ما جاء في الآية {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] مع زيادة إيمانهم وثقتهم بالله –جلَّ وعلا- ويقينهم بموعود الله –سبحانه وتعالى- هذا هو الأصل، مع بذل الأسباب المادية والمعنوية؛ لتغيير الحال التي بسببها تكالبت الأمم، فعلينا وعلى المسلمين عمومًا أن يُراجعوا دينهم؛ ليدفع الله عنهم الشر، ومع ذلك يقولون: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
فعن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: "{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها إبراهيم –عليه السلام- حين أُلقي في النار، وقالها محمد –صلى الله عليه وسلم– حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}" وهو في (البخاري) [4563].
وفي (تفسير ابن كثير): (أي: الذين توعَّدهم الناس بالجموع وخوَّفوهم بكثرة الأعداء، فما اكترثوا لذلك، بل توكلوا على الله، واستعانوا به {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}).
ولا يعني هذا أن تُترك الأسباب المادية التي أُمرنا بالاستعداد والإعداد بها {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، فلا بُد من الإعداد المادي من هذه القوة، والمعنوي بالرجوع إلى الله –جلَّ وعلا- وصدق اللجأ إليه، وبذل الأسباب النافعة في ذلك، والله أعلم.