أهل السنة يقدِّمون المهاجرينَ علَى الأنصارِ؛ لأنَّه يجتمعُ فيهمُ الوصفانِ: الهجرةُ والنصرةُ؛ ولذا قُدِّموا في سورةِ الحشرِ [الحشر: 8]، مع أنَّ الأنصارَ لهم فضائلُ، وقد قالَ النبيُّ -ﷺ- في حقِّهم في الحديثِ الصحيحِ: «آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النفاقِ بُغضُ الأنصارِ» [البخاري:17]، ولمَّا رأَى الأنصارُ النبيَّ -ﷺ- يُعطي بعضَ المُؤلَّفةِ ويتركُهم وجدُوا في أنفسِهم شيئًا، فتكلَّمَ مَن تكلَّمَ منهم، فذكر النبيُّ -ﷺ- مناقبِ الأنصارِ، ومن ذلك قوله: «الأنصارُ شِعارٌ والناسُ دِثارٌ» [البخاري:4330]، والدِّثارُ هو اللِّباسُ الخارجيُّ، والشِّعارُ هو اللِّباسُ الدَّاخليُّ الذي يلِي شعرَ البدَنِ، فمعنَى ذلكَ أنَّهم أقرَبُ إلى قَلبِه -ﷺ-، وقال -ﷺ-: «ولولا الهجرةُ لكنْتُ امرءًا مِنَ الأنصارِ» [البخاري: 3779]. لكن لا يدل ذلك على أنَّهم أفضلُ مِنَ المهاجرينَ. والعشرةُ المبشرونَ بالجنةِ كلُّهم مِنَ المُهاجرينَ -رضي اللهُ عن الجميع-.