المراد بقول: (متفق عليه) عند عامة أهل العلم: ما اتفق عليه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأما ابن تيمية، فإن كان المراد به شيخ الإسلام فاصطلاحه مع الجمهور: متفق عليه عند البخاري ومسلم، وإن كان المراد به الجَد أبو البركات في (المنتقى) فإنه يُضيف إلى البخاري ومسلم الإمام أحمد، فالمتفق عليه عنده: ما رواه البخاري ومسلم وأحمد، وعند عامة أهل العلم المتفق عليه: ما اتفق عليه البخاري ومسلم، إذا كان من طريق صحابي واحد.
ويقول في سؤاله الثاني: (ما الأهم البداية بمتون العقيدة أم متون الحديث)؟ لاشك أن العقيدة هي الأصل، ولكن لو تواكبتْ وتزامنتْ البداية بالمتون فيما أُلِّف للمبتدئين من طلاب العلم في العقيدة والحديث والفقه والتجويد، وما يمكن أخذه من كتاب الله -جل وعلا- وحفظ سُنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- فيما يناسب سن المبتدئين لكان أفضل. وكتب أهل العلم مرتَّبة على طبقات: المبتدؤون لهم كتب تناسب مستواهم العقلي وتناسب حفظهم وفهمهم، ثم إذا أنهوا هذه المتون في الفنون انتقلوا إلى كتب الطبقة الثانية، وهي كتب أعلى وأوسع من كتب الطبقة الأولى، ثم بعد ذلك إلى كتب الطبقة الثالثة وهم المتقدمون، فالأولى المبتدؤون، والثانية المتوسطون، والثالثة المتقدمون من طلاب العلم، وبعد ذلك يأتي طالب العلم المنتهي، وما أشبه ذلك، الذي يتأهل للتدريس والفتيا والقضاء فيما بعد.
في سؤاله يقول: (اذكروا بعض متون الفقه السهلة التي تُحفظ للمبتدئين).
الإمام الموفق -رحمه الله- ألَّف كتبَه الأربعة وجعلها متدرِّجة فألَّف (العمدة) وجعلها للمبتدئين، ثم (المقنع) ثم (الكافي) ثم (المغني)، لكن المُبتدئين في زماننا ينبغي أن يُبدؤوا قبل (العمدة) بمتون أسهل منها، مثل: (منهج السالكين) للشيخ ابن سعدي، ومثل: (آداب المشي إلى الصلاة) للشيخ الإمام المُجدِّد محمد بن عبدالوهاب -رحم الله الجميع- وهكذا.