شرح كتاب التوحيد - 17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طالب: ............
إيه تفضل.
طالب: ............
لا شك أن الأشهر الحرم لها مزية على غيرها، ولا شك أن الأعمال فيها سواء كانت صالحة أو غير صالحة ليست كالأعمال في غيرها، وأما المضاعفة فهي كما قال أهل العلم في المعصية في مكة أو في المدينة هذه لا تضاعَف لكن تعظَّم لحرمة المكان، وهنا قد يكون الإثم أعظم لحرمة الزمان، وقل مثل هذا في الطاعات أما المضاعفة فلا دليل عليها.
المسألة التي بالأمس مسألة التقديم من غير ذبح بحثها أحد؟ أحد كتب شيئا؟ يوجد شيء؟
طالب: ............
أحد الإخوان بحث في كتب التفسير في السوائب وأنها تسيَّب إذا أنجبت عشرة بطون لطواغيتهم وأصنامهم، تسيَّب حية تترك، ويقول يحتاج إلى مزيد وقت لاستطلاع بقية التفاسير ليطلع على ما يقولون.
طالب: ............
ما نحتاج إلى ذبح، لو قال بدل ما أقدم كبشا أقدم سمكة، هذه لا تحتاج إلى ذبح، وهو من تتمة الكلام الماضي وجاء فيه، استطرقنا إلى هذا في الكلام الماضي، ولعل الإخوان تنشط هممهم لبحث المسألة ونستفيد منها؛ لأن مدار النصوص على الذبح فهل الذبح وصف مؤثِّر في الحكم أو غير مؤثر؟ والقصد من ذلك القربة والتقريب؟ أنت لو قدمت في يوم عيد الأضحى ذبيحة وذبحتها على أنها أضحية يختلف حكمها عما لو دفعتها إلى فقير حية، لا شك أن الحكم يختلف، لكن لا شك أن التقديم سواء كان هدايا أو نذور، حتى النذور إذا نذر لميت أو لصنم أو شيء ولو لم يذبحه لا يحتاج إلى ذبح.
طالب: ............
وتأتي النار فتأكلها هذه المتقبَّلة.
طالب: ............
إيه لكن من يقول أن ما حقه الذبح أو ما من شأنه أن يُذبَح يقدَّم ما ذُبِح حتى في الأمم السابقة.
طالب: ............
لا شك أن سفك الدم قربة مستقلة؛ ولذلك الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها أو بدفعها إلى الفقير حية على أنها صدقة فرق، ماهو؟ أنا أقول كون النصوص كلها تنص على الذبح هل هذا وصف مؤثِّر أو غير مؤثر؟ فقط والا الذباب ما يتصور إلا إذا كان يمرس مرسا بالأصبع، ماذا يصنع به؟! ما يتصور ذبح الذباب، فلا شك أن فيه ما يدل على أن تقديمها حية مثل ذبحها واضح؟ يؤجَّل البحث للدرس القادم- إن شاء الله تعالى- وهناك فسحة ثلاثة أيام أو أربع كافية -إن شاء الله- وأظن وقفنا على المسائل.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام المجدد- رحمه الله تعالى- كعادته في كل باب، فيه مسائل، وأشرنا إلى أن هذه المسائل في غاية الأهمية؛ لأنها إشارات وفوائد مستنبطة من نصوص الباب، وأحيانا يكون فيها إشارات خفية تحتاج إلى مزيد تنبه وعناية، مثل تراجم البخاري- رحم الله الجميع- الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص، يعني في الترجمة قال- رحمه الله- بابٌ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعوَ غيره" قلنا أن الاستغاثة نوع خاص من الدعاء، والدعاء أعم؛ لأنه قد يكون في كربة وقد يكون في أمر أسهل فهو أعم، فعطف الدعاء على الاستغاثة من باب عطف العام على الخاص وهو أسلوب مستعمَل في القرآن والسنة وفي لغة العرب {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ} [سورة النساء:163] نوح أليس من النبيين؟ لكنه خاص، وفائدة عطف الخاص على العام أو عكسه عطف العام على الخاص العناية بشأن الخاص والاهتمام به؛ لأن إفراده ثم دخوله في لفظ العام لأنه فرد من أفراده يقتضي ذكره مرتين، وذكره مرتين بالخاص والعام لا شك أنه يدل على أن له مزية، وأما بالنسبة لنوح فهو أول الرسل {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [سورة النساء:163] يدل على الاهتمام بشأن نوح؛ لأنه أول الرسل وإن لم يكن أفضلهم، لكن هذه مزية له أول الرسل. الثانية: تفسير قوله {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106] الآية الأولى {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] ورتب عليها مسائل. الثالثة: تفسيرها وتقدم أن المخاطَب بها هو النبي -عليه الصلاة والسلام- وخطابه بمثل هذا النهي لا لأنه يمكن وقوعه منه لا؛ لأنه معصوم وإنما ليتنبه أتباعه؛ لأنه إذا كان وهو المعصوم ينهى عن مثل هذا فكيف بغيره كما في قوله {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سورة الزمر:65] وهو معصوم من الشرك فما دون فكيف بغيره؟ كيف يأمن المسلم من أن يحصل له خلل في دينه، في عقيدته، في عبادته، والنبي -عليه الصلاةُ والسلامُ- المعصومُ يوجَّه إليه مثل هذا الأسلوب بالنهي {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106] ومنهم من يقول أن الخطاب وإن كان مُصدَّرا بضميره أو موجها إليه إلا أن المقصود به غيره وليس هو المقصود، ومنهم من يقول أن الخطاب لكل من يتأتى ويصح أن يخاطَب بمثله فهو عام ليس خاصا بالنبي -عليه الصلاة والسلام- {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106] الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر؛ لأنه قال {فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] والظلم هو الشرك كما في قوله جل وعلا {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان:13] وإن كان لفظ الظلم يشمل الشرك وما دونه على كل حال، لكن المقصود به في الآية كما في آية لقمان.
طالب: ............
أن هذا هو الشرك دعاء غير الله مما لا ينفع ولا يضر، هذا هو الشرك "الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين" يعني دخل أصلح الناس، ومن أصلح من النبي -عليه الصلاة والسلام-؟! والله- جل وعلا- يقول {فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس:106] ولو كان من أصلح الناس، ومع هذا يبقى الإنسان خائفا وجلا من أن يقع في الشرك وهو لا يشعر، فإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- المعصوم أفضل الخلق وأكمل الخلق وأشرف الخلق وأتقاهم لله يخاطَب بمثل هذا فكيف بغيره ممن يجوز وقوعه منه، وقد وقع من كثير من فئام من الناس كما هو معلوم ومشاهَد، أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين؛ ولذا المجاملة في دين الله لا تجوز، وفرق بين أن يجامِل بارتكاب محظور أو ترك مأمور وبين أن يجامل بما دون ذلك، فرق بين المداهنة والمداراة، هي كلها مجاملة لكن المداهنة التنازل مع الخصم أو مع من يراد مداهنته بترك واجب أو فعل محظور {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [سورة القلم:9] بخلاف المداراة لا يترتب عليها محظور، ليس فيها ترك واجب ولا فعل محظور إنما معاملة حسنة في الأسلوب وهذه جائزة لاسيما إذا ترتب عليها مصلحة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال «بئس أخو العشيرة» ثم استأذن عليه فأذن له وانبسط معه في الكلام يعني داراه مداراة، قالت عائشة: يا رسول قلت ما قلت وانبسطت في الكلام! قال «إن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره» بعض الناس يجارَون ويدارون من أجل اتقاء شرهم، فمثل هذا إذا لم يترتب عليه ترك واجب ولا ارتكاب محظور هذا لا شيء فيه، وقد يكون مشروعا إذا دعت الحاجة إليه كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- الآن تجدون شيئا من المجاملات في المناظرات مع الخصوم وفي الحوارات، هذا موجود، تجد المناظِر من أهل الحق، الآن لا يوجد سر في القنوات المرئية والمسموعة، تجده قد يتنازل عن بعض الشيء من أجل كسب الخصم، نقول هذا التنازل إذا كان بغض النظر عن محظور عند الخصم لا يبيَّن ولا يراد بيانه؛ لئلا ينفر والسكوت عليه ومجاملته معه وموافقته عليه هذا لا يجوز، وهذا داخل في قوله {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [سورة القلم:9] ونرى كثيرا من الحوارات فيها شيء من هذا، بحجة كسب الخصم، وهذا لا يجدي عند الله شيئا {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ} [سورة الكهف:37] المقصود أن الصراحة هي المطلوبة في مثل هذا المجال، لكن المجاملة التي لا يترتب عليها ترك واجب ولا ارتكاب محظور جاء بها النص بحديث عائشة، أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين. الخامسة: تفسير الآية التي بعدها {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] وقلنا في درس الأمس أنه في آية يونس {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [سورة يونس:107] وفي سورة الأنعام قال: {وَإِن يَمْسَسْكَ} [سورة الأنعام:17] وعرفنا أن الإرادة أبلغ من مجرد المس كيف؟ {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [سورة فصلت:46] ونفى- جل وعلا- إرادة الظلم عن نفسه، فالذي ينفي إرادة الشيء أبلغ من نفي الشيء نفسه، الذي ينفي إرادته ينفي التفكير فيه يعني بالنسبة للبشر {وَإِن يَمْسَسْكَ} [سورة الأنعام:17] يعني يصبك بضر {فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] لا يكشف الضر إلا الله جل وعلا «واعلم أن الأمة..».
