مما يشاهد أن من الأكفاء في وقتنا الحاضر من انزوى في بيت أو في مزرعة أو اقتصر على عمل رسمي، ولم يشارك في نفع الناس، ولم يسهم في إخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ولم يسهم في حل إشكالاتهم، وإجابة سؤالاتهم، فإحجام مثل هذا هو الذي صار سببًا في جرأة غير المتأهلين على أن أضلوا الناس بعد أن ضلوا بأنفسهم.
والتواضع لا يعفيه من الوعيد الشديد الذي جاء فيمن نقض العهد والميثاق على أهل العلم أن يبينوا للناس ما نزل إليهم، ولو تواضع، لا يعفيه هذا التواضع، إلا إذا قام بالأمر من يكفي، أما إذا تعين عليه فلا بد أن يسهم، وأن يبين.