المعاصي سبب لحرمان العلم، ولا يمكن أن يُحصِّل علمًا يُطلق عليه علم في العُرف الشرعي وهو يزاول المعاصي، «يَحمل هذا العلمَ مِن كل خَلَفٍ عُدُولُه» [مسند البزار: 9423]، فالذين يحملون العلم هم العدول من الرجال، وأما ما يحمله الفُسَّاق فليس بعلم على الحقيقة، وإنما هو وبال على صاحبه، وجاء في القرآن ما يُشير إلى أنه جهل وليس بعلم: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17] يعني: ولو عَرف من الأحكام ما عرف، فإذا ارتكب الذنب أو المنكر فإنه جاهل، وإلَّا لو قلنا: إنه إذا عرف الحكم بدليله، وارتكب الذنب، فإنه عالم، لقلنا: إنها ما تصح توبته، فإذا عرف أن الخمر حرام، وعرف الدليل عليه من الكتاب والسنة، ثم شرب الخمر، هل هذا عالم أم جاهل؟ جاهل، لماذا؟ لأن توبته بشروطها مقبولة عند أهل العلم، ولو قلنا: إنه عالم وليس بجاهل، فمفهوم الآية أن توبته غير مقبولة، لكنه في الحقيقة جاهل.
السؤال
ما توجيهكم لطالب العلم مع المعاصي؟
الجواب