السؤال
سمعتُ من أحد العلماء قوله: (العامي حرٌّ في اختيار من يقلده)، ما معنى هذا الكلام؟
الجواب
هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن ترك الحرية المطلقة للعامي تجعله يختار ما يهواه إن كان من المتساهلين، أو يُشدِّد على نفسه إن كان من أهل الاحتياط والتحرِّي، وحينئذٍ يتنكَّب الجادَّة، ودينُ الله وسط بين الغالي والجافي، فإن كان هذا العامي من المتساهلين أخذ ما يناسب هواه وتتبَّع الرُّخص، وإن كان من المتشددين المتحرِّين أهل التحرِّي والتثبُّت والمبالغة في إبراء الذمة شقَّ على نفسه كثيرًا، وعليه أن يختار من أهل العلم مَن يقلده ممن توافر فيه الشروط المعروفة في المقلَّد.
وليس في فتواهُ مُفتٍ متَّبَعْ |
|
ما لم يُضفْ للعلمِ والدينِ الورَعْ |
فلا بد أن يكون المقلَّد عالمًا ديِّنًا ورعًا، ويكفي في ذلك بالنسبة للعامي الاستفاضة بين الناس، بأن هذا العالم ممن يجوز تقليده، وتبرأ ذمته بتقليده، والله أعلم