الاحتفال بمولده -عليه الصلاة والسلام- بدعة، ما عُرف عند الصحابة ولا التابعين ولا من تبعهم، ولم يُعرف في القرون المفضلة الذين هم خير الناس، وإنما عُرف بعد ذلك في دولة العبيديين الذين يُدَّعى أنهم فاطميون ولم يُثبِت أهل العلم نسبهم إلى فاطمة -رضي الله عنها-.
على كل حال هذا الاحتفال مبتدع مخترع، ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة، وليس عليه عمل سلف الأمة، فليحذر المسلم أن يتعبَّد بشيء لا ينفعه في الآخرة، مع ما يصاحبه عند مَن يُقيم مثل هذه الموالد من غلو بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وإطراء جاء نهيه -عليه الصلاة والسلام- عنه، «لا تطروني كما أَطْرَت النصارى ابنَ مريم» [البخاري: 3445]، «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [النسائي: 3057].
وإن قيل بأنه ليس من الضرورة أن يكون هنالك غلو، وإنما ذِكر لسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وتذكُّر لمآثرِه في ذلك اليوم، فتذكُّر مآثره وذكر سيرته -عليه الصلاة والسلام- ينبغي أن يكون ديدن المسلم لا يَقتصر عليه في يومٍ في السنة، ولا يُحدِّد له يومًا في السنة فيكون عيدًا.