعني هذا من ألفاظ الوعيد التي تدل على أن هذا الأمر من عظائم الأمور وإن لم يكن كفر مخرج عن الملة لكنه عظيم والله المستعان سباب المسلم فسوق وقتاله كفر لأن خلع ربقة الإسلام في هذا الباب مثل الكفر الذي في قتال المسلم لأن من لم يكن له بيعة وعاش منابذًا للإمام ولا يرى له حق ولا يطيعه هذا مآله إلى أن يقتتل الناس ويكون سببًا في ذلك نسأل الله العافية.
"وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخَر منهما»."
أو الآخِر يعني المتأخِّر يعني الثاني.
طالب: ..........
لا يبايَع في الأصل لكن إذا إذا حصلت له البيعة على القول بأنه كفر دون كفر لا، لكن في البداية لا يجوز له أن تُعقَد له البيعة لكن إذا حصلت واستتب له الأمر واستمر يحكم بغير ما أنزل الله مع أنه لا يرى أن هذه الأحكام أفضل من حكم الله فهذا عند الجمهور كفر دون كفر.
طالب: ..........
على كل حال على حسب الحكم الشرعي هل هذا كفر بواح؟
طالب: ..........
لكن هل هذا كفر بواح؟
طالب: ..........
أقول لك هل هذا كفر بواح قد يفتى بكفره لكن ليس بواح فيه برهان دليل قاطع من الكتاب والسنة مخضع لجميع من يسمعه.
"وعن عوف.."
ثاروا على الحكام الذين يحكمون بالقوانين ثم النتيجة؟
طالب: ..........
لا، أصل البيعة لا يجوز أن يبايَع.
طالب: ..........
إيه لكن أصل البيعة يجب ألا يبايَع لكن إذا بويع هل يبايع العبد الحبشي؟ يجوز يبايع العبد الحبشي؟
طالب: ..........
لا، إذا بويع وجبت طاعته لكن قبل ذلك «الأئمة من قريش».
طالب: ..........
الحكم الشرعي لا يجوز أن يبايَع ابتداء لكن إذا بويع وحصل له الأمر واستتب له لا يجوز له الخروج عليه إلا بالأمرين إلا بأحد الأمرين.
طالب: ..........
مثل ما قلنا أنه ينظر حتى في المسألتين الكفر البواح وترك الصلاة إذا كان المآل في الخروج على من ترك الصلاة أو عنده كفر بواح المآل أن تراق دماء المسلمين وتنتهك أعراضهم ولا يخلع ولا يصل الأمر إلى حد أن يقصى مثلاً هذا يقره عقل والا نقل؟!
طالب: ..........
بواح بواح..
طالب: ..........
هذه مسألة تصير اجتهادية عنده إذا ما وافقه عليه غيره من أهل العلم ما صار بواح.
طالب: ..........
لا، أنا أقول لك إذا ما حصل اتفاق بين أهل العلم معناه أنه ليس ببواح إذا اختلفوا فيه وقال بعضهم هذا كفر وبعضهم قال لا يصل ما صار بواح.
طالب: ..........
إذا كان بواح سوَّغ له الخروج والخروج لا يعلنه ويرتِّب عليه الآثار إلا إذا رأى المصلحة متحققة والمفسدة مندفعة.
طالب: ..........
صار المسألة عقدية فقط.
طالب: ..........
لكن لا بد أن يسمع ويطيع لئلا يختل الأمن ما هو من أجله في الظاهر ما هو من أجله.
طالب: ..........
هذا يحكم حكمه ومنزلته عند علماء بلده الذين يعرفون دقائق الأمور بالنسبة له أما البعيد عنهم ليس له أن يحكم.
طالب: ..........
على كل حال مثل ما قلت لك علماء البلد هم أهل الشأن وهم أعرف بحقيقة الحال.
طالب: ..........
لا لا، فيه وين وين ما فيه الأمة فيها خير.
"وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» فقلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدًا من طاعة»."
