بالنسبة لرجحان المسائل لا يهمني بقدر ما يهمني معرفة الطالب كيف يتعامل مع النصوص، وإلا فرجحان المسألة سهل، فكوني أُرجِّح ما يتفق مع أهل العلم وما يُفتون به، أو يُخالفهم، هذه مسألة سهلة، ما هي بمشكلة بقدر ما يُمرَّن الطالب ويُربَّى على كيفية التعامل مع النصوص.
وأحيانًا أتحاشى الترجيح؛ لعدم المُرجِّح الكافي للترجيح، أو لأن الراجح عندي مما يُخالِف المُفتَى به -مثلًا-، فأحيانًا أتحرَّج من التصريح بالراجح في بعض المسائل، ومن خلال طريقة العرض يتبيَّن الراجح -إن شاء الله تعالى-.
ومثل ما ذكرتُ أنه لا يهمني أن نعرف الراجح في كلِّ مسألة بقدر ما يهمني معرفة الطالب كيف يتعامل مع النصوص، وأنا لا أتعامل مع عوام لا يستوعبون، وإنما أتعامل مع طلاب علم، ينبغي أن يُربَّوا على كيفية التعامل مع النصوص، ومأْخذ كلِّ قول من هذه النصوص، هذا الذي يهمني بالدرجة الأولى، وإلا فتعرفون أن هناك ظروفًا تحتفُّ ببعض الأحوال تجعل الإنسان يقول قولًا واحدًا، حتى أحيانًا يقوله من غير دليل؛ لأن السائل أو المستمع لا يستوعب، فمثل هذا يُرجَّح له.