طالب: ............
وين؟
طالب: ............
{وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [سورة يونس:107].
طالب: ............
معروف لكن هنا هل هي إرادة كونية؟
طالب: ............
إرادة الخير خاصة بإرادة الخير قلنا.
طالب: ............
الآن {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [سورة يونس:107] إرادة الخير شرعية والا كونية؟
طالب: ............
شرعية بلا شك {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] قطعتك الكلام الله يسلمك..!
طالب: ............
نعم في حديث ابن عباس «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك فلن يضروك» {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [سورة الأنعام:17] وبالمقابل إن أرادوا لك الخير فلن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله لك. "السادسة كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا" هذا الذي التجأ إلى قبر أو ولي أو غير ذلك يطلب منه كشف الضر لا شك أن هذا شرك أكبر، ومع كونه شركا أكبر هل ينفع صاحبَه؟ تسأل شخصا مسكينا ضعيفا مثلك، لما كان حيا مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ضرا ولا يجلب لها نفعا، فكيف به وقد أرم، كون ذلك لا ينفعه في الدنيا مع كونه كفرا، يعني ضررا بالغا لو كان يستفيد كان له مستمسك، ولو كان ضعيفا مع أن كونه يستفيد لا ينفي ولا يمنع أن يكون شراك كما قلنا سابقا تفسير الآية الثالثة قوله {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [سورة العنكبوت:17] اطلبوا الرزق من الله- جل وعلا- لا من غيره، وهم لا يخالفون في كون الرازق هو الله- جل وعلا- كما أنهم لا يخالفون في كونه الخالق سبحانه وتعالى {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [سورة العنكبوت:17] فالطلب مثل نوع من أنواع العبادة، فكما أن صرف أي شيء من أنواع العبادة شرك، فالطلب والدعاء وهو نوع من أنواعها كذلك {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [سورة العنكبوت:17] "ابتغوا" اطلبوا بالدعاء، والدعاء نوع من أنواع العبادة، "واعبدوه" من باب عطف العام على الخاص؛ لأن الدعاء نوع من أنواعها، وعطفت عليه. الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [سورة العنكبوت:17] يعني تقديم الظرف يدل على الاختصاص، فابتغوا الزرق عند الله لا يمنع أن يكون أيضا عند غيره، لكن لما قدَّم المعمول قدَّم الظرف على المفعول لا شك أنه لإرادة الاختصاص، فابتغوا عند الله الرزق لا عند غيره، قد يكون طلب الرزق عند مخلوق، عند أمير، أو وزير، أو مدير، تقدِّم إليه طلبك ويعطيك ما كتب الله لك، كيف نقول إن طلب الرزق من الله خاصة؟ المخلوق هو وسيلة لإيصاله رزق الله، والرزق كله من الله «إنما أنا قاسم والله المعطي» الله المعطي كما أنه- جل وعلا- هو المانع، فإذا طلبت المساعدة من فلان لا يعني أنه رزقك، الله جل وعلا أعطاك على يديه {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [سورة النــور:33] فالمال مال الله وإنما هو مجرد سبب موصل لهذا الرزق من الله- جل وعلا- إليك، يقول: "أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله كما أن الجنة لا تطلب إلا منه" الجنة لا تطلب إلا من الله، هل يملك أحد أن يُدخِل الجنة؟! لا أحد يملك غير الله- جل وعلا- وقول القائل الذي سُمِع وهو يطوف: يا أبا عبد الله جئنا بيتك وقصدنا حرمك نرجو مغفرتك هل ثمَّ شرك أعظم من هذا؟! نرجو مغفرتك نطلب المغفرة من الله-جل وعلا- المغفرة يترتب عليها دخول الجنة- والله المستعان- نعوذ بالله من الضلال.
