أما بالنسبة لطلب العلم، وكيفية طلب العلم، وما جاء في العلم، والحث على طلبه، وفضل العلماء ومنازلهم في الدنيا والآخرة، فهذا أمر يطول، وفيه أشرطة ولقاءات كثيرة، لعل السائل يرجع إليها.
وأما الطريقة المُثلى لحفظ المتون، فقد شرحناها في مناسبات كثيرة، لكن باختصار: يُحدِّد الطالب ما يريد حفظه، وكل إنسان أعرف بمقدرته وما يستطيع حفظه:
- فإذا كانت الحافظة تسعفه لحفظ قدر أكبر، فهذا طيِّب، فيحاول أن يحفظ هذا القدر الذي حدَّده، ويُردِّده حتى يرسخ في ذهنه.
- وإذا كانت حافظته متوسطة، فيأخذ قدرًا متوسطًا.
- وإذا كانت حافظته ضعيفة، فيأخذ قدرًا قليلًا؛ لأن الكثير الذي لا يُستطاع لا يثبت في الذهن.
وليحرص أن يحفظ بعد أن يقرأ النص على شيخ؛ ليُصحِّح له ويقوِّم له، ويقرأ من نسخٍ صحيحة موثَّقة؛ لأنه إذا حفظ على خطأ استمر الخطأ، فإذا كرَّر نصيب هذا اليوم حتى حفظه وضبطه وأتقنه، وليكن من القرآن خمس آيات لضعيف الحافظة، أو عشر للمتوسط، أو ورقة للذي تسعفه حافظته لحفظ ورقة، فإذا كرَّره وأتقنه وضبطه، فمن الغد يُكرِّر هذا النصيب خمس مرات، ثم يبدأ بنصيب اليوم الثاني فيُكرِّره حتى يحفظه مثلما فعل بالأمس، ثم في اليوم الثالث يُكرِّر نصيب اليوم الأول أربع مرات، ونصيب اليوم الثاني خمس مرات، ثم يبدأ بنصيب اليوم الثالث، فيفعل به ما فعل، وهكذا، فإذا كُرِّر الحفظ بهذه الطريقة رسخ في ذهن حافظه.