شرح كتاب التوحيد - 11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما، وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [(19) سورة النجم].
عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله..
ما في عندك تكميل؟
الطالب: أحسن الله إليك.
ما في تكميل للآيات؟
طالب: أظن فيه الآية التي بعدها.
اقرأها. الكلام يقرأ كما وضعه مؤلفه، يعني ما أدري ما هذه النسخة التي اعتمدتها.
طالب:.......
........ أحاديث لكن هل قابل النسخ؟
طالب: ذكرها. قمت بتحقيق نفس الكتاب بناء على.......... ما بين شيء.
إي ما اعتمد نسخاً، نعم هو يخرج الأحاديث وفي هذا الباب أيضاً جيد الأرنؤوط جيد في التخريج، لكنه ما قابل النسخ. نعم.
طالب: أحسن الله إليك.
باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما، وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم].
وعن أبي واقد
ما عندك الآيات، الآيات؟
عندي ما في لا هذه ولا هذه الآيات،
موجودة نعم. نعم.
وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [(19 - 22) سورة النجم].
لما ذكر الآيتين قال: الآيات، يعني أكمل الآيات.
عندنا أربعة، هذه نسخة لها أربع آيات.
هذا امتثل الأمر، امتثل وأكمل، وليست من أصل الكتاب، نعم؟
طالب: أحسن الله إليك.
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(20) سورة النجم]، واقرأ الآيات.
طالب:.......
وين؟
طالب:.......
ما هو؟
طالب:.......
أقول: النسخ تختلف، لكن هل قام محقق الكتاب بمقابلة النسخ، نسخة حفيد المؤلف الشيخ عبد الرحمن بن حسن يقول: وقول الله تعالى، أو وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم]. الآيات، نعم.
طالب: هذه يا شيخ مذكورة بها الآيات، طبعة الوليد.
يقول: مجرد امتثال وإلا اعتمد على نسخة؟
طالب: لا، هذا معتمد على نسخ، ذكر إلى شرح فتح المجيد.
لا ما نريد الشرح، نريد نقرأ المتن، قراءتنا للمتن لا للشرح.
طالب: أكمل الآيات.
متن الشيخ نفسه، هذا نفس المؤلف ذكر قال: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم] الآيات، وفي الشرح كذلك.
طالب: امتثال منه.
الإكمال امتثال بلا شك، كأنه يقول: اقرأ الآيات، أو أكمل الآيات، فهذا واضح، لكن هل معنى هذا أننا نمتثل ونعدل أو نزيد على ما قاله المؤلف؟ إذا قرأت كتاباً تلتزم بما فيه من زيادة أو نقصان.
وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم].
عن أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((الله أكبر! إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [138) سورة الأعراف]، لتركبن سنن من كان قبلكم)) [رواه الترمذي وصححه].
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية النجم.
قوله: "تفسير آية النجم": هل هي آية أو آيات؟ نعم؟
طالب: آيات.
إيه لا تعدل، لا تستعجل، كل النسخ تفسير آية النجم، نعم.
طالب: ويش لون؟
هي آيات وليست بآية، نعم.
طالب: أحسن الله إليك.
أما إذا قلنا أن هذا مرجح للنسخة التي لم يذكر فيها إلا آية واحدة، نعم؟
الثانية: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا.
الثالثة: كونهم لم يفعلوا.
الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك، لظنهم أنه يحبه.
الخامسة: أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل.
السادسة: أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم.
السابعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعذرهم، بل رد عليهم بقوله: ((الله أكبر إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم)) فغلظ الأمر بهذه الثلاث.
الثامنة: الأمر الكبير، وهو المقصود: أنه أخبر أن طلبهـم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} [(138) سورة الأعراف].
التاسعة: أن نفي هذا من معنى (لا إله إلا الله)، مع دقته وخفائه على أولئك.
العاشرة: أنه حلف على الفتيا، وهو لا يحلف إلا لمصلحة.
الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر؛ لأنهم لم يرتدوا بهذا.
الثانية عشرة: قولهم: "ونحن حدثاء عهد بكفر" فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك.
الثالثة عشرة: التكبير عند التعجب، خلافاً لمن كرهه.
الرابعة عشرة: سد الذرائع.
الخامسة عشرة: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية.
السادسة عشرة: الغضب عند التعليم.
السابعة عشرة: القاعدة الكلية، لقوله: ((إنها السنن)).
الثامنة عشرة: أن هذا عَلم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر.
التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن فإنه قاله لنا.
العشرون: أنه مقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمـر، فصـار فيه التنبيه على مسائل القبر، وأما (من ربك)؟
أما، أما.
الطالب: أحسن الله إليك.
أما من ربك فواضح، وأما من نبيك فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما ما دينك فمن قولهم: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} إلى آخره.
الحادية والعشرون: أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين.
الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة؛ لقولهم: ونحن حدثاء عهد بكفر.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فيقول الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:
"بابٌ أو بابُ من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما": الجملة تمت أو ما تمت؟ باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما؟
طالب: تمت.
بشجرة، هاه؟
طالب:.......
إي هذا، أكثر النسخ على هذا.
الجملة تمت أو لا؟
"مَن": هذه شرطية، فعل الشرط تبرك، وجوابه غير موجود، قدره الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرحيه فقد أشرك بالله، جوابه فقد أشرك، من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما فقد أشرك بالله، هذا جواب الشرط، والباب مضاف إلى الجملة، هاه؟
طالب:.......
لا، لا أحياناً لا يعين لوجود احتمال، أو لشحذ همة طالب العلم، حتى البخاري يفعل هذا، أحياناً يذكر الحكم وأحياناً لا يذكر، يذكر الجواب وأحياناً لا يذكره، إما أن يتركه لوضوحه...
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
بشجرة أو حجر ونحوهما، ما معنى التبرك بالحجر الأسود؟
طالب:.......
طلباً للثواب، وامتثالاً للأمر، ولا شك أنه حجر مميز، نزل من الجنة وأمرنا بمسحه اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وبتقبيله، أو الإشارة إليه إذا لم نتمكن من ذلك، فله مزية على سائر الأحجار، لكن هل معنى هذا أننا نطلب البركة منه؟ لا، ما نطلب البركة منه، وإنما من الله الذي جعل فيه هذه البركة، والبركة بالثواب المرتب على تقبيله أو مسحه، أو الإشارة إليه.
"من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما": قدره الشيخ عبد الرحمن -رحمة الله عليه- بقوله: فقد أشرك بالله، فقد أشرك بالله.