طالب: ............
وش لون؟
طالب: ............
يعده؟
طالب: ............
هذا مثل الذين يعطون صكوك في النصرانية، وبعض غلاة المبتدعة يعطون.
طالب: ............
وش لون؟
طالب: ............
هو شارك الله- جل وعلا- في خصائصه بلا شك، أما إذا قال إذا عملت كذا يُرجى لك دخول الجنة، ترجى لك المغفرة، يرجى لك العفو من الله هذا لا إشكال فيه، هذا ترغيب أما أن يجزم افعل كذا ولك الجنة هذا لا.
طالب: ............
نسأل الله العافية.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
ليست مسألة فتوى هذا ضمان للجنة كأنه عنده مثل ما عند النصارى من صكوك الغفران الموصلة إلى الجنة مباشرة، يحجزون الآن، عندهم حجز، وبعض الغلاة من الطوائف المنتسبة إلى الإسلام يعِدون أتباعهم وتوجد نصوص في كتبهم.
طالب: ............
تُباع بيعا نعم- نسأل الله العافية-.
طالب: ............
التاسعة: تفسير الآية الرابعة {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ} [سورة الأحقاف:5] يعني لا أحد أضل {مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [سورة الأحقاف:5] لا يوجد أضل ممن يفعل شيئا لا أثر له ولا وجود له ولا نفع منه، يعني مع كونه شركا أيضا الأثر منتفي {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [سورة الأحقاف:5] بعدها..
طالب: ............
{وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً} [سورة الأحقاف:6] وإذا حشر الناس يعني يوم القيامة يكونون لهم أعداء، هؤلاء المدعوين يكونون أعداء لهؤلاء الذين دعوهم؛ ولذا يقول الشيخ- رحمه الله- "العاشرة: ذكره أنه لا أضل ممن دعا غير الله وهم عن دعائهم غافلون" قال في "الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه" غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه لماذا؟ لأنه إما ميت، أو غائب، ولو كان حاضرا لكان حكمه كحكم الغائب؛ لأن الأثر المترتب على هذا الدعاء لا وجود له، فغيابه وحضوره وحياته وموته سواء؛ لأنه لن يستجيب له.
طالب: ............
مسألة العذر بالجهل، الله- جل وعلا- يقول {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15] قال {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [سورة الأنعام:19] فمن لم تبلغه الدعوة ولم يسمع كلام الله هذا يُعذَر، لكن إذا كان ما سمع شيئا صار حكمه حكم أهل الفترة يمتحن في القيامة، يمتحن من بلغته الدعوة؛ لأن هناك أناسا يقرؤون كتاب الله ويتلونه وقد يكونون حفاظا ويزاولون هذه الشركيات هؤلاء بلغتهم الدعوة، لكن هناك فئام من الناس لا يفهمون الخطاب كالأعاجم الذي لا يحسن العربية، يعني كونه يقرأ القرآن وهو لا يعرف المعنى هذا في حكم من لم يبلغه حتى يبيَّن له.
طالب: ............
