في حديث أبي حميد: «فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه» المراد بقوله: «إلى مكانه»، يحتمل أن يكون إلى مكانه قبل الركوع أو إلى مكانه قبل الدخول في الصلاة.
فإذا قلنا: قبل الركوع، فيكون بعد الركوع قابضًا، لأنه قبل الركوع كان قابضًا، وواضعًا يديه على صدره، ثم قبض ركبتيه في ركوعه، ثم رفع من ذلك الركوع، فيقبض حينئذ، وهذا هو الأولى، وهو الذي ورد في حديث وائل بن حجر.
وإذا قلنا: «حتى يعود كل فقار إلى مكانه» أي: مكانه قبل الدخول في الصلاة، فمعناه أنه يرسل يديه بعد الرفع من الركوع؛ لأنه لا يقبض قبل الصلاة، ولهذا قال بعضهم: أنه لا يقبض يديه بعد الركوع، بل زعم أن ذلك بدعة.
والصواب أنه يقبض يديه بعد الركوع، وقوله: «حتى يعود كل فقار إلى مكانه» المراد منه: ما قبل الركوع، وهو الأقرب.