هذا الشرك هل هو أكبر مخرج من الملة أو أصغر, أو منه ما يكون أكبر، ومنه ما يكون أصغر؟ ويختلف باختلاف ما يقع في قلب المتبرك، فإن رأى هذا المتبرك أن هذه الشجرة تنفعه أو تضره أو ذلك الحجر ينفعه أو يضره لذاته أو يقربه إلى الله -جل وعلا- فإن هذا هو شرك مشركي قريش، {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [(3) سورة الزمر].
وإذا رأى أن هذا الشجر أو هذا الحجر هو سبب، هو مجرد سبب، لا ينفع لذاته وليس فيه مزية على غيره في ذاته وإنما هو سبب، فإن اتخاذه سبباً وليس هو بسبب شرعي ولا عادي مطرد وهو من نوع الشرك الأصغر، ولذا أطلق الإمام الترجمة ولم يقيدها، بينما قيد بعض التراجم، التعلق التميمة الخيط، الحلقة والخيط ونحوهما من الشرك، مع أنه أيضاً يحتمل مثل هذا التفصيل.
"وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}": {أَفَرَأَيْتُمُ} يعني أخبروني وهذا استفهام، وإذا دخل الاستفهام على جملة مقرونة بالفاء العاطفة يقدر بين الاستفهام والفاء جملة يعطف عليها، يعطف عليها ما بعد الفاء، وعلى كل حال المعنى في هذا ونظائره أخبروني عن هذه المعبودات التي تعبدونها من دون الله، هل تنفعكم أو تضركم من دون الله، {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} وهو استفهام إنكاري.
{أَفَرَأَيْتُمُ}: أخبروني عن هذه الآلهة، اللات: قرئت بتخفيف التاء، اللاتَ، وقرئ بتشديدها، التشديد مما روي عن ابن عباس أفرأيتم اللاتَّ.
اللات بالتخفيف قالوا: إنها مأخوذة من الإله، كما أن العزى مأخوذة من العزيز، وكلاهما على صيغة المؤنث، هذا على قراءة التخفيف، وهي قراءة الأكثر.
واللاتَّ بتشديد التاء على قراءة ابن عباس قالوا: إنه رجل في الطائف يلت السويق للحجاج ويطعمهم قُرب صخرة هناك فلما مات عكفوا على قبره وصاروا يتقربون إلى هذه الصخرة، أو يتقربون إلى القبر، وعلى كل حال سواءً تقربوا إلى الصخرة التي أطلق عليها فيما بعد اللات، أو تقربوا إلى قبره وهو لاتٌّ لأنه يلت السويق، وهذا هو الشرك الأكبر.
واللات: معبود لثقيف بالطائف، وسبب التسمية ما سمعتم، إما أنهم اشتقوها من الإله، أو نسبة لذلك الرجل الذي يلت السويق للحجاج.
{الْعُزَّى}: أخذوها من العزيز، وهي معبود قريش.
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ}: قالوا: إنها لبني هلال.
{الْأُخْرَى}: تأنيث الآخر، أي المتأخر، أو الأَخِر الحقير، فهي حقيرة، والثلاثة الأصنام كلهاالأصنام كلها حقيرة؛ لأنها لا تدفع عن نفسها، لا تدفع الذباب عن نفسها، ولا تدفع من يبول فوقها
لقد هان من بالت عليه الثعالب، تبول عليها الثعالب ولا تستطيع أن تدفع عن نفسها، فكيف تدفع عن غيرها؟! ولذا جاء الإنكار عليهم: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم].
اللات والعزى عرفنا مما تقدم اشتقاقهما، ومناة قالوا: لكثرة ما يمنى أي يراق عليها من الدماء سميت مناة، ومن ذلك قيل لمنى المشعر المعروف منى لكثرة ما يمنى فيه من الدماء أي يراق.
هذه الثلاثة الأوثان قالوا: هي أعظم أوثان أهل الجاهلية من أهل الحجاز ولذا خصت بالذكر، وإلا فلهم أصنام كثيرة، لما فتح النبي -عليه الصلاة والسلام- مكة وجد الأصنام في جوف الكعبة، كم عددها؟ ثلاثمائة وستون صنما، وكان على الصفا صنم وعلى المروة صنم، وفي أماكن متعددة، وأصنامهم ومعبوداتهم على أشكال مختلفة ومتباينة، منها ما هو من الأحجار، ومنها ما هو من الأشجار، ومنها ما هو مما يصنعونه من الطين وغيره من المواد، المقصود أنها أمور مضحكة، يعني تعجب من عقول من يعبدها، ولذا جاء في الخبر أن عمر -رضي الله عنه- قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: أين عقولنا يا رسول الله حينما كنا نعبد التمر فإذا جعنا أكلناها؟! قال: ((أخذها باريها))؛ الإنسان لا يتصرف بنفسه فضلاً عن غيره، وإذا كان هذا في الإنسان الذي لديه شيء من القدرة فكيف بمن لا قدرة له، كهذه الأحجار وهذه الأشجار؟
ولكل قوم وارث في هذه الأمة لما نُسي العلم وتقادم العهد عبدوا الأشجار والأحجار.
في هذه البلاد قبل الدعوة المباركة التي قام بها الإمام المجدد كثر هذا الشرك في أهل هذه البلاد ووجد لهم أشجار يعبدونها ويدعونها من دون الله، وكذلك أصنام وأحجار، فقام -رحمة الله عليه- بهذه الدعوة المباركة واختفى هذا الشرك، ومازالت مظاهر الشرك ظاهرة في كثير من الأقطار التي تنتسب إلى الإسلام فضلاً عن الأقطار التي قامت على الوثنية من بلاد الشرق وغيرها.
في الحديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب، ورضي من الناس بالتحريش)): لما رأى انتصار الإسلام وامتداد الإسلام أيس من أن يعبد كما ييأس الإنسان من التجارة إذا تعرض لخسائر متتابعة، وبعض طلاب العلم ييأس إذا حاول الحفظ مراراً ثم عجز يترك، والتاجر إذا افتتح المحل إذا حسب في آخر النهار إذا هو بخسارة، في آخر الشهر خسارة، في آخر العام الميزانية العامة خسارة، يقول: ما له داعي التردد على هذا المحل ونحن في نقص، ييأس، ثم يرضى بما دون ذلك.
