شرح كتاب التوحيد - 69

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد –رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في منكري القدر: وقال ابن عمر –رضي الله عنهما-: والذي نفس ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم ملء أُحدٍ ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم استدل بقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: «الإِيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِن بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه مسلم.

وعن عُبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ فَقَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي».

وفي روايةٍ لأحمد: «إن أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ تعالى القَلَمَ، ثم قَالَ لَهُ: اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ».

وفي روايةٍ لابن وهب قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، أَحْرَقَهُ اللَّهُ بِالنَّارِ».

وفي (المسند) و(السُّنن) عن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعبٍ، فقلت: في نفسي شيءٌ من القدر، فحدثني بشيءٍ لعل الله يذهبه من قلبي، فقال: لو أنفقت مثل أُحدٍ ذهبًا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار، قال: فأتيت عبد الله بن مسعودٍ، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي -صلي الله عليه وسلم-. حديثٌ صحيح رواه الحاكم في (صحيحه).

فيه مسائل:

الأولى: بيان فرض الإيمان بالقدر.

الثانية: بيان كيفية الإيمان به.

الثالثة: إحباط عمل من لم يؤمن به.

الرابعة. الإخبار بأن أحدًا لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن به.

الخامسة: ذكر أول ما خلق الله.

السادسة: أنه جرى بالمقادير في تلك الساعة إلى قيام الساعة.

السابعة: براءته -صلي الله عليه وسلم- ممن لم يؤمن به.

الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء.

التاسعة: أن العلماء أجابوه بما يزيل الشبهة، وذلك أنهم نسبوا الكلام إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقط".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

قال –رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في مُنكري القدر" الإيمان بالقدر ركنٌ من أركان الإيمان، جاء في الحديث في (الصحيحين) وغيرهما في سؤال جبريل للنبي –عليه الصلاة والسلام- لما سأله عن الإيمان، قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» فهو ركنٌ من أركان الإيمان، الذي لا يؤمن به كما سيأتي في الأحاديث والآثار اللاحقة، فهو مخلٌّ بركنٍ من أركان الإيمان، وهو على هذا كافرٌ بالله.

الإيمان بالقدر أو الطوائف عمومًا في الإيمان بالقدر طرفان ووسط، بيَّن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في (الواسطية) حينما قارن بين أهل السُّنَّة وبين الفرق المُنتسبة إلى القبلة، فقال: وهو وسطٌ في باب القدر بين القدرية والجبرية، فالطرفان قدرية ينفون القدر، وأن الأمر أُنُف، وهؤلاء طائفةٌ ضالة فيهم حديثٌ لكن فيه ضعف «أنهم مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ»، ومع الأسف أنه ينتسب إليه طوائف ممن ينتسبون إلى العلم: كالمعتزلة غُلاة المعتزلة، والعلماء من السلف يقولون: ناظروهم بالعلم، فإن أثبتوه بعلم الله –جلَّ وعلا- الله يعلم أم ما يعلم؟ إذا قال لك: يعلم، خُصِموا/ قامت عليهم الحُجة، وإذا نفوه كفروا، نسأل الله العافية.

الأمر ليس بالسهل، يُقابلهم غُلاة الإثبات، وهم الجبرية.

الطائفة الأولى القدرية يُبالغون ويغلون في إثبات المشيئة للعبد والقدرة، وينسبون الفعل إليه؛ ولذا سمُّوا مجوسًا؛ لأنهم أثبتوا خالقًا مع الله –جلَّ وعلا- العبد له مشيئة مستقلة عن مشيئة الله تعالى، والله –سبحانه وتعالى- لا علاقة له بفعل العبد؛ لأن مشيئة العبد مستقلة يفعل ويشاء، فهم أثبتوا خالقًا مع الله –جلَّ وعلا-، وأن العبد يخلق فعله، هم بهذا الغلو في إثبات القدرة إلى العبد، ونفي مشيئة الله –جلَّ وعلا- وإرادته المتعلقة بأفعال العباد أثبتوا حقيقة أن مع الله خالقًا، وأن العبد يخلق فعله، والله –جلَّ وعلا- في صريح كتابه يقول: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96] فالله خالقٌ للعبد، وخالقٌ لفعله.

يعني إذا أردنا أن نُطبق هذا الكلام على شيوخ المعتزلة مثل: الزمخشري، هل نجد في تفسيره مثل هذا الكلام؟ نجد لكن بأساليب ملتوية؛ لأنه دقيق في عبارته وفي مغازيه؛ ولذا يُقال: إنه استخرج اعتزاليات الزمخشري بالمناقيش، وبعض أرائه مشت على من ينتسب إلى السُّنَّة في هذا الباب كبعض الأشعرية.

المقابل لهؤلاء الجبرية: الذين يرون أن العبد لا مشيئة له، ولا قدرة، وأن حركته كحركة ورق الشجر في مهب الريح.

هؤلاء الجبرية الذين يقولون: إن العبد مجبور على ما يفعل هو من باب الغلو في إثبات القدر بالنسبة لله –جلَّ وعلا- وهم بسلبهم قدرة العبد، ومشيئة العبد يجعلون الله –جلَّ وعلا- ظالمًا لمن يُعذبه وهو مجبورٌ على فعله.

