أَطلق بعض العلماء الصحيح على (سنن النسائي)، وأُطلق كذلك على (سنن أبي داود)، وقيل في (جامع الترمذي): الجامع الصحيح، وهذا تساهل ممن أطلقه، ولذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
ومن عليها أطلق الصحيحا |
|
فقد أتى تساهلًا صريحا |
فلا شك أن إطلاق الصحيح على ما عدا الصحيحين فيه تساهل؛ لأن في غيرهما الصحيح والحسن والضعيف، ومثله أيضًا إطلاق الحسن عليها، كما اصطلح على ذلك البغوي –رحمه الله- في (مصابيح السنة)، حيث قسم الكتاب إلى قسمين: صحاح وحسان، فيرى أن الصحاح ما رواه الشيخان، والحسان ما رواه أهل السنن، وهذا الكلام لا شك أنه مردود؛ لأن في السنن غير الحسن من الصحيح والضعيف، ولذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
والبغوي إذ قسم المصابحا أن الحسان ما رووه في السنن |
|
إلى الصحاح والحسان جانحا رُد عليه إذ بها غير الحسن |
فالكتب الأربعة فيها غير الحسن؛ فيها الصحيح وهو كثير، وفيها الحسن وهو كثير أيضًا، وهي من مظانه، وفيها الضعيف، وفيها شديد الضعف، وفي بعضها ما قيل بوضعه لا سيما آخرها وهو (سنن ابن ماجه).