(منسك) شيخ الإسلام في طبعته الأولى طُبع معه منسك للأمير الصنعاني –رحمهما الله-، ومعهما قصيدة (ذكرى الحج وبركاته) للأمير الصنعاني المذكور، وطبع مرارًا المجموع في هذه الثلاثة. فالكتاب الأول معروف أنه لشيخ الإسلام، والثاني للأمير الصنعاني، والثالث قصيدة (ذكرى الحج) منسوبة للصنعاني أيضًا، وتواطأ الطبَّاعون على هذا، وسُجِّلت في أكثر من شريط على أنها للأمير الصنعاني.
لكن هذه القصيدة في كتاب (شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) للتقي الفاسي المتوفى سنة (832هـ)، أي قبل الصنعاني بثلاثمائة وخمسين سنة، نسب هذه القصيدة في المجلد (2/285 -290) لأبي بكر محمد بن محمد بن مرشد البغدادي. لكن في (شفاء الغرام) لم يبدأ القصيدة من أولها، بل ترك الثلاثة الأبيات الأولى، وبدأ من البيت الرابع أو الخامس وساق منها ما يقرب أو ما يزيد على مائتي بيت. فالمقصود أنها ليست للصنعاني، وإن توطأ الطبّاعون على هذا، وكذلك من سجّلها أو تداولها من أهل العلم اتباعًا لهذه الطبعة القديمة، ولعلها وجدت بخط الصنعاني فنسبت إليه. وكثيرًا ما يوجد شيء بخط فلان، ولا يذكر اسم القائل فينسب إلى الناسخ، ومن ذلكم حاشية الشيخ سليمان بن عبد الله بن الإمام المجدد على (المقنع)، قال الذي طبعها: وجدت بخط الشيخ سليمان، ولعلها من تأليفه. لا يبعد أن تكون من تأليفه، لكن إذا وجدنا خلاف ذلك جزمنا بأنها ليست له، إنما هو مجرد ناسخ، كما في هذه القصيدة.