هذا العبد الذي فعل هذه المعصية مجبور عليها عندهم، وحينئذٍ إذا فعلها وهو مجبورٌ عليها، المُكره له حكم؟ {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} [النحل:106] المُكره ما له حكم، ما يُعذَّب.

وتجد أن الذين قالوا هذا الكلام من النوابغ، من الأذكياء، الرازي يقول بالجبر في تفسيره، يقول بالجبر، وهو يحس من نفسه، ويجد أن الاختيار موجود في البشر من نفسه، ما يحتاج إلى أن يذهب لأحد، إذا أذَّن المؤذن هل يستطيع أن يقول: عجزت أن أقوم للصلاة؟ بل يجد من نفسه أنه مُختار...لكن الذكاء إذا لم يُقارنه زكاء صار وبالاً على صاحبه.

بين الغلو في نفي القدر من القدرية وبين إثباته من الجبرية مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، وأن الله –جلَّ وعلا- خلق الخلق، وكتب المقادير قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، فقدَّرها عليهم.

استشكل بعض الصحابة أنه مادامت الأمور مكتوبة ومُقدَّرة فلِمَ العمل؟ يعني هل نعمل لشيءٍ مُستقبل ما كُتِب أو نعمل من أجل شيءٍ مكتوب ومُقدَّر ومُنتهٍ؟ هو مُقدَّر ومكتوب، ما الفائدة إذا كان مُقدَّرًا ومكتوبًا، والنتيجة معروفة سابقًا، فلِمَ العمل؟ قال: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ».

وباب القدر من أعقد الأبواب، والتوغُّل فيه مزلة قدم، وهو سر الله في خلقه، فطالب العلم يفهم ما جاء في النصوص، ولا يستغرق ويتوغل، هناك كتاب مُطوَّل موسَّع فيه قواعد لهذا الباب، وفيه مناظرات بين السُّنَّة والقدرية لابن القيم اسمه (شفاء العليل) كتاب مُفيد، لكن الاكتفاء بما ورد في النصوص مع طمأنينة القلب لما جاء في هذا الباب على ما سيأتي أن المرء لا يذوق طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر.

طالب:........

لا، في الصفات.

طالب:........

والله رحمة الله واسعة لا تُحد، لكن كأن الموضوع الذي جرى فيه الكلام في موضوع الصفات، لكن مع ذلك رحمة الله واسعة، ولا يُدرى تفصيلاً ما الذي حصل، الأمر خطير، نسأل الله الثبات.

هؤلاء القوم أبو المعالي الجويني إمام من أئمة الشافعية، لما جاء أبو العلاء الهمذاني، فقال له وهو يُناظره في إثبات صفة العلو قال له: ماذا نفعل في الفطرة التي نجدها في قلوبنا حينما ندعو الله، وأن القلوب تنظر إلى جهة العلو، والأبصار أيضًا، وهذا موجود حتى في البهائم؟ صرخ أبو المعالي وضرب رأسه بيديه وقال: حيَّرني الهمذاني، حيَّرني الهمذاني.

في نظائر لذلك كثيرة جدًّا، فالإنسان الذي هداه الله إلى الصراط المستقيم والطريق الوسط، طريق هذه الأمة، وسبيل أئمتها وأهل السُّنَّة يحمد الله على ذلك.

والنصيحة ألا يُغرق طالب العلم في النظر في كُتب المخالفين؛ لأن فيها شُبهًا قد يبتلى بشبهةٍ منها تقوده إلى الضلال.

وفي كتاب الله وسُنَّة نبيه –عليه الصلاة والسلام- وما يُعين على فهمهما ما يكفي طالب العلم.

القدر له أربع مراتب:

العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق والتقدير.

في حديث ابن عمر في صحيح مسلم وهو مطوَّل جاء به مختصرًا في الكتاب.

"وقال ابن عمر –رضي الله عنهما-: والذي نفس ابن عمر بيده" وهو الله-جلَّ وعلا- فيه إثبات اليد لله –جلَّ وعلا- كثيرٌ من الشراح الذين يفرون من إثبات صفة اليد، يقولون: "روحي في تصرفه" وهذا باطل. 

"لو كان لأحدهم مثل أُحدٍ ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه؛ حتى يؤمن بالقدر" {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا} [التوبة:54] فالذي لا يؤمن بالقدر كافر؛ لأنه ما آمن بركن من أركان الإيمان.

هذا الكلام لابن عمر مُختصر، وتمامه في (صحيح مسلم) في قصة في كتاب الإيمان من (صحيح مسلم) في أوله.

قال: "حَدَّثَنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ -وَهَذَا حَدِيثُهُ- قال: حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ".

"أَوَّلَ" صارت خبرًا مُقدمًا ويكون اسمها "مَعْبَدٌ" مؤخَّرًا مرفوعًا، وإن جعلت الأول هو المبتدأ والأخير هو الخبر لا بأس.

"كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ -أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ- فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ".