يعني وصل الأمر ببعض البلاد المنتسبة إلى الإسلام أن الضباط عندهم تفتيش دوري أسبوعي على الركب لينظر مدى تأثير السجود فيها فكان الضباط يسجدون على الإسفنج وش أعظم من هذا؟! ومع ذلك هذا المتسلط بيده الجيش من رفع رأسه بيقتله وش النتيجة؟! ما هنا إلا الصبر ونرجع فنقول أن الحل بيد عموم الناس كل واحد يصلح نفسه كل واحد يسعى في صلاح نفسه ويستقيم على دين الله فإذا أصلح نفسه ثم أصلح من تحت يده ثم سرى ذلك إلى جيرانه وجماعته والثاني مثل ذلك والثالث وسرى الخير في الأمة نزعت عنهم هذه الغمة لأنها لأن هذا الحاكم سلط عليهم بسبب ذنوبهم فإذا خفت ذنوبهم أو انتهت رجعوا إلى ما كانوا عليه.
"فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية فتأمل قوله تعالى {أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [سورة النساء:59] كيف قال وأطيعوا الرسول ولم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة بل يطاعون فيهما هو طاعة لله ورسوله وأعاد الفعل مع الرسول لأنه من يطع الرسول فقد أطاع الله فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله بل هو معصوم في ذلك وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جَورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل قال تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [سورة الشورى:30] وقال تعالى {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [سورة آل عمران:165] وقال تعالى.."
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ} [سورة آل عمران:165] يعني في أحد {قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا} [سورة آل عمران:165] في بدر {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} [سورة آل عمران:165] كيف يكون هذا؟ استبعاد {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [سورة آل عمران:165] لشؤم مخالفة أمره -عليه الصلاة والسلام-.
طالب: ..........
لكن هل هذه الطاعة متعينة عليك يعني واجبة عليك يعني جاؤوا لعالم في مسجده يدرِّس العلم وقالوا له لا تدرس هذا اللي تسأل عنه؟ أو قالوا له لا تصلي؟
طالب: ..........
لا، إذا كانت متعينة لا بد أن تصلي لأن طاعته فيها معصية لكن إذا كان غير متعين عليك وغيرك من يقوم به صار بالنسبة لك سنة.
"وقال تعالى {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [سورة النساء:79] وقال تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [سورة الأنعام:129] فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم."
الظلم بجميع أنواعه وأعظمه الشرك فلا يحصل الأمن إلا بانتفاء الشرك الذي هو الظلم الأكبر ثم بعد ذلك ظلم الإنسان نفسه وظلم غيره كل هذه الأنواع من الظلم لا بد من تركه ليرتفع عنهم الظلم.
"وعن مالك بن دينار أنه جاء في بعض كتب له أنَّا.."
أنَا..
"أنا الله مالك الملك.."
الملوك الملوك..
أحسن الله إليك.
"أنَا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك لكن توبوا أعطفهم عليكم قوله: ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة، السنة طريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والجماعة جماعة المسلمين وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين فاتباعهم هدى وخلافهم ضلال قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة آل عمران:31] وقال تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} [سورة النساء:115] وقال تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [سورة النــور:54] وقال تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام:153] وقال تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة آل عمران:105] وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [سورة الأنعام:159] وثبت في السنن الحديث الذي صححه الترمذي عن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجَلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله.."
وجِلت وجِلت يعني خافت.
"ذرفت منها العيون ووجِلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فماذا تعهد إلينا؟ فقال «أوصيكم بالسمع والطاعة فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»."
النواجذ هي الأنياب ومحدثات الأمور هي المبتدعة المخترعة في الدين كل بدعة تبتدع وتخترع في الدين فإنها ضلالة وجاء في عند النسائي وغيره «وكل ضلالة في النار» والبدعة ما عُمل على غير مثال سابق يعني في الدين في الأصل في الدين وغيره يعني في اللغة وأما البدعة الشرعية فهي ما أحدث في الدين من غير أن يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة جاء عن عمر في الصحيح أنه قال في صلاة التراويح نعمت البدعة ولكنها ليست ببدعة لغوية ولا شرعية لأنها عملت على مثال سبق فقد صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- ليلتين أو ثلاثًا ثم تركها خشية أن تفرض يعني مع بقاء شرعيتها لم تنسخ فهي باقية شرعيتها فليست ببدعة ولكن عمر من باب المشاكلة في الكلام قال كأن قائلاً قال له ابتدعت يا عمر فقال نعمت البدعة وإلا في الحقيقة ليست ببدعة.