لا لا، هناك بلوغ دعوة وفهم الحجة وزوال المانع من قبول الحجة، إذا كان بحيث يكون مثل الأعجمي لا بد من البيان له، وظيفة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي البيان، لكن إذا كان يفهم العربية ويفهم الكلام لكن عنده مانع من قبول الحجة وما أكثر مثل هذا النوع، كثير من الناس في الأقطار التي تنتسب إلى الإسلام تجده يزاول الشرك الأكبر وتورد عليه من نصوص الكتاب والسنة لكن هناك مانع من قبول هذه الحجة، هو يحتج بشيوخه، شيوخنا أئمة وعلماء من وُجدنا وهم يقدسون وتدعى لهم الولاية أحيانا، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، فهذا مانع من قبول الحجة لكن هل هذا المانع معتبر؟ لا، ليس بمعتبر ولو قال ما قال، كونه اقتدى بهذا العالم، من العوام من يقتدي بهذا العالم ويدعى له العلم والولاية ويقع في هذه الشركيات لا يعفيه ولا يعذر به، في آخر سورة الأحزاب {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [سورة الأحزاب:67] ما عذروا بهذا، أطاعوا سادتهم وكبراءهم واقتدوا بهم وصموا آذانهم عن سماع غيرهم لم يعذروا،
لا بد أن تبلغ الحجة وتفهم الحجة، أنت لو يقع بيدك كتاب بغير لغتك ما فهمت شيئا.
طالب: ............
إيه يسمع لكن يسمع ويفهم أو ما يفهم؟
طالب: ............
لا بد من أن يفهم، يعني لو وجدت صينيا أو شخصا لا يعرف من العربية شيئا وتقول: قل لا إله إلا الله، قال لا إله إلا الله، لكن ما المعنى يقول لا إله إلا الله ويطوف بقبر.
طالب: ............
وين؟
طالب: ............
لا، أنت افترض في شخص يقول لا إله إلا الله، أما الذي ما قال لا إله إلا الله .
طالب: ............
لا، هو الحكم على العموم على من يطوف حول القبور، على من يذبح لغير الله الشرك هذا الأصل، لكن العذر وتطبيقه على الأفراد والأعيان هذا الذي يختلف.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
هذه بدعة إذا كان يدعو الله- جل وعلا- في هذا المكان هذه بدعة، ما قال شركا، لكن إذا دعا صاحب القبر لا شك أنه شرك، يوجد هذا عند قبره -عليه الصلاة والسلام- تجده يدعو الله- جل وعلا- ورافع يديه مستقبل القبر مستدبر الكعبة هذا مبتدع.
طالب: ............
على كل حال لا بد من بلاغ الحجة وفهم الحجة لأنه قد يفهم أشياء ويخفى عليه أشياء، يجهل أشياء ما عرف حكمها؛ ولذلك يقولون أن من عاش في بلاد الكفر في غير بلاد المسلمين ولا عرف أن الصيام واجب، أو ما عرف أن شرب الخمر حرام، هذا يعذر أو ما يعذر؟ لكن يبقى أن هناك شيء نبه عليه أهل العلم، وهو الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يرفع به رأسا، كيف يصحح دينه وهو لم يتعلم؟! يجب على المسلم أن يتعلم ما يصحح به دينه، يعني قد يصلي صلاة باطلة طيلة عمره هذا لا شك أنه على خطر؛ ولذلك الإعراض عن دين الله ذكروه من النواقض.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
إذا قلنا أكبر فصاحبه مخلَّد في النار، وإذا قلنا أصغر معروف حكم الشرك الأصغر.
طالب: ............
وش لون..؟
طالب: ............
يعني مثل الآية التي مرت بنا..
طالب: ............
إلا يفهم أن هذا دعاء غير الله- جل وعلا- يعرف لايوجد أحد ما يفهم النهي الوارد في {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [سورة يونس:106].
طالب: ............
أنا قلت لكم أني أنكرت على امرأة تتمسح بالحديد الذي على المقام، وقلت هذا حديد لا ينفع ولا يضر، قالت: عندكم ما ينفع عندنا ينفع، نعوذ بالله من الخذلان، نعوذ بالله من الضلال.
طالب: ............
كونه قصَّر هذا هو الإعراض الذي ذكره أهل العلم، على ماذا؟
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
مثل ما قلنا أن زوال المانع لقبول الحق بدليله ليس بمبرر لعذره {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [سورة الأحزاب:67] قد يكون في بعض المسائل خفاء وفيها دقة يعني لا يفهمها عموم الناس، وهي من اختصاص أهل العلم هذه لها حكمها.
تفضل يا أبو عبد الله.
المؤذن يؤذن.
ثم قال- رحمه الله- في "الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو".
طالب: ............
