يستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ فيهما بسورتي الإخلاص {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [سورة الكافرون:1] و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:1]. لكن جاء في بعض الروايات أنه قرأ في الأولى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وفي الثانية: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ولا شك أن هذا النص المجمل يرد إلى النصوص المفسرة المحكمة، فيقرأ في الأولى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية: بـ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. والمناسبة ظاهرة؛ لأنه لما طاف بهذا البيت، وهو عبارة عن أحجار، وإن كان معظمًا مشرفًا من الله -جل وعلا- إلا أنه حجر، فقد يُخيّل للإنسان أن له شيء من العبادة، وأنه له شيء من التعظيم الذي هو حق الله -جل وعلا-، فلذا شرع له أن يقرأ بسورتي الإخلاص، ليتذكر أن العبادات كلها لله -جل وعلا-، ولا يجوز صرف شيء منها لأحد كائن من كان، ولو كان معظمًا شرعًا.