السؤال
أنكر بعضهم الدعاء يوم الجمعة قائلًا: (إن تخصيص يوم الجمعة بالدعاء بدعة؛ لأنها عبادة بلا دليل)، فما صحة هذا القول؟ وهل الحكم على الأمور بأنها بدعة لكل أحد، أم هي للراسخين في العلم فقط؟
الجواب
هذا الذي أنكر الدعاء هذا جاهل، وإلا جاء الحديث الصحيح بأن في يوم الجمعة ساعة لا يُردُّ فيها الدعاء [يُنظر: البخاري: 935]، وهي ساعة الاستجابة، وإن اختلف في تعيينها، فقيل: من دخول الإمام إلى الفراغ من الصلاة، وهذا دل عليه الدليل الصحيح، وهناك قول آخر، وهو قول الأكثر والجمهور، وله ما يدل عليه، وهو أنها آخر ساعة في الجمعة بعد العصر.
على كل حال الذي أنكر الدعاء هذا جاهل، والدليل دلَّ على أن هناك ساعة فيها إجابة، ومعنى هذا: الحضُّ والحثُّ والترغيب في الدعاء وتلمُّس هذه الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء. وأما التخصيص الذي ذكره من أن تخصيص يوم الجمعة بدعة، فكأنه التبس عليه الأمر أن يوم الجمعة لا يُخصُّ بصيام ولا ليلتها بقيام، وإلا فالدعاء مطلوب في يوم الجمعة، وتحري ساعة الإجابة هذا أيضًا هو مقتضى الدليل الصحيح.