"الثانية عشرة -التي قبلها-: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو الداعي أو للداعي وعداوته" {كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [سورة الأحقاف:6] سمى هذه الدعوة عبادة، ووجدت العداوة بسببها و كفر المدعو {وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [سورة الأحقاف:6] بتلك العبادة، أولا الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي، "كانوا لهم أعداء" والعدو لا شك أنه بغيض مبغض، وتسمية تلك الدعوة عبادة، "وكانوا بعبادتهم" المدعو "كافرين". الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة. الخامسة عشرة أن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ} [سورة الأحقاف:5] إلى آخره هذه الأمور المجتمعة، هذه الأمور الواردة في الآيتين كلها كانت سببا لكونه أضل الناس؛ لأن قوله: "ومن أضل" يعني لا أحد أضل ممن اتصف بهذه الأوصاف. السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة وهي قوله تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [سورة النمل:62] من الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟ هو الله- جل وعلا- وقد أقروا بذلك، هم اعترفوا وأقروا بذلك؛ ولذا قال- رحمه الله- في السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين لكن في حال الرخاء يشركون"، الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين لكن في حال الرخاء يشركون، وهذا بالنسبة للمشركين الأولين، أما مشركو زماننا فكما قرر الشيخ- رحمه الله تعالى- أن شركهم دائم في الرخاء والشدة، وأما أولئك فيشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة. الثامنة عشرة: حماية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حمى التوحيد «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله» أراد أن يحسم المادة ويسد جميع الذرائع ويرد جميع الوسائل الموصلة إلى الشرك بقوله إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله؛ لأن الاستغاثة مجملة لها أنواع، منها ما يجوز ومنها ما يحرم، فالاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه وما ورد في الحديث من هذا النوع، النبي -عليه الصلاة والسلام- يستطيع أن يكف شر المنافق لكن اللفظ محتمل، "قوموا بنا نستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شر هذا المنافق" وفي أنواعها ما هو شرك، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله جل وعلا» ولأجل هذا قال- رحمه الله- حماية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حمى التوحيد والتأدب مع الله- جل وعلا- والتأدب مع الله- عز وجل- فجعل الاستغاثة كلها بالله- جل وعلا- وإن كان بعضها مما يجوز صرفه للمخلوق ولا شك أن سد الذرائع مطلوب {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة الأنعام:108] والصحابة والسلف جاء عنهم أنهم كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام، ونسمع من يقول أننا ضيقنا على أنفسنا بسد الذرائع، الله- جل وعلا- خلق لنا ما في الأرض جميعا ونحن نضيق على أنفسنا بما يسمى بسد الذرائع والمحرمات يسيرة وما النتيجة؟ النتيجة أن الناس تواطؤوا واستمرؤوا ركوب المباحات بكثرة، ولا يلامون إلا من جهة أخذ الاحتياط للدين، ثم بعد ذلك بحثوا عن هذه المباحات بعد أن نشؤوا عليها فالتمسوها فلم يجدوها إلا بما فيه نوع شبهة فارتكبوا هذه الشبهة، بحثوا عن هذه الشبهات فما وجدوها إلا بما فيه نوع حرمة فبحثوا عن المبررات لارتكاب هذا المحرم، فقالوا إنه يذكر عن العالم الفلاني أنه أجاز كذا ثم استمرؤوا ذلك فوقعوا في المحرمات الصريحة، ثم وقعوا فيما هو أعظم من ذلك، والمسألة استدراج، والسيئة تقول أختي أختي، فعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه ولا يسترسل في المباحات تبعا لطريقة السلف ومنهج السلف في تركهم الكثير من المباحات؛ لئلا يقعوا ويستدرجوا إلى المحرمات بالطريقة التي ذكرناها، يعني من يتصور أنه يوجد من تدعى له الولاية ويقول في شعره:
ألا بذكر الله تزداد الذنوب |
| وتنطمس البصائر والقلوب |
