الأفضل أن يكون الوتر آخر الصلاة، وأن يكون في آخر الليل لمن يأمن من نفسه القيام، والذي يخشى أنه إذا نام لا يقوم فإنه يوتر قبل أن ينام، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من صحابته -رضي الله عنهم- بالوتر قبل النوم «وأن أوتر قبل أن أنام» [البخاري: 1981]؛ لِما يُخشى من فوات الوقت دون وتر، والوتر من آكد السنن، فإذا كان من النوع الذي يخشى أو يغلب على ظنه أنه لا يقوم فإنه يوتر قبل أن ينام؛ عملًا بوصيته -صلى الله عليه وسلم-، وإذا تيسَّر له القيام فإنه يصلي ما كتب الله له شفعًا دون وتر؛ لأنه إذا أوتر في أول الليل لا يوتر مرة ثانية؛ لأنه «لا وتران في ليلة» [أبو داود: 1439]، فإذا تيسَّر له القيام في آخر الليل فإنه يصلي ما كتب الله له؛ لأنه ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بعد الوتر؛ لبيان الجواز.
أما كيفية صلاتها ففي الحديث الصحيح «صلاة الليل مثنى مثنى» [البخاري: 990]، فلا يجوز أن يصلي أكثر من ركعتين إلا في الوتر، إذا أوتر بثلاث بسلام واحد، أو بخمس بسلام واحد، أو بسبع بسلام واحد، أو بتسع بسلام واحد، فهذا كله جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما ما عدا الوتر فـ«صلاة الليل مثنى مثنى»، حتى قال أهل العلم: إنه إذا قام إلى ثالثة في صلاة التراويح فكمن قام إلى ثالثة في فجر، يلزمه الرجوع؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى»، والله أعلم.