طالب: ..........
اقرأ سم..
"وقال -صلى الله عليه وسلم- «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة» وفي رواية قالوا من هي يا رسول الله؟ قال «ما أنا عليه وأصحابي» فبين -صلى الله عليه وسلم- أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين إلا أهل السنة والجماعة وما أحسن قول.."
يعني هم المقتفون لأثره والمتبعون لسنته وما عليه أصحابه رضي الله عنهم.
طالب: ..........
يعني فرقة فرقة فرقة.
طالب: ..........
وين؟
طالب: ..........
كلها في النار قد تكون خارجة فيكون دخولها في النار على جهة التخليد وقد تكون معصية مستحقة للعذاب فمثل ما ذكر أهل الإسلام في شرح الحديث فإذا عددنا الفرق المنتمية إلى القبلة من هذه الثلاثة والسبعين فإن فيهم طوائف وإن كانوا منتمين إلى هذه الفرق كالجهمية والمعتزلة وغيرهم من الفرق فيهم من لم يحكم بكفره من قبل أهل الإسلام فهؤلاء دخولهم لا على جهة التأبيد وأما من كانت بدعته مغلظة مكفِّرة فهؤلاء خالدون نسأل الله العافية.
"وما أحسن قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كانوا أفضل هذه الأمة أبرّها قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم."
وهذا يعيّن على المسلم وعلى طالب العلم أشد أن يديم النظر في سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- القدوة وفي سيرهم رضوان الله عليهم وفي سير أهل العلم والتابعين لهم بإحسان ليستن بسننهم ويهتدي بهديهم أما الذي لا يقرأ عنهم شيء كيف يستطيع أن يستن بهديهم وسننهم.
طالب: ..........
ما سمعت أنا ترى ما استوعبت..
طالب: ..........
يعني في مسائل الخلاف اعتمد الإمام رأي له حظ من النظر وله دليله يعني ليس بقول باطل مهجور عند أهل العلم لكن له حجته وهناك قول آخر قال به جمع آخرون ورجحوه على هذا القول فلا شك أن حكم الحاكم يرفع الخلاف عند أهل العلم فيلزم السلطان ولو اعتمد قولاً مرجوحًا لكن ما اعتمده له حظ ونظر وله دليله من الكتاب والسنة لا يلزم قولاً مهجورًا ثم يقال هذا هو الراجح لأن ما من مسألة إلا وفيها قول لأهل العلم وإذا قلنا بهذا معناه أنا نخرج من الدين بالأقوال المهجورة التي لا أدلة عليها ونترك ما دل عليه الكتاب والسنة لكن المسألة مفترضة في قولين أحدهما أرجح من الآخر لكن لكل قول منهما أدلته المعتبرة عند أهل العلم.
طالب: ..........
الجماعة قد يكون واحد الجماعة من من من تبع الجماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم سواء كانوا في بلد واحد أو في بلدان متفرقة.
"وسيأتي لهذا المعنى زيادة بيان إن شاء الله تعالى عند قول الشيخ ونرى الجماعة حقًا وصوابًا والفرقة زيغًا وعذابًا، قوله ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجَور والخيانة وهذا من كمال الإيمان وتمام العبودية فإن العبدة تتضمن كمال المحبة ونهايتها وكمال الذل ونهايته فمحبة رسل الله وأنبيائه وعباده المؤمنين من محبة الله وإن كانت المحبة التي.."
وعبادة الرحمن غاية حبه |
| مع ذل عابده هما قطبان |
"وإن كانت المحبة التي لله لا يستحقها غيره فغير الله يحب في الله لا مع الله."
يعني لا يشرك به مع الله في هذا النوع من العبادة التي هي المحبة.
