في الحديث -وفيه كلام لأهل العلم ورجّحوا إرساله-: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» [الدارمي (159)]، وإن كان بعضهم يحسِّنه، لكنه لا يصل إلى درجة التحسين.
يقول المناوي في شرح الجامع الصغير في شرح هذا الحديث: «(أجرؤكم على الفتيا) بضم الفاء، أي: أقدمكم -من الإقدام- على إجابة السائل عن حكم شرعي من غير تثبّت وتدبّر، والإفتاء بيان حكم المسألة ... «أجرؤكم على النار» أقدمكم على دخولها؛ لأن المفتي مبيّن على الله حكمه، فإذا أفتى على جهل أو بغير ما علمه أو تهاون في تحريره، أو استنباطه فقد تسبب في إدخال نفسه النار؛ لجرأته على المجازفة في أحكام الجبار، {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]، قال الزمخشري: كفى بهذه الآية زاجرة زجرًا بليغًا عن التجوز فيما يُسأل من الأحكام، وباعثة على وجوب الاحتياط فيها، وأن لا يقول أحد في شيء جائز إلا بعد إتقان وإيقان ومن لم يوقن فليتق الله وليصمت، وإلا فهو مفترٍ على الله تعالى [الكشاف (2/337)]» [فيض القدير (1/205)].