المجمل لا تتضح دلالته على معناه بمفرده، وعدم اتضاح الدلالة يكون لسبب من الأسباب التالية:
أولًا: الاشتراك: مثل لفظ «القرء»، فهو يحتمل أكثر من وجه، ودلالته على الحيض ليست بأوضح من دلالته على الطهر، فهو مجمل للاشتراك فيه.
ثانيًا: الحذف، قال تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] «أن» وما دخلت عليه تؤول بمصدر، أي: ترغبون نكاحهن، لكن ترغبون «فيه» أو «عنه»؟ حُذف الحرف فاحتمل الأمرين.
ثالثًا: احتمال العطف والاستئناف، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7] فالواو محتملة لأن تكون عاطفة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ} [آل عمران: 7] وحينئذٍ يكون الراسخون عالِمِين بتأويل المتشابه، وتحتمل الاستئناف والوقف على لفظ الجلالة، وحينئذ يكون علم المتشابه خاصًّا بالله تعالى ولا يعلمه أحد، وأما وظيفة الراسخين فهي قوله: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] فهذا محتمل للعطف والاستئناف، فوقع بسببه الإجمال.