"فإن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضائه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به وينهى عما ينهى عنه فهو موافِقٌ لمحبوبه في كل حال والله تعالى يحب المحسنين ويحب المتقين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ونحن نحب من أحبه الله والله لا يحب الخائنين ولا يحب المفسدين ولا يحب المستكبرين ونحن لا نحبهم أيضًا ونبغضهم موافقة له سبحانه وتعالى وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار» فالمحبة التامة مستلزمة لموافقة المحبوب في محبوبه ومكروهه وولايته وعداوته ومن المعلوم أن من أحب الله أن من أحب الله المحبة الواجبة فلا بد أن يغضب أعداءه ولا بد أن يحب ما يحبه من جهادهم كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [سورة الصف:4] والحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر فإن العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة."
لأن المسلم يجمع أحيانًا يجمع بين الطاعات وبين المعاصي فيحَب لما عنده من طاعات ويبغَض لما عنده من معاصي بخلاف الذي يبغَض ولا يحَب بوجه من الوجوه لأنه ليس عنده من أسباب المحبة شيء.
"فإن العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة والحب والبغض فيكون محبوبا من وجه مبغوضًا من وجه والحكم للغالب وكذلك حكم العبد عند الله فإن الله قد يحب الشيء من وجه ويكرهه من وجه آخر كما قال -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل «وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه» فبيَّن أنه يتردد لأن التردد تعارض إرادتين وهو سبحانه يحب ما يحبه عبده المؤمن ويكره ما يكرهه وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال «وأنا أكره مساءته» وهو سبحانه قضى بالموت فهو يريد كونه فسمى ذلك ترددًا ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك إذ هو يفضي إلى ما هو أحب منه."
وقد يقضي الله جل وعلا على خيار الناس بل أصفيائهم من أنبيائهم بل على النبي -عليه الصلاة والسلام- بما يكره لما يترتب على ذلك من مصالح راجحة والمؤمن مبتلى هل هذا لهوانه على الله؟! بل لمنزلته عند الله «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم» لا لهوانهم وضعة منزلتهم عند الله بل لأن الله يدخر لهم في القيامة ما هو أضعاف أضعاف مضاعفة مما أصابهم من هذا الألم أو من المكروه.
طالب: ..........
وعليم حكيم ويعرف المآل ويعرف النتائج ولذلك لماذا وضع الموازين وهو يعرف النتيجة؟ ليخرج بذلك إلى عالم الشهود ما يكون لأحد على الله حجة هذا عملك تراه أنت احكم على نفسك وإلا فالنتائج معروفة عند الله جل وعلا والله جل وعلا قبض قبضة فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي هو يعلم هو يعلم بذلك قبل خلق الخلق ويعرف مصير الإنسان حينما يبعث إليه الملك شقي والا سعيد لكن مع ذلك الأعمال تطبيق عملي لما في علم الله جل وعلا خرج في عالم الشهود لئلا يكون للناس على الله حجة.
طالب: ............
التردد وصف الله جل وعلا بالتردد ثابت بهذا الحديث الصحيح على ما يليق بجلاله وعظمته يعني ما هو مثل متردد المخلوق الذي لا يعرف العاقبة لا.
"قوله ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه تقدم في كلام الشيخ رحمه الله تعالى أنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله إلا من سلَّم لله عز وجل ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ومن تكلم بغير علم."
وقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم والإسلام في الأصل هو الاستسلام لله جل وعلا.
"ومن تكلم بغير علم فإنما يتبع هواه وقد قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} [سورة القصص:50] وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } [سورة الحـج:3-4] وقال تعالى {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [سورة غافر:35] وقال تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف:33]."
القول على الله بغير علم من عظائم الأمور {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ} [سورة الزمر:60] يدخل في هذه الآية دخولاً أوليًا من يفتي بغير علم {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [سورة النحل:116] فالأمر ليس بالسهل.