الشيطان أيس من الانتصارات المتتابعة للإسلام أن يعبد في هذه الجزيرة فعمد إلى التحريش بين الناس، ولكن لا يعني أن هذا اليأس لا عودة بعده، كما أن التاجر إذا يئس وأغلق المحل فإنه قد يطرأ له مرة أخرى أن يفتح المحل، ويكسب بدل الخسارة، وطالب العلم إذا فترت همته بعد معاناته العلم، وراجع نفسه إذا به لم يدرك شيئاً يذكر تفتر همته مدة ثم يعود إلى الأمر من جديد وهكذا، فقد وجد الشرك مع يأس الشيطان، وهذا بناءً على ظنه أنه لن يعبد؛ لأنه نظر إلى الانتصارات المتتابعة فأيس، لكن الواقع يشهد بأن الشرك عاد إلى هذه الجزيرة، الشرك الأكبر، دعوة الأحجار والأشجار من دون الله، المرأة إذا تأخر عنها الزواج ذهبت إلى شجرة أو إلى حجر فطلبت منه الزوج، أو إذا تأخر الحمل كذلك، وهذا موجود في كثير من الأقطار التي تنتسب إلى الإسلام، يعبدون الأولياء من دون الله، يعني إذا دههمهم العدو يكتفون بأن يلوذوا بقبر فلان أوعلان
يا خائفين من التتر |
|
لوذوا بقبر أبي عمر |
وفي بعض الأقطار إذا دهمهم العدو اكتفوا بأن يحملوا الفتوحات المكية لابن عربي، يتقربون بها به إلى الله، وهو كتاب -نسأل الله العافية- كتاب ضلال، إذا رفعوا المصحف يعني معهم شيء من الحق، رفعوا البخاري نعم معهم شيء من الحق، لكن ليس هذا مما أنزل القرآن من أجله، يعني ما يكتفى بأنه إذا دهم عدو نرفع المصحف ونرفع البخاري ليدفع عنا، لا بد من بذل الأسباب، {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [(60) سورة الأنفال]، فكيف بمن يرفع شيئاً لا يرتفع به في الدنيا ولا في الآخرة؟ كتاب ضلال -نسأل الله العافية- أو يذهبون ويهرعون إلى قبور أو إلى أشجار، أو إلى أحجار، فالشرك وجد في آخر هذه الأمة.
{أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى} [(21) سورة النجم]: يعني يزعمون أن الملائكة بنات الله، وأنهم لهم الذكور، وإذا ابتلوا بشيء من الإناث غضبوا واستحيوا من غيرهم أنه ولد لهم بنت، فهذا ليس من العدل ولا من الإنصاف أن يختاروا الذكور لأنفسهم ويدعون أن الملائكة بنات الله.
{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [(22) سورة النجم]: يعني ليس فيها أدنى عدل ولا إنصاف، وهذا على سبيل التنزل، وإلا فليس لله ولد، لا ذكر ولا أنثى، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [(3) سورة الإخلاص].
"عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين": خرجوا مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى حنين بعد أن فتح مكة، جاء بجيش كبير لفتح مكة قوامه عشرة ألاف، بعد الفتح خرج بهم إلى حنين، مع ألفين انضموا إليهم من مسلمة الفتح، فصار عددهم اثني عشر ألفاً، حتى غرهم كثرة هذا العدد فقال قائلهم: لن نغلب من قلة، فصار ما صار في أول الأمر من أن هوازن كمنت لهم ففوجئوا بهم، ففر من فر ولم يبق مع النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا النفر اليسير ثم بعد ذلك اجتمعوا مرة أخرى فحصل النصر.
"خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين": حنين أرض منبسطة مستوية في شرق مكة، قبل الطائف بعضهم يقول: إنها هي الشرائع، الشرائع هي حنين، في أحد يعرف هذا؟ نعم الشرائع أرض منبسطة، لكن هل هي حنين؟ قال بعضهم: إنها هي الشرائع.
طالب:.......
إيش يقول؟
طالب:.......
أقول منهم من ذكر، قال بعضهم: إنها هي المكان المعرف بالشرائع، وهي مكان منبسط ومستوٍ، ومناسب للقتال.
"قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر": نحن حدثاء عهد بكفر؛ لأنهم أسلموا بعد الفتح، والفتح قريب، وهذا اعتذار عما وقع منهم؛ لأنه وقع منهم هفوة وزلة عظيمة لكن المبرر أنهم حدثاء عهد بكفر، فحديث العهد بالإسلام يتجاوز عنه، ويعذر بجهله ما لا يعذر فيه قديم العهد بالإسلام، ومن عاش بين المسلمين.
"ونحن حدثاء عهد: قريب عهدنا بالكفر.
وللمشركين سدرة": سدرة: واحدة السدر، أي شجرة من شجر السدر الذي هو النبق.
"يعكفون عندها": يعكفون عندها يعني يقيمون عندها ويلازمونها ملازمة طويلة، ولذا قيل للاعتكاف الذي هو ملازمة المسجد من أجل الطاعة، من أجل الذكر والتلاوة والصلاة، قيل له: اعتكاف، وهؤلاء يعكفون على هذه السدرة، وبعض الناس يعكف سواءً اعترف أو لم يعترف على هذه القنوات، وعلى بعض الآلات، بعض الناس يجلس عند الإنترنت ساعات، قد يمر عليه ثلاث ساعات أربع ساعات خمس ساعات، قد يأتي عليه وقت صلاة، هذا عكوف على هذه الآلة، فإن قدمت هذه الآلات على ما أوجبه الله -جل وعلا- فلا شك أن هذا خطر عظيم.
"وللمشركين سدرة يعكفون عندها": وبعض الناس مستعد يجلس ينظر هذه القنوات التي يسمونها رياضية ومن مباراة إلى مباراة إلى أن ينتهي الليل كله، وأحياناً يتبعه النهار، وهكذا، ولا شك أن هذا ضياع للأمة، وصرف لها عما خلقت له من تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، وهذا عكوف واعتكاف شاء صاحبه أم أبى.
"يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم": يعني يعلقون بها الأسلحة، هل المراد من تعليق السلاح على هذه السدرة أن ترفع على الأرض؛ لئلا تتلوث بالتراب وغيره؟ لا، إنما يطلبون البركة، يتبركون بهذه السدرة، ولتكون الأسلحة أمضى وأسد لتنكي العدو عند قتاله.
"ينوطون": يعني يعلقون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط": ذات أنواط مأخوذ من قوله: ينوطون يعني يعلقون، ذات تعليقات، "ذات أنواط، فمررنا بسدرة": كأنه أعجبهم هذا المنظر، تعليق الأسلحة ورفعها عن الأرض.
"فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله": ونستحضر قوله: ونحن حدثاء عهد بكفر.
"فمررنا بسدر فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط": يعني كونهم حدثاء عهد بكفر كأنهم لم يعلموا أن مشابهة المشرك ولو في الظاهر حرام، فضلاً عن أن يشابه في الباطن في الاعتقاد، في العمل.
"فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط": يعني مثلهم، "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-": منكراً عليهم، مستعظماً مقالتهم: ((الله أكبر)) وفي رواية للترمذي: ((سبحان الله)) يعني ينكر ويتعجب ويستعظم ما صدر منهم، ألا يشكرون الله -عز وجل- على هذه النعمة العظمى التي أنقذهم بها من النار! أسلموا بعد أن كانوا مشركين، ثم بعد مدة يسيرة يقولون: اجعل لنا ذات أنواط؟!
