«كلامُ الله» من إضافةِ الصفةِ إلى الموصوفِ، والإضافة تقتضي التَّشريف بلا شك، سواءٌ كانت من المعاني التي لا تقوم بذاتها، أو من الأعيانِ التي تقوم بذاتها، فإن كانت من المعاني التي لا تقوم بذاتها، فهي صفات فليست بمخلوقةٍ، وإن كانت من الأعيانِ التي تقوم بذاتها فهي مخلوقةٌ، فـ«بيت الله»، و«ناقة الله»، و«عبد الله»؛ كلُّ هذه مخلوقات، وهذا مذهبُ أهلِ السنةِ.
أما المعتزلة فعندهم أن كلَّ ما يُضاف إلى الله جل جلاله مخلوق، سواءٌ كان معنى أو ذاتًا مستقلةً، فيجعلون «كلام الله» مثل «ناقة الله» و«بيت الله».
أما أهلُ الحلولِ والاتحادِ فيرون العكس، فعندهم أن كل ما يُضاف إلى الله سبحانه وتعالى هو وصف من أوصافه؛ ما أدَّى بهم إلى تقريرِ مذهبِهم الفاسدِ، وأن الله جل جلاله حلَّ في مخلوقاته واتّحد بها، وأنه لا فرق بين الخالقِ والمخلوقِ -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأهل السنة وسطٌ بين المذهبين، وهدى بين الضلالتين.