في السؤال قلتَ: هل يُفهم من هذه الآية الإذنَ؟ ونيابة المفعول أولى من غيره إذا وُجد، فيقال: هل يُفهم من هذه الآية الإذنُ؟ نائب فاعل.
وعلى كل حال هذه الآية تأمر أو تحث على الصبر على المرأة سواء كانت هذه المرأة محبوبة أو مكروهة، وليس فيه إشارة إلى الطلاق كما يقول الطبري في تفسيره: (وإن كرهتموهنَّ، فلعلكم أن تكرهوهنَّ فتمسكوهنَّ، فيجعل الله لكم في إمساككم إياهنَّ على كُرْه منكم لهنَّ خيرًا كثيرًا، من ولد يرزقكم منهنَّ، أو عطفكم عليهنَّ بعد كراهتكم إياهنَّ)، فأنت بين أن تُمسكها وتُحسن إليها وتعطف عليها ولو لم تُحبها، بل كرهتها، فتؤجر على هذا من باب الإحسان إليها، أو تُرزق بولدٍ ينفعك الله به، وينفعها به، ويكون ممن يرثك في الآخِرين ويدعو لك بعد موتك، إلى غير ذلك من المنافع المُرتَّبة على الولد الصالح في الدنيا والآخرة.
والحافظ ابن كثير يقول: (أي: فعسى أن يكون صبركم مع إمساككم لهنَّ وكراهتهنَّ فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة. كما قال ابن عباس –رضي الله عنهما- في هذه الآية: هو أن يعطف عليها، فيُرزق منها ولدًا، ويكون في ذلك الولد خير كثير، وفي الحديث الصحيح: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن سخط منها خلقًا رضي منها آخر»).
وعلى كل حال الآية ليس فيها الحث على الطلاق أو الإذن فيه، بل هي إشارة إلى الإمساك ولو مع الكراهة، وعسى أن يكون في هذا الإمساك مع هذه الكراهة خيرٌ كثير من ولدٍ صالح أو من إحسان إلى هذه المسكينة، أو لك أيها الزوج، فقد يكون فيها أخلاق قد خفيَتْ عليك وقد لا تُوجد في غيرها، وإن كان الظاهر من حالها أنها مكروهة لديك، والله أعلم.