المحبة الحقيقية للنبي -عليه الصلاة والسلام- تكمن وتنبعث من اتباعه، كما أن محبة الله -جل وعلا- تزيد باتباعه -عليه الصلاة والسلام-، والعمل بما ثبت عن الله -جل وعلا- وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، والذي يطيع النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أن المحبة تزداد في قلبه، بخلاف من يعصيه فإن محبته تنقص في قلبه، وعلامة نقصان المحبة وقوع المخالفة له -عليه الصلاة والسلام-.
وأما الإكثار من المدائح والقصائد التي تُذكر في فضائله -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنها إذا سلِمَت من الغلو الذي نهى عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أن في تكرار أوصافه وشمائله -عليه الصلاة والسلام- ومعجزاته ما يزيد من هذه المحبة، مع أن الاتباع هو الأصل، وأيضًا القراءة في سيرته -عليه الصلاة والسلام- وشمائله وأيامه وغزواته كل هذا مما يزيد في محبته، ويعين على الاقتداء به، وأما القصائد والمدائح التي يرددها بعض المبتدعة مما يشتمل على الغلو الذي نهى عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- أو الشرك سواء كان أكبر -وهو الأعظم- أو أصغر فلا يزيد هذا الأمر قائله إلا بعدًا منه -عليه الصلاة والسلام-، وكل هذه دعاوى، والذي يصدق أو يكذب هذه الدعاوى هو الاتباع، والله المستعان.