لا شك أن الأصل في هذا الإباحة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أيقظ عليًّا وقد نام في المسجد، وما لامه ولا ثرَّب عليه [البخاري: 441]، لكن يبقى أن هناك أمورًا تنظيميَّة قد تُقيِّد هذا المباح، فالأصل أن المساجد مفتوحة لمن يتعبَّد، لكن نرى المساجد تُغلَق في غير أوقات الصلاة، ولا شك أن لهذا سببًا، فقد أُسيء إلى المساجد، وسُرقتْ بعض محتويات المساجد، وأُسيء إلى المصاحف ولُوِّثتْ ونُجِّستْ، مما اضطر المسؤولين إلى غلق أبواب المساجد. لكن إذا وجدنا شخصًا صادقًا صالحًا يريد أن يجلس في المسجد، وينتظر الصلاة، ويجلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس، مقتديًا به -عليه الصلاة والسلام-، فلا بد أن يُمكَّن من هذا؛ لأن هذه عبادة لا يجوز إلغاؤها، ومع ذلك يكون المسجد من مسؤوليته، فلو فُقد منه شيء يكون مسؤولًا عنه.
وأيضًا خدم المساجد، ينبغي أن يُلازموا المساجد، بحيث يحرسون هذه المساجد؛ لئلا يتعرَّض لها أحد بسوء.