من يتصور وجود مثل هذا في عالم يحفظ كتاب الله والسنة ومع ذلك تدعى له الولاية وله مصنفات؟! انحرف- نسأل الله العافية- لأنه ما جعل الكتاب والسنة قائده وموصله إلى الله ومرضاته وجناته، أخذ يبحث عن علوم أخرى حتى وقع فيما وقع فيه، يعني بشر المريسي لما سمع وهو ساجد، يقول: سبحان ربي الأسفل، يعني هل نتصور أن هذه أول كلمة قالها لا، تساهل في كلمة ثم عوقب بالتي تليها ثم إلى أن وصل إلى ما وصل إليه، ناس قبل عشرين سنة نعرفهم دعاة وخلفهم أمم وخلائق يستفيدون منهم في العلم وفي الدعوة ثم بعد ذلك أخذوا يتساهلون، وتساهلوا في سد الذرائع؛ لأن سد الذرائع باب من أبواب الدين المهمة، الله- جل وعلا- يقول {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة الأنعام:108] سب الآلهة الأصنام لا إشكال فيه، لكن لما كان وسيلة إلى سب الله- جل وعلا- مُنِع الذي يلعن والدي رجل ويتسبب في لعن والديه، سمي لاعنا لوالديه؛ لأن لعنه لوالده صار وسيلة إلى لعن والديه، فعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه، والدنيا ممر وليست مقرا «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل » يكفيك من الألوف المؤلفة من المباحات ما يقوم به أودك وحياتك ولا تسترسل؛ لأنك في يوم من الأيام سوف تقع، سوف تبحث عن هذه المباحات ولا تجدها إلا بما فيه نوع شبهة، فتقول الأمر سهل يعني الشبهة، يعني لماذا أضيق على نفسي في أمر له وجه حلال، ثم يتمادى ويرتكب المكروهات، ثم بشيء من المحرمات التي فيها خلاف ثم بعد ذلك يجد نفسه وقد تورط في المحرمات {ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [سورة البقرة:61] وش ترتب على هذا العصيان؟ {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} [سورة البقرة:61] والأصل السبب بما عصوا، فالمعصية تجر إلى ما وراءها، هذه المعصية تقودك إلى ما هو أكبر منها، ثم التي تليها تقودك إلى ما هو أكبر منها، ثم تجد نفسك خارجا من الدين -نسأل الله العافية- الآن الذين رأيناهم يتساهلون بالشعائر الظاهرة تجدهم شيئا فشيئا، تجد طالب علم وجه يتلألأ نورا ومسفرا وملتحيا، تجده بدأ بالرخص التي يفتى من جواز الأخذ، ثم يأخذ ثم يأخذ إلى أن تنتهي، وبالتجربة إذا دخل المقص دخل الموس، ثم تجده بعد ذلك يسبل، ثم تجده يجلس في مجالس يجاملهم وكذا إلى أن ينتهي- نسأل الله العافية-.
تفضل.
طالب: ............
وهو إقرار، يقرون أنه لا يجيب المضطر إلا الله.
طالب: ............
حلم الله- جل وعلا- واستدراجه لبعض خلقه وتأخيره إياهم لا شك أن هذه حكمة إلهية، ليس القصد هم الذين يظلمون الناس ويمكثون على ذلك عشرات السنين، والله- جل وعلا- يغدق عليهم من النعم، ويبتلي أحبابه وأولياءه هذه حكمة إلهية؛ لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
طالب: ............
الدعاء.
طالب: ............
هو شرك أكبر، لكن إذا تردد الإنسان في كون هذا الشخص يقدر أو لا يقدر، أو طلب منه ما هو فوق قدرته ولو تحمله لاحتمله، يعني هناك أمور فيها للنظر مجال، وأما الدعاء للشخص الذي لا يقدر عليه هذا ما فيه إشكال، ابن عمر- رضي الله عنهما- كان يقول: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، يعني هذا في نظر كثير من كتابنا اليوم سفه من القول، معناه أننا نعطل الحياة وننتظر الموت، ليس هذا معناه إنما معناه تقصير الأمل الذي يحثك على العمل، وكتب من كتب وقال: يمدح بعض العلماء سفيان الثوري والفضيل بن عياض وأضرابهم وأمثالهم بالزهد الذي هو في حقيقته خمول وتعطيل للحياة، يقول: حتى قارنهم ببعض الكفار يقول أيهم أنفع للبشرية أديسون الذي نور العالم واخترع الكهرباء أو مثل سفيان وفضيل، مع الأسف أن هذا يكتب ويصرح به في وسائل الإعلام لماذا؟ لأنهم جعلوا الحياة هدفا، والحكمة من إيجاد الخلق عنده عمارة الأرض، مع أن الهدف الحقيقي من إيجاد الخلق تحقيق العبودية لله- جل وعلا- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات:56] فإذا اختلف التصور يبنى هذا يبنى على تصوره أشياء، وهذا يبني على تصوره أشياء، هذا يلزم العلم والعمل والعبادة والدعوة وما يوصله إلى الله- جل وعلا- ويتجافى عن الدنيا وزخرفها وغرورها، وذاك ينغمس في دنياه؛ لأن الهدف عمارة الدنيا والله المستعان.
