لم يحفظ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال في منى ولا في عرفة ولا في مزدلفة (أتموا) ويدخل في ذلك أهل مكة وغيرهم. لكن لما صلى بهم في المسجد قال: «أتموا فإنا قوم سَفْر» [البيهقي: 5170]. والعلماء يختلفون هل هذا من أجل السفر أو من أجل النسك:
- من أهل العلم من يرى أنه لأجل النسك؛ ولذا جاز القصر دون مسافة القصر لأهل مكة ومن حولها. فجاز القصر والجمع في عرفة ومزدلفة لمن كان منزله لا يبلغ مسافة القصر بالنسبة لمحله الذي يسكنه.
- ومنهم من يقول هو للسفر، والسفر يطلق على الكثير والقليل، فيدخل فيه أهل مكة وما حولها. وهذا يشكل على قول الجمهور الذين يشترطون المسافة ويقولون بتحديد المسافة وتحديد المدة.
وعلى كل حال فيصلي الحاج بعرفة ومزدلفة ومنى قصرًا، ويقصر أهل مكة وغير أهل مكة. وكذلك يجمعون الصلاة بعرفة ومزدلفة. أما منى فلم يعرف عن النبي –صلى الله عليه وسلم- الجمع بمنى؛ لأنه مقيم، ويصلي كل صلاة في وقتها.