في قوله -جلَّ وعلا-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67] يعني: المشركين الذين لا يعرفون قدر الله -جلَّ وعلا– ولا يَقدرونه قدره، ولا يُعظِّمونه حق التعظيم الذي يليق به.
يقول الحافظ ابن كثير: (وما قدر المشركون الله حقَّ قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيءٍ تحت قهره وقدرته. قال مجاهد: نزلت في قريش، وقال السُّدي: ما عظَّمُوه حق عظمته، وقال محمد بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذَّبوه).
وفي الآية مثالٌ يدل على عظمته {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]، الأرض جميعًا بسعتها وعِظَمِها قبضته يوم القيامة، {وَالسَّمَوَاتُ} التي لا يُحاط بها {مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، فإذا كانت هذه من مخلوقاته –جلَّ وعلا– فكيف لا يُعظَّم ولا يُقدَّر حق القدر؟! والله أعلم.