في كتب التفسير ذُكِر سبب النزول، وأن قومًا كانوا لا يدخلون إذا أحرموا بيوتَهم من قِبل أبوابها، وذكر ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره قال: (قال البخاري: حدَّثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله –جلَّ وعلا- {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]).
وفي (مُسند أبي داود الطيالسي)، عن شُعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: "كانت الأنصار إذا قدموا من سفرٍ لم يدخل الرجل من قِبل بابه، فنزلت هذه الآية" [752]. وأيضًا في (البخاري) عن أبي إسحاق قال: سمعتُ البراء –رضي الله عنه- يقول: "نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قِبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجلٌ من الأنصار فدخل من قِبل بابه فكأنه عُيِّر بذلك، فنزلت {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}" [1803]، والله أعلم.