الصيام عبادة من أعظم العبادات، وفريضة مِن أوجب الفرائض، بل ركن من أركان الإسلام إجماعًا، من جحد وجوبه كفر اتفاقًا، ومن اعترف بوجوبه -أعني صيام شهر رمضان- لكنه لم يصم كسلًا وتفريطًا فقد قيل بكفره، وهي رواية في مذهب الإمام أحمد، وقول معروف عند بعض أصحاب مالك -رحم الله الجميع-، وهو قول مشهور، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في رواية عن الإمام أحمد في كفر تارك الأركان العملية [مجموع الفتاوى (7/302)]؛ لأن من لم يتلفظ بالشهادتين فليس بمسلم، ولم يدخل في الإسلام أصلًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله» [البخاري (25)، ومسلم (22)].
كفر تارك الصلاة هو المفتى به، وهو المرجح عند شيوخنا، وأما بقية الأركان: الزكاة، والصيام، والحج، فجماهير أهل العلم على عدم كفر تاركها إذا اعترف بوجوبها، وإن كان القول بكفره كالصلاة قولًا معروفًا في مذهب أحمد، وعند أصحاب مالك -رحمهما الله-.