هذه المسألة في وصول ثواب القُرَب إلى غير المتقرِّب بها إلى الله -جل وعلا-، والجمهور على أنها تصل، وأي قربة فعلها -يعني المكلف- فجعل ثوابها لحي أو ميِّت وصلت، هذا قول الجمهور، ومن أهل العلم من يَقصر وصول الثواب في المنصوص عليه، كالحج والعمرة والصدقة والدعاء، وما أشبه ذلك، أما ما زاد على ذلك فإنه لا يصل اقتصارًا على الوارد، ولكن قول الجمهور -إن شاء الله تعالى- متجه.
يقول الله -جل وعلا-: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]، يستدل به من يرى عدم الوصول، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [مسلم: 1631].
أجيب عن الآية {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} بأن أولادكم من كسبكم، فولد الإنسان من كسبه، ويدل على ذلك قوله: «أو ولد صالح يدعو له»، فالدعاء متفق عليه، وجاء في الحج والعمرة: «حج عن أبيك واعتمر» [الترمذي: 930]، والصدقة كذلك تصل، وما عدا ذلك مختلف فيه، والجمهور على أنه يصل للحي أو الميت، والله أعلم.