"((الله أكبر! إنها السنن))": السنن: الطرق.
"((قلتم -والذي نفسي بيده))": حلف النبي -عليه الصلاة والسلام-على هذا الأمر؛ لأنه أمر مهم، وكثيراً ما يحلف النبي -عليه الصلاة والسلام-من غير استحلاف، وهو الصادق المصدوق.
"((قلتم -والذي نفسي بيده-كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}": لما نجوا من البحر ووجدوا من يعبد الآلهة قالوا: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}، سبحان الله، يعني بعد غلبة الظن بالهلكة وبعد النجاة وهذا في مقابل الشكر، شكر الله الذي نجاهم من هذه الهلكة، أن يقولوا: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا}، وهؤلاء بعد أن نجاهم الله من الشرك يقولون: اجعل لنا ذات أنواط، فالمشابهة موجودة.
"((قلتم -والذي نفسي بيده-كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}": {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} سبحان الله، من تعبدون؟ هذا وموسى بين أظهرهم، ومحمد -عليه الصلاة والسلام-بين ظهرانيهم، هؤلاء يقولون: اجعل لنا ذات أنواط، وأولئك يقولون: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}!!
{قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [(138) سورة الأعراف]: وأي جهل أعظم من هذا الجهل؟ يعبدون الله في الأصل، واستجابوا لنبيه، ونبيه بين أظهرهم ويقولون: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ولا جهل أعظم من هذا الجهل، {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}.
ثم قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "((لتركبن سنن من كان قبلكم))": يعني طرق أو سُنن، هي ضبطت كذا وكذا، يعني طرق من كان قبلكم.
وفي بعض الروايات ((حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) وفي بعض الروايات: ((ولو وجد من ينكح منهم أمه علانية لوجد فيكم))، وفي بعض الروايات: قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟))، يعني من القوم المقتدى بهم إلا أولئك؟؛ لأن غيرهم من الأمم انقطعت أخبارهم، لكن هؤلاء مازال فيهم بقايا مؤثرة في الناس.
وإذا كان هذا يقوله النبي -عليه الصلاة والسلام-لأصحابه، فكيف بمن جاء بعهدهم من القرون المتطاولة؟ يعني إذا كان تقليد اليهود والنصارى في أوقات وفي عصور لن يفوقوا الناس بشيء، الناس عاديين ليس عندهم شيء، ومع ذلك يشابههم أو يتشبه بهم بعض المسلمين، ففي عصرنا -عصر الانبهار بحضارتهم، وصناعاتهم ومخترعاتهم-جعل بعض الضعاف من المسلمين ينظر إلى هذا البهرج ويتمنى ويفعل ويقلد، اقتداء المغلوب بالغالب، سنة إلهية أن المغلوب يقتدي بالغالب، والله المستعان.
يعني كثير من المسلمين يرى أننا لو كنا على حق لنصرنا الله على غيرنا ولتقدمنا أكثر من غيرها؛ لأننا على الحق، ولذا ألف من ألف في ذم الدين والمتدينين فمنهم من كتب هذه هي الأغلال، ومنهم من كتب عن الديانة بأنها أفيون الشعوب؛ كل هذا لأنه نظر إلى واقع المسلمين، وأنهم متخلفون، وأنهم في آخر الركب.
إذا عدت الأمم، بالمقاييس المادية لا شك أننا متأخرون، إذا قيست بالمقاييس المادية، يعني كل يوم نرى من هذه الأمم ما يدل على أنهم أناس جادون، يعملون لدنياهم، لكنهم مهما عملوا فإنما عملهم مبني على العلم الظاهري، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(7) سورة الروم]، حتى حقيقة الدنيا التي برعوا فيما يعينهم على مجاوزة هذه الدنيا برعوا في ذلك لكن علمهم ليس بحقيقي وإنما هو ظاهري، ظاهر الحياة الدنيا، لو علموا حقيقة الدنيا لقادهم هذا العلم إلى الإسلام، لكنهم علموا ظاهر الحياة الدنيا، واخترعوا ما اخترعوا، وصنعوا ما صنعوا، لكن حقيقة الدنيا هم في غاية البعد عنها.
والعلم بالظاهر وإن نفع في وقت لكنه لا ينفع النفع المثمر المجدي، يعني هؤلاء عرفوا ظاهراً من الحياة الدنيا، وإن لم يعلموا حقيقتها، لكن لو علموا الباطن والخفي منها وحقيقة الدنيا لقادهم ذلك إلى الإسلام، وقل مثل هذا في المسلم الذي يتعبد بالجوارح الظاهرة، والقلب الذي هو الباطن والمعول عليه، لا نصيب له من هذه العبادات، فإذا قرأ القرآن لم يستفد من قراءته، إذا صلى ما نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر، إذا صام ما ترتب على صيامه التقوى، وكذلك إذا حج أو تصدق ليس له من عباداته إلا الأمر الظاهر فقط، فيتحرك بحركات ظاهرة جوفاء، نعم مسقطة للطلب ومجزئة لا يؤمر بإعادتها، لكن الأثر المرتب عليها معدوم.
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [(45) سورة العنكبوت]، يصلي بعض الناس ثم يفعل الفواحش، ويفعل المنكرات، كل بحسبه، حتى بعض من ينتسب إلى العلم، وطلب العلم، أو التعليم تجده يصلي لكن بدون لب، بلا خشوع، ولا خضوع، ولا انتباه، ويخرج من صلاته بعشرها، بأقل أو أكثر، هذه صلاة لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وهذه الصلاة لا يترتب عليها أثر من إصلاح القلب ولا تكفير السيئات؛ لأن الصلوات الخمس مكفرات، لكن ما هذه الصلوات المكفرة، رمضان إلى رمضان مكفر، العمرة إلى العمرة مكفرة، لكن لا بد أن تكون هذه على الوجه الشرعي؛ لأن شيخ الإسلام يقول: بعض من يصلي ويخرج من صلاته بشيء من أجرها بجزء يسير كالعشر أو نحوه، هذه إن كفرت نفسها فكفى، كيف تكفر غيرها؟ وعلى هذا على الإنسان أن يعنى بباطنه وإصلاح قلبه، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(88 - 89) سورة الشعراء]، ما قال بعبادة كثيرة، وبصلوات، أهم شيء القلب، ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))، فالمعول على القلب، وخطاب الشريعة كله متجه إلى القلب، فعلى المسلم ولا سيما طالب العلم أن يُعنى بإصلاح قلبه، والله المستعان.
قال -رحمه الله-:
"فيه مسائل: الأولى: تفسير آية النجم": نعم؟
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
{اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}؟
طالب:.......
