هذه الحاء ذكرها العلماء في كتب علوم الحديث، ولا شك أنها موجودة في (صحيح مسلم) بكثرة، وكذلك في (سنن أبي داود)، وهي موجودة في غيرهما من كتب السنة كـ(صحيح البخاري) وغيره، لكنها في (صحيح مسلم) و(سنن أبي داود) أكثر، بحيث يذكرها في الحديث الواحد في أكثر من موضع، وهي توضع عند ملتقى الأسانيد؛ لاختصار الأسانيد، ويسمونها حاء التحويل من إسناد إلى آخر. ومنهم من يقول بأن الحاء هذه رمز الحديث، أي: مثل ما يقال: (الحديث)، فيختصرون ذلك فيكتبون (ح)، وفي (صحيح البخاري) منهم من استروح إلى أنها في الأصل (خ)، فتعني رمز المؤلف الذي هو البخاري، وأن السند عاد إليه. فهذه الحاء توجد في أثناء الأسانيد؛ لاختصارها، وتوضع عند الملتقى الذي تلتقي فيه هذه الأسانيد، ويُتحول فيها من إسناد إلى إسناد، وفائدتها الاختصار إذا كانت في أثناء الأسانيد كما يصنع مسلم وأبو داود وغيرهما، لكن إذا وجدت في آخر الإسناد كأن يذكر البخاري الإسناد كاملاً إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم يقول: (ح)، ويأتي بإسناد آخر، هنا يتجه القول بأنها:
- (الحديث) على اصطلاح المغاربة؛ لأنه ليس فيها اختصار للأسانيد، حيث إن السند ذُكر كاملًا، والذي يليه إسناد كامل، فما فيها اختصار، وليست تحويلًا من إسناد إلى آخر.
- أو الخاء التي ذكرها بعضهم وأن الإسناد رجع إلى المصنف وهو البخاري، ثم رواه بإسناده عن شيخ آخر.
المقصود أن الأكثر على أن هذه الحاء حاء التحويل من إسناد إلى آخر، وفائدتها -مثل ما ذكرنا- اختصار الأسانيد، وتنطق (حاء) مفردة، فيقول القارئ: (حاء وحدثنا..) هكذا ينطقها أهل الحديث، ويذكرون ذلك في كتب علوم الحديث.