يحفظ كتب الطبقة الأولى، والآن كل شيء متيسِّر، فهذه الكتب تُشرح الآن في المساجد، وسُجِّل عليها شروحًا كثيرة -ولله الحمد-، فكون الطالب يحفظ هذه المتون، ويسمع ما سُجِّل عليها، ويحضر الدروس، يُيَسَّر له أمر كبير، فيهتم بكتب الطبقة الأولى التي هي الأساس والأصل الذي يُبنى عليه غيره، ثم بعد ذلك يرتقي إلى كتب الطبقة الثانية.
ومع الأسف أنه يوجد مَن يقول: (لماذا لا تُجرَّد كتب الطبقة الثانية، فيُذكَر زوائدها على كتب الطبقة الأولى؟)، فنحن اعتمدنا في الطبقة الأولى -مثلًا- (عمدة الفقه)، ولنمشي على ترتيب الموفَّق -رحمه الله-، فيقول: (لماذا ندرس "المقنع" في الطبقة الثانية، وسبعون بالمائة من مسائل "المقنع" مرَّتْ في "العمدة"، فلماذا نُكرِّر؟)، نقول: يا أخي لا بد من التكرار، وكون المسألة تمرُّ عليك مرة واحدة في عمرك، هل يكفي لفهمها وثبوتها في ذهنك؟ ستنساها، لكن إذا مرَّتْ عليك بأسلوب آخر، بأبسط، وبوجوه، وباستدلال كما في (الكافي)، ومع ذكر المذاهب والأدلة كما في (المغني)، لا شك أن هذه المسائل ترسخ في ذهن طالب العلم.