هذا إذا قلنا: إن شرك بني إسرائيل في اتخاذهم الآلهة مثل شرك حدثاء العهد بالإسلام في اتخاذهم ذات الأنواط، لكن إطلاق ما جاء في الشرك الأكبر على ما جاء في الشرك الأصغر معروف، لعموم دخوله في الشرك، لما قالوا: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} ما معنى إلهاً؟ تألهه القلوب وتعبده من دون الله، هذا الظاهر من اللفظ.
هذا بالنسبة لبني إسرائيل، أما بالنسبة للمسلمين حديثي العهد فسيأتي أنهم قصدوا التقرب بذلك إلى الله، وإن لم يقصدوا عبادته من دون الله.
قال -رحمه الله-:
"فيه مسائل: الأولى: تفسير آية النجم": {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى}": تفسيرها، إذا قال لك الشيخ مثل هذا وأنت في بيتك وعند كتبك راجع تفسير هذه الآية، يعني عليك أن تراجع تفسير آية النجم؛ لأن هذه رؤوس أقلام وخطوط عريضة كما يقال لتدرس هذه المسائل التي تطبقها على هذا الباب، نعم؟
"الثانية: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا": هل طلبوا ذات أنواط ليعبدوها من دون الله، أو ليعلقوا عليها أسلحتهم؟ ويتبركون بها؟ كما لهم لأن هذه للتشبيه لا يلزم التشبيه من كل وجه، قد يقال: إنهم قالوا: اجعل لنا ذات أنواط لنعلق عليها الأسلحة فقط من دون تبرك، وقد يكون التعليق هذا للتبرك لتكون هذه الأسلحة بحلول هذه البركة أمضى من ذي قبل وأنكى في العدو، وهذا أشد من مجرد التعليق، يعني هناك تعليق، وهناك تعلق، إذا كان مجرد تعليق هذا مشابهة، هذا تشبه، وحرام، لكن إذا كان هناك تعلق، أشد؛ لأن التعلق فعل القلب، فهو أشد من مجرد التعليق.
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
لا شك أن التدرج واضح، يعني كونهم يعلقون عليها الأسلحة، ثم بعد ذلك قد يقودهم الشيطان إلى التبرك ثم بعد ذلك يقودهم إلى عبادة هذه الأشجار كما سيأتي في أبواب لاحقة.
طالب:.......
ما هو؟
طالب:.......
ما بها؟
طالب:.......
نعم جميع المعبودات حتى الشرك في بداية أمره على عهد قوم نوح صوروهم ليتذكروهم، صوروهم ليتذكروهم، فيعبدون الله كعبادتهم، ثم بعد ذلك بعُد العهد ونُسي العلم فعبدوهم من دون الله.
"الثالثة: كونهم لم يفعلوا": كونهم لم يفعلوا، كيف لم يفعلوا؟ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما وافقهم، ولم يفعلوه من غير إذنه، هم استأذنوا من النبي -عليه الصلاة والسلام-، طلبوا من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يجعل لهم ذات أنواط فلم يفعلوا، ما فعلوه من دون إذنه ولا أذن لهم فلم يحصل الفعل.
"الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك، لظنهم أنه يحبه": هم ظنوا أنه يحب هذا العمل، ظنوا أن الله -جل وعلا-يحب هذا العمل، وهذا من جهلهم الذي سبق اعتذار الصحابي عنه بقوله: "ونحن حدثاء عهد" نعم لم يمض عليهم مدة يتمكن الإيمان من قلوبهم.
"الخامسة: أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل": صحيح، لماذا؟ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام-بين أظهرهم كيف يقع الجهل لشخص والرسول -عليه الصلاة والسلام-عنده، ولذا تجدون البلدان التي يكثر فيها أهل العلم يقل الجهل، والتي يقل فيها أهل العلم يكثر الجهل، فكيف إذا كان الموجود هو النبي -عليه الصلاة والسلام-.
"السادسة: أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم": هذه من مزايا الصحابة ومن شرف الصحبة وفضلها، أنهم وعدوا بالمغفرة، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، وجاءت نصوص تخصهم من بين سائر الأمة، وتدل على فضلهم، ومناقبهم، فإذا كان هذا بالنسبة لهم فكيف بغيرهم.
"السابعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعذرهم": لم يعذرهم، يعني ما سكت.
"لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله: ((الله أكبر))": تعجب واستنكار لهذا الطلب، وفي الرواية الأخرى: ((سبحان الله)) تنزيه لله -جل وعلا- من أن يشرك به.
"بل رد عليهم بقوله: ((الله أكبر، إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم)) فغلظ الأمر بهذه الثلاث": التكبير، وبقوله: ((إنها السنن)) وبقوله: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم))، نعم؟
طالب:.......
لا، لم يعذرهم بطلبهم فغلَّظ عليهم، ما قال: لا، هداكم الله هذا ما يصلح، قال: ((الله أكبر إنها السنن)) يعني غلظ عليهم، ولذلك قوله: التغليظ في التعليم سيأتي، من ضمن المسائل، فغلظ الأمر بهذه الثلاثة.
"الثامنة: الأمر الكبير، وهو المقصود أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} [(138) سورة الأعراف]": لما قالوا لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} هذا مثله، نظيره من وجه وإن لم يكن من جميع الوجوه.
"التاسعة: أن نفي هذا من معنى (لا إله إلا الله)": نفي هذا الشرك الذي طلبوه من معنى لا إله إلا الله؛ لأن فيها نفي جميع المعبودات من دون الله.
"مع دقته وخفائه على أولئك": هم يفهمون ويعرفون معنى لا إله إلا الله، لكن هذا الأمر التبس عليهم، وخفي عليهم.
"العاشرة: أنه حلف على الفتيا: ((الذي نفسي بيده)) وهو لا يحلف إلا لمصلحة": وهو لا يحلف إلا لأمر مهم، فلا يُحلف على الأمور التافهة؛ {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ} [(224) سورة البقرة]، وإنما الأمور المهمة يُحلف عليها ولو من غير طلب ولا استحلاف، وهذا ثبت في أكثر من ثمانين حديث كما قال ابن القيم -رحمه الله-.
"الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر": وقد قسم أهل العلم الشرك إلى أكبر وأصغر، واكتفى بعضهم بهذا التقسيم، وبعضهم أضاف قسماً ثالثاً وهو الخفي -أكبر وأصغر وخفي-ومنهم من يقول: إن الخفي وصف للشرك، فالأكبر فيه الجلي وفيه الخفي، والأصغر فيه الخفي وفيه الجلي، فيكون التقسيم باعتبارات، منه الأكبر ومنه الأصغر، ومنه الجلي، ومنه الخفي.
"الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر؛ لأنهم لم يرتدوا بهذا": ولذا ما طلبهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يدخلوا في الإسلام من جديد، يعني ما حكم عليهم بالردة، فدل على أنه شرك أصغر.
"الثانية عشرة: قوله: "ونحن حدثاء عهد بكفر" فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك": وأن هذا الطلب من الحدثاء فقط من مسلمة الفتح، لا من جميع الصحابة الذين خرجوا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- ممن أسلم قبل ذلك.
"الثالثة عشرة: التكبير عند التعجب، خلافاً لمن كرهه": التكبير عند التعجب، أما التسبيح فهذا أمر معروف عند التعجب، لكن التكبير هذا قليل، ومما يستدل به له هذا الحديث.
"الرابعة عشرة: سد الذرائع": سد الذرائع يعني الموصلة إلى الشرك، فمجرد اتخاذ شجرة ليعلق عليها السلاح ليعلق عليها السلاح، يعني لو أنت كنت في سفر ونزلت لترتاح فوجدت شجرة فخلعت ثيابك وعلقتها عليها، هل فيه إشكال؟ ليس فيه إشكال، مجرد التعليق لا إشكال فيه، لكنها ذريعة لا سيما أنهم طلبوها بعدما رأوا المشركين يعلقون على السدرة ويسمونها ذات أنواط، فلما كان طلبهم بعد رؤية المشركين خيف عليهم أن يشركوا، لكن لو لم يروا المشركين، وقالوا: بدلاً من أن نلقي أسلحتنا على الأرض نعلقها على هذه الشجرة كما يعلق الإنسان ثيابه ما في إشكال، نعم؟
طالب:.......
نقول إيش هنا؟
طالب:.......
"وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها".
طالب:.......
كأنهم رأوها، هاه؟
طالب:.......
المقصود أنهم استحضروا هذا الفعل، سواءً رأوه في الحال أو كان معلوماً عندهم من السابق.
"الرابعة عشرة: سد الذرائع، الخامسة عشرة: النهي عن التشبه": سد الذرائع، أقول: مسألة سد الذرائع مسألة كبرى في العلم والدين؛ لأن كثيراً من المحرمات قد لا تكون لذاتها، وإنما منعت لغيرها، {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [(108) سورة الأنعام]، يعني لا تتعرضوا لأن يسب، أو تتسببوا في أن يسب الله -جل وعلا-، فمنع سب الآلهة، وإن كان في الأصل مطلوباً، لكنه خشية أن يسب الله -جل وعلا- منع من سبهم سداً للذريعة، وهذا مسائل كثيرة في جميع أبواب الدين يمنع بعض الأشياء لا لذاته وإنما يمنع لغيره.
ومع الأسف أنه يوجد من يكتب الآن في هذه المسألة وأننا ضيقنا على أنفسنا وأكثرنا من سد الذرائع، والأصل أن المحرمات قليلة، وأن الله أباح لنا ما في الأرض جميعاً، ونحن نضيق على أنفسنا بما نسميه سد الذرائع حتى كتب بعضهم بفتح الذرائع، نسأل الله العافية.
"الخامسة عشر: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية": هؤلاء الكفار لهم شجرة يقال لها: ذات أنواط، فنهاهم النبي -عليه الصلاة والسلام-وأنكر عليهم طلبهم الشجرة التي يعلقون عليها، فهذا لو لم يكن فيه إلا التشبه.
"السادسة عشرة: الغضب عند التعليم": الأصل أن الجاهل يرفق به عند التعليم، لكن هناك أمور عظيمة تثير الغيرة عند المسلم، فالنبي -عليه الصلاة والسلام-حينما كبر وقال: ((إنها السنن، قلتم..)) إلى آخره بالأشياء الثلاثة، دل على أنه غضب عليهم من خلال طلبهم، الغضب عند التعليم، هاه؟
طالب:.......
إيش هو؟
طالب:.......
قد يُغضب على المجموع بسبب واحد باعتبار أن هذا واحد من هذه المجموعة، يعني في المعاملة في الظاهر، أما الباطن فعلى نياتهم، لكن يبقى أن هؤلاء صدر منهم ما صدر ولو من بعضهم، بعضهم فعل وباشر، وبعضهم سكت وما أنكر، وبعضهم وافق في الظاهر، وبعضهم وافق في الباطن، ما يدرى، المهم أن الغضب يتجه إلى المجموعة.
الأصل في التعليم أن يكون بالرفق؛ لأنه أدعى إلى القبول، لكن قد يطرأ ما يقتضي هذا الغضب.
"السابعة عشرة: القاعدة الكلية، لقوله: ((إنها السنن))": يعني السنن الإلهية التي لا تتغير، ولا تتبدل، ولكل قوم وارث؛ لأنه كثيراً ما يقال: المفترض أننا ما نقرأ في كتب العقيدة التي ألفها المتقدمون، معتزلة وجهمية، ليس فينا معتزلة ولا جهمية، لا، هناك معتزلة، وجهمية، وثمَّ طوائف أخرى نظيرة لما انقرض، حتى بعض الطوائف التي قيل عنها: إنها انقرضت منذ مئات السنين يوجد لها وارث، ويوجد من يبعث قولها من جديد.
"الثامنة عشرة: أن هذا عَلم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر": ((لتتبعن سنن من كان قبلكم)) يعني وجد من يتشبه باليهود والنصارى ويقلدهم حتى في عباداتهم، فضلاً عن عاداتهم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
"التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن فإنه قاله لنا": يعني موجه إلينا، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} [(111) سورة يوسف]، القوم مضوا وانتهوا، يعني ما الفائدة أن يُتحدث عن عاد وثمود وقوم نوح، وغيرهم من الأمم التي عذبت بكفرها، ما الفائدة؟
مضى القوم، ولم يرد به سوانا، نحن المخاطبون بهذا، ولا بد أن تكون هذه القصص فيها عبرة لنا.
"العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمـر": يعني ما باشروا الفعل بأنفسهم، يعني أعجبهم هذا التعليق، وأعجبهم هذا المنظر، فما باشروا عمدوا إلى شجر وعلقوا بها أسلحتهم وعكفوا عليها، لا، طلبوا الإذن من النبي -عليه الصلاة والسلام-وطلبوا أمره، وانتظروه واستأذنوه فقال لهم ما قال.
"أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمـر، فصـار فيه التنبيه على مسائل القبر": يعني المسائل التي يسأل فيها الميت: من ربك، ومن نبيك، وما دينك؟.
"أما من ربك فواضح": من أين واضح؟ أما من ربك فواضح؟
طالب:.......
يعني مرتبط بهذا الباب، أين؟
طالب:.......