كم باقي؟
طالب: ............
توجد أسئلة قد يكون لها مساس..
طالب: ............
إن شاء الله الأسبوع القادم كتاب التوحيد؛ لأن دروس الجدول ما تبدأ إلا الأسبوع الثاني من الدراسة.
طالب: ............
إيه فيه شيء، على حسب حكمك عليه، إذا ثبت أن عنده من الشرك الأكبر ما عنده مثل هذا ما يقال له..
طالب: ............
كتبهم طافحة بما..
طالب: ............
هذا ما يقال له أخ ولا كرامة.
طالب: ............
هم يقولون هذا من باب مصلحة الدعوة نبدأهم بالسلام ونلين لهم، اللين والمداراة مطلوبة لكن مخالفة النصوص لا.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
الشر مثلا الشر عموما، الله- جل وعلا- لا يفعل إلا خيرا، لكن ينتج من فعله ما فيه نوع ضرر خلقه لحكمة، يعني حينما خلق الحية والعقرب هل هي شر محض؟ لا؛ ولذا قال في الحديث: «والشر ليس إليك» لأنه يترتب عليه مصلحة، وهذا يقودنا إلى الحديث عن بعض من يولد وفيه نقص، وفيه عاهة، وفيه تشوُّه، ويخرج عالة على والديه ويتضرر هو ويتحسر في حياته أو أهله أيضا كذلك، ينالهم من الضرر ما ينالهم، بعض العلماء يفتي بأن مثل هذا يُسقَط قبل أن تنفخ فيه الروح؛ لأنه لا خير في بقائه، يغفلون عن الأجور العظيمة المترتبة على وجوده، بالنسبة له ولوالديه هناك أجور عظيمة وذكرها ابن القيم وأفاض فيها، ومع الأسف أن هناك فتوى بجواز الإجهاض في مثل هذه الحالة قبل أن تنفخ فيه الروح ونكون بهذا قد وافقنا الكُتَّاب الذين ينتقدون الحكمة الإلهية يقول ما الفائدة تحمل الأم تسعة أشهر ثم يسقط الولد أو يخرج ميتا؟! كُتبَ هذا مع الأسف! أو يخرج مشوها أو يخرج فيه عاهات مستعصية أو لا يعيش إلا على أجهزة، من الذي صنع من الذي أوجده من الذي خلقه؟! الحكيم الخبير {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الملك:14] يعني أنت أرحم من الله- جل وعلا-؟! الذي خلقه على هذه الهيئة وعلى هذه الصفة، أنت أرحم به وبأمه وبوالديه وبأسرته من الله- جل وعلا- الذي أوجده- نسأل الله السلامة والعافية-.
طالب: ............
وين؟
طالب: ............
بعضهم أفتى، من أهل العلم من أفتى وقال: مادام يعيش على هذه الحالة حياة حسرة وهو لم تنفخ فيه الروح يستدرك ويجهض.
طالب: ............
على هذا الكلام الذي سمعت.
طالب: ............
كلام عقلي، والمشكلة أن فيه نوع استجابة لما يكتب من انتقاد الحكمة الإلهية في وجود أمثال هؤلاء.
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
الله حكيم عليم، وعاد الذي كُتب عليه أنه يموت على الشرك بعد.
طالب: ............
فيه كلام لابن القيم في وجود مثل هؤلاء المتخلفين وفي هؤلاء المشوهين، ويترتب أجور لهم ولوالديهم ولمن يشاهدهم ويقول ما ورد، الله حكيم عليم.
طالب: ............
مسألة العذر بالجهل عند أهل العلم محررة ومقررة ومعروفة، الجاهل الذي لا يستطيع أن يصل إلى الحكم هذا {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء:15].
طالب: ............
وش هو؟
طالب: ............
الذي يسمونه طفل الأنابيب.
طالب: ............
المجامع الفقهية أجازته.
اللهم صل وسلم على عبدك...
"