"وقد أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يرد علم ما لا يعلمه إليه.. أن يرد علم ما لا يعلم إليه فقال تعالى {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة الكهف:26] وقال تعالى {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم} [سورة الكهف:22] وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن أطفال المشركين «الله أعلم بما كانوا عاملين» وقال عمر رضي الله عنه: اتهموا الرأي في الدين فلو رأيتني يوم أبي جندل فلقد رأيتني وإني.."
يعني في الصلح صلح الحديبية كره الصحابة أن يرجعوا بدون عمرة وتلكؤوا في الإحلال لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- عزم على ذلك وحلق شعره وتبعه الصحابة رضوان الله عليهم وفي كتابة الصلح حصل ما حصل قال اكتب بسم الله الرحمن قالوا لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم باسمك اللهم قال اكتب من محمد رسول الله قالوا لا تكتب لو نعرف أنك رسول الله لاتبعناك اكتب من محمد بن عبد الله في جمل من مثل هذا الصحابة بعضهم وجد في نفسه شيء ومنهم عمر رضي الله عنه من باب الغيرة على الدين ورفع شأنه مع أن الخير كل الخير في اتباعه -عليه الصلاة والسلام- المؤيد بالوحي.
"فلقد رأيتني وإني لأرد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برأيي فأجتهد ولا آلو وذلك يوم أبي جندل والكتاب يكتب وقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم.."
يكتب يكتب يكتب..
أحسن الله إليك.
"والكتاب يُكتب وقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال اكتب باسمك اللهم فرضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكتب وأبيت فقال يا عمر تراني قد رضيت وتأبى وقال أيضًا رضي الله عنه السنة ما سنه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.."
الصديق..
أحسن الله إليك.
"وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في آية من كتاب الله برأيي."
وجاء الوعيد الشديد على من قال في القرآن برأيه على من قال في القرآن برأيه وسئل الصديق عن تفسير الأب {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [سورة عبس:31] فقال أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله مع أنه لو سئل آحاد الطلاب لأجاب بكل جرأة ولا.. بدون مراجعة ليعرف المعنى بعد الاطلاع على أقوال أهل العلم واللغويين في الكلمة من كتاب الله هذا ما عليه شيء والذي يأتي بذلك على سبيل الترجي مجموعة من طلاب علم جالسين في المجلس ويطرح كلمة أو جملة من كتاب الله ويقال ما معناه ويقول بعضهم لعل المراد كذا ويقول بعضهم لعل المراد كذا ما يجزم بذلك على سبيل الترجي هذا أيضًا يتساهل فيه أهل العلم لأن الصحابة لما ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال بعضهم لعلهم كذا لعلهم كذا لعلهم كذا ما ثرَّب عليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وإنما أخبرهم بالصواب.
طالب: ............
عن لفظ لفظ ما قال للمسلمين ترى أنا ما ني برسول في مقابل هذا الكافر الذي لا يقر برسالته ليحقق مصلحة راجحة لكن ما قال أنا ما ني برسول وتخلى عن الرسالة هو ما تخلى عن الرسالة تخلى عن النطق بالكلمة لمصلحة راجحة.
"إن قلت في آية من كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم وذكر الحسن بن علي الحلواني.."
الحُلْواني.
"الحُلْواني قال حدثنا عارم قال حدثنا حماد.."
وعارم محمد بن الفضل.
"قال حدثنا حماد بن زيد عن سعيد بن أبي صدقة عن ابن سيرين قال لم يكن أحد أهيب لما لا يعلم من أبي بكر ولم يكن بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر رضي الله عنهما وإن أبا بكر نزلت به قضية فلم يجد في كتاب الله منها أصلاً ولا في السنة أثرًا فاجتهد برأيه ثم قال هذا رأيي فإن يكن صوابًا فمن الله وإن يكن خطأً فمني وأستغفر الله."
يعني هذا الأثر عن ابن سيرين ابن سيرين لم يدرك أبا بكر ولا عمر لكنه يحكي ما هو ينقل ويروي يحكي عنهما فلا يقال إن هذا الأثر منقطع يحكي عنهما ما تقرر في نفوس المسلمين قاطبة فليس يروي عنهما ليقال منقطع.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"