يعني إذا كانوا يعتقدون النفع والضر بهذه الشجرة، وأن الأسلحة المعلقة بهذه السدرة حصل فيها أثر من هذه البركة التي في هذه الشجرة، فإنكار النبي -عليه الصلاة والسلام-من طلب نظير هذه الشجرة؛ لأنه لا نافع ولا ضار إلا الله وحده -سبحانه وتعالى-.
"وأما من نبيك، فمن إخباره بأنباء الغيب": ((لتتبعن)): ما يلزم أن يكون اليوم ولا بعد غد، ولا بعد سنة، إنما لا بد أن يقع.
وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بأمور وقعت، فهذا علم من أعلام نبوته -عليه الصلاة والسلام- ودليل على النبوة.
"وأما ما دينك فمن قولهم: {اجْعَل لَّنَا} إلى آخره": {اجْعَل لَّنَا} فيه دليل على أن الدين الحق هو الإسلام الذي ليس فيه تبرك لا بشجر، ولا فيه تعلق بحجر، ولا غير ذلك.
المسائل الآن التي يستنبطها الشيخ -رحمة الله عليه- في غاية الدقة، وقد لا يلوح لبعض القراء، أو لبعض الشراح الرابط بين هذه المسائل، أو بعض المسائل مع ما تقدم في الباب.
"الحادية والعشرون: أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين": لأنهم وقعوا في الشرك، وحرفوا وبدلوا، فدينهم غير صحيح، وإن كان في الأصل مبني على كتاب منزل، لكن لما حصل التحريف والتغيير والتبديل صار غير صحيح، فهو كدين المشركين، فسنة أهل الكتاب كسنة المشركين، ودينهم كدين المشركين؛ لأنه وقع فيهم الشرك وكفروا بالله -جل وعلا-.
"الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات": يعني إنسان اعتاد أموراً، لكنه تاب منها، لا بد أن يبقى في قلبه منها شيء.
والأشعري -أبو الحسن- لما تاب من مذهب الاعتزال، بقي في أقواله بعد التوبة وفيما يقرره بعد ذلك، وبعد ما أن كان على مذهب المعتزلة ثم قال: إنه يقتدي بالإمام أحمد بقيت رواسب، ولذا في بعض أقواله ما قال فيها أهل العلم أنه من تأثره بمذهب المعتزلة.
الآن طالب العلم الذي يتفقه على مذهب معين، ثم بعد ذلك يترقى به الحال حتى يصير مجتهداً متبعاً للنصوص، لا بد أن يكون لهذا المذهب عليه أثر شاء أم لم يشأ، لا بد أن يكون عليه أثر، سواءً كان بقصد أو من غير قصد.
طالب:.......
هاه؟
طالب:.......
تبقى الأصول المشتركة بينه وبين المذهب القديم الذي درسه في أول أمره.
"أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات؛ لقولهم: ونحن حدثاء عهد بكفر": يعني هم أسلموا ودخلوا في دين الله، وشهدوا أن لا إله إلا الله، ومع ذلك بقيت معهم هذه البقية التي هي في الأصل متلقاة من دينهم السابق.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
على كل حال الحديث بطرقه قابل للتحسين وإن ضعفه جمع من أهل العلم، لكنه قابل للتحسين وفضل الله واسع.
كتب الآداب والرقائق كثيرة، منها كتب في الزهد، كتب الورع، للإمام أحمد وابن المبارك، ووكيع، وهناد بن السري، وغيرها من الكتب، هذه نافعة جداً لطالب العلم، وفي كتب السنة الجوامع أبواب من خير ما يفاد منه أو ما يفيد منه طالب العلم، مثل ذلك كتاب الرقاق من صحيح البخاري، هذا لا يستغني عنه طالب علم، من أنفع ما يقرأه طالب العلم في هذا الباب أولاً: ما جاء في كتاب الله -جل وعلا-، وما صح عن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وقراءة كتب أهل العلم الذين لهم عناية بهذا الجانب، كابن القيم، وابن رجب، وابن الجوزي له أيضاً لفتات في هذا الباب جيدة، وللغزالي بعض الكلام الطيب في كتابه الإحياء، وإن كان فيه ما فيه من مخالفات، لكن له لفتات مفيدة، وأما كتب ابن القيم وابن رجب فهي تقرأ بكاملها.
في الأسماء -أسماء الله الحسنى- ابن القيم في نونيته ذكر الأسماء الحسنى وشرحها وبين معانيها، وشراح النونية تعرضوا لتكميل ذلك، فيحفظ الطالب هذا القسم من النونية يستفيد منه فائدة عظمى؛ لأن فيه الأسماء، وفيه شرح هذه الأسماء، وهناك أيضاً مؤلفات خاصة بالأسماء الحسنى، وبعضها نظم، وبعضها نثر، وبعضها مطول، وبعضها مختصر، لكن كلام ابن القيم ما رأيت له نظيراً.
المتوفى دماغياً ما دامت الروح في الجسد فهو حي، وله أحكام الحي، مادام الروح ما فارقت الجسد فأحكام الحي ثابتة له، ولو قرر أنه متوفى دماغياً مع أنه وقع أن قرر الأطباء أنه لا علاج له وأنه متوفى ثم بعد ذلك أفاق، فلا يجوز نزع الأجهزة عنه، لكن إذا كانت الأجهزة أقل من المرضى وبعضهم أرجى من بعض، الأصل أن الجهاز لمن سبق إذا كان من الأمور المشاعة من بيت المال أنه لمن سبق، لكن إذا حصلت المشاحة وهذا ميؤوس منه في نظر أهل الاختصاص، وذاك مرجو، ترجى حياته أكثر، فهذا محل اجتهاد، وإلا فالأصل أن هذه الأمور يستوي فيها الناس كلهم إذا كانت من بيت المال فلا يجوز التقديم إلا بالتقدم، فمن سبق إلى شيء فهو أولى به.
أن لا يكون له اختيار، يغلب على أمره بحيث لا يكون له اختيار.
ذهبنا عند الحفلات أو عند ذهابهن للحفلات يضعن شيئاً في صدورهن لاتقاء العين، وعند ذهابهن إلى بيوتهن يجدن هذا الشيء متغيرا لزعمهمن أن العين تصيب هذا الشيء، أو نحو ذلك؟
هذا كله -نسأل الله العافية- من الشرك، والذبح من الشرك الأكبر -نسأل الله السلامة والعافية- والتعليق والتعلق لاتقاء العين مضى حكمه والكلام فيه.
يقول: ماذا نرد عليهم؟
أقول: إذا عرفنا أن هذه الأمور محرمة ومن عظائم الأمور، وقد تخرج الإنسان من دينه، فمهما ترتب عليه من آثار سواءً كان لها وجود في الواقع، أو مجرد أوهام، فإنها لا تقوم في مقابل هذا الشرك الذي تلبس به.
يقول: عندما يذهبن إلى بيوتهن يجدن هذا الشيء متغيرًا لزعمهمن أن العين تصيب هذا الشيء.
في المسألة الأولى تقول: إنها لما ذبحت حملت، قد يبتلى الإنسان، ويختبر وهذا لا شك أنه نوع ابتلاء، وذكر شيخ الإسلام وغيره أن الإنسان المفتون بدعاء الصالحين في قبورهم قد يرد عليه من جوف القبر، قد يسمع صوتاً ينبعث من داخل القبر من شياطين، تستدرجهم وتضلُّهم وحينئذٍ يصعب رجوعهم، إذا وجدوا شيئاً من الاستجابة صدقوا، نسأل الله السلامة والعافية.
الأصل أنه إذا كان الوالد يرفض أنه يستأذن؛ لأن طاعة الوالد واجبة، وطلب العلم في الجملة سنة، مندوب، إلا إذا تعين عليه ينظر في المفاضلة بين الفرضين، لكن يبقى أنه في الجملة في الأصل سنة، فعليه أن لا يذهب إلا بإذن والده ويكتفي بالدروس التي في بلده، لا تحتاج إلى سفر، أو يكتفي بقراءة الكتب إذا كان والده أيضاً يمنعه من حضور الدروس لحاجة ولمصلحة يراها.
لكن بعض الآباء يخيل إليه أنه إذا طلب العلم سوف يكون متطرفاً أو يكون يتعرض لأذى أو شيء من ذلك، هذا من وساوس الشيطان.
ما وجه كونه من الشرك؟ فيه لبس كي يظن أنه شرك؟ على كل حال المسألة الخلاف في المجاز وثبوته في لغة العرب عموماً، أو في النصوص أو يوجد في النصوص واللغة عموماً أو في اللغة دون النصوص الشرعية، أو لا وجود له أصلاً محل خلاف بين أهل العلم، والذي يقرره شيخ الإسلام وابن القيم وكثير من أئمة التحقيق أنه لا وجود له البتة.
نعم هذه كنز بمثابة النقود التي في البنك، لكن لو اشتريت هذه الأرض بنية السكن، أو بنية إقامة مشروع للتأجير ونحو ذلك فإنها لا زكاة فيها حتى تباع، فإذا بيعت حتى لو نويت للتجارة عند جمهور أهل العلم أنها لا تصير للتجارة حتى تباع.
هذه خرافة، والذي يعتقد أن القمر يؤثر، هاه؟
طالب:.......
قالوا: إنه يؤثر في أمواج البحر، ليس التأثير من القمر، لا، التأثير أن منتصف الشهر في الغالب يكون فيه شيء من الحركة والاضطراب بالنسبة للبحر، الأمر أقول: إنه مطرد ولا أدري عن حقيقته، ليس للقمر أثر أبداً.
هذا مبني على ثبوت ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى))، فإن ثبت هذه الرواية فلا، وإن لم تثبت فالأمر واسع.
لا، تكفي تتداخل حينئذٍ.
إذا مضى من المال الذي هو الأجرة، إذا مضى عليه سنة بعد قبضه، أو بعد حلوله؛ لئلا يتراخى في قبض الأجرة، إذا مضى عليه سنة فإنه يزكى.
هذا لم يثبت فيه خبر، وهذه الأمور توقيفية.
ويقول: إنه لا دليل عليه، ولكن من باب التجربة، فهل يكون هذا مقبولاً؟
منهم من يثبت مثل هذه الأشياء بالتجربة، ووقع في كلام شيخ الإسلام بعض ما يدل على هذا وليس بمطرد، لا عند شيخ الإسلام ولا غيره.
نعم، هذا كذب، ولا يجوز بحال.
مثل ما ذكرت مراراً في مناسبات كثيرة أنا ما ذهبت إلى تلك الأماكن إلا بعد أن حصل التصرف في الصفا والمروة، والبينية لا بد من تحققها لصحة السعي، ولا أدري ما مدى امتداد الجبلين، لا من جهة الشرق ولا من جهة الغرب، فأنا وأمثالي ممن هو في سني ليس لهم أن يقولوا شيئاً في هذا الباب؛ لأنهم لا يعرفون حدود الصفا والمروة، والمسألة مسألة لا تبنى على الأدلة فقط، على الأدلة يؤخذ منه حكم السعي، وأما البينية التي اشترطت لصحة السعي فلا بد فيها من المشاهدة.
طالب:.......
لا قيمة له، ما تحت الأرض لا قيمة له، ولا كلفنا به، إنما التكليف بمشاهد.
كيف يقرأ شرح المتن؟ يفرغ إذا كان هناك شروح مسموعة فإنه يفرغ فوائدها على المتن، الحواشي على المتن، وأما الشروح المطبوعة فإن قام باختصارها استفاد كثيراً، وإن كان ممن تسعفه الحافظة بحيث إذا قرأ فهم ما يقرأ، وثبت في ذهنه من غير معاناة فهذا طيب.
إن كان صلى الأربع الركعات بتسليمة واحدة فهذا لا شك أنه مخالف، صلاة الليل مثنى مثنى، وإن كان صلى الأربع الركعات بسلامين، أو ست بثلاث تسليمات، أو ثمان بأربع تسليمات، هذا لا يضر، وهذا زيادة خير.
نعم تدخل فيها الجهالة، ويدخل فيها الغرر؛ لأن بعض الناس يأكل ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يأكله غيره.
سنة.
وهل يستمر الإنسان على هذا حتى ينتهي من الذكر كله؟
المقصود أنه تعرف به انقضاء الصلاة كما قال الصحابي.
وما الأولى في التسبيح والتحميد والتكبير هل يقول: سبحان الله سبحان الله حتى ينتهي من التسبيح ثم التحميد، أم يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر فيبدأ بها جميعاً؟
على كل حال الأمر في سعة، وبأيها بدأ أجزأه، وجاء في الحديث ما يدل على الإفراد وما يدل على الجمع.
على كل حال يجمعها الإسكار، وأنها مسكرة، وكل مسكر خمر، سواءً كان من العنب أو من التمر، أو من الزبيب، أو من مركبات، أو من أعشاب، المقصود كله خمر، إذا كان يغطي العقل، مسكر، وإذا كان كثيره يسكر فالقليل منه حرام، وإذا كان خمراً فالخمر نجس عند عامة أهل العلم حتى نقل فيه الإجماع، وإن كان الدليل لا ينهض على القول والجزم بتنجيسه، لكن على كل حال هو قول عامة أهل العلم فيتقى هذا الأمر ولو كان من باب الشبهة، نعم؟
طالب:.......
المقصود أنه يسكر، وإذا كان يسكر فهو خمر.