يتقفرون: يتتبعون العلم في القريب والبعيد، حتى في البراري والقفار هم حريصون على العلم ويقرؤون القرآن.  

"وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ"

يعني مستأنف ما فيه شيء في علم الله –جلَّ وعلا- إنما يعلمه إذا وقع، نسال الله العافية.

 "قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" إلى آخره فأتى بحديث جبريل وسؤال النبي –عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام والإيمان والإحسان، ومنها ما يتعلق بالإيمان، وبيان أن الإيمان بالقدر ركنٌ من أركانه.

"لو كان لأحدهم مثل أُحدٍ ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه؛ حتى يؤمن بالقدر" وعرفنا هذا أن المسلم تُقبل نفقته بشروطها، والذي لا تُقبل نفقته هو الكافر مهما بذل، مهما أخلص وأحسن قصده وهو لا يؤمن بالله فإن نفقته مردودة.

"ما قبله الله منه؛ حتى يؤمن بالقدر، ثم استدل بقول النبي- صلي الله عليه وسلم-" الذي جاء في حديث أبيه في قصة أسئلة جبريل للنبي- عليه الصلاة والسلام-.

"ثم استدل بقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: «الإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه مسلم" هذا أول حديث في صحيح مسلم بعد المقدمة.

ثم قال –رحمه الله-: "وعن عُبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك" تعلم أنه مُقدَّر من الله كائنٌ لا محالة.

"أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".

طالب:........

ماذا؟

طالب:.......

مسألة العموم السلف خمسمائة عالم من السلف قد كفَّروا من يقول بخلق القرآن، لكن لا تستطيع أن تقول: الزمخشري كافر بالأفراد.

"وعن عُبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك" عُبادة بن الصامت وهو مريض على فراش الموت، قال له ابنه: أوصني، قال: أجلسوني، فأجلسوه، قال: "يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك" الدين رأس المال وإلا فالحياة، إذا ما عرفت هذه القاعدة وطبقتها على نفسك الحياة مضت عنك، الحياة ما تتلذذ بها إذا كان كل ما أصابك، تقول: لو أني فعلت كذا، لو أني سويت، الحياة جحيم تصير ما لها طعم. 

"سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ فَقَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»" الأولية هنا «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ» هي مُقيدة بالأمر بالكتابة أو مطلقة؟

طالب:........

هذا احتمال، لكن إذا قلنا: إنها مقيدة بالكتابة انتفى الإشكال أول ما خلقه الله قال له: اكتُب، بغض النظر عمَّا قبله، وإذا قلنا: إنه أول ما خلق الله في مخلوقاته القلم ورد عليه إشكالات؛ ولذا يقول ابن القيم –رحمه الله-:

والناس مختلفون في القلم الذي		كُتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده		قولان عند أبي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه		قبل الكتابة كان ذا أركان

«فَقَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟» هل هذا اعتراض؟ امتثال لكن يستفصل ماذا يكتب؟ يعني من تمام الامتثال أن تستفصل؛ ليتسنى لك أن تمتثل ما أُمِرت به، لو أن شخصًا مُعظمًا لأبيه مطيعًا له، ومن هيبته أنه لا يستفصل، فقال له الأب: اذهب إلى فلان وأوصاه بأشياء ما فهمها أو ما سمع اسم فلان وراح ما فهم ماذا قيل له من شدة تعظيمه لوالده، لكن هل ينفع هذا؟ ما ينفع، هل يستطيع أن يمتثل أمر والده؟ ما يستطيع أن يمتثل؛ لأنه ما يدري ماذا يقول، وإن كان الباعث على ذلك شدة الهيبة لوالده.

فالاستفصال في مثل هذا أمرٌ لا بُد منه، ولا يتم الامتثال إلا به، ما هو باعتراض «وَمَاذَا أَكْتُبُ؟» مثل ما أنا بقارئ، قال له: اقرأ.

القلم كما هو معلوم جماد، لكن الجمادات إذا خاطبها الله –جلَّ وعلا- تعي خطابه وتُجيبه {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11] على خلافٍ فيما يقوله بعضهم هل هو بلسان الحال أو بلسان المقال؟ الأصل لسان المقال، ثم يدخلون في تفصيلات في كيفية هذا النطق هل هو بلسان وشفتين وما أدري أيش؟ كل هذا ما له داعٍ، كل هذا لا داعي له.

«فَقَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» هذه هي الكتابة العامة، هناك كتابات خاصة، فالجنين في بطن أمه يُرسل إليه الملك ويؤمر بكتب أربع كما هو معلوم.

«قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» وماذا عما بعد قيام الساعة من الأمور والأهوال، هل هي مكتوبة أم غير مكتوبة؟

طالب:.......

مكتوبة من ضمن هذا؟ «قَالَ: حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» يعني هل كُتِبت بأمرٍ آخر؟ الله أعلم.

طالب:.......

ما هو نفيٌ للكتابة مطلقًا، لكن من الكتابة التي عندنا في الحديث أن لها غاية؛ حتى تقوم الساعة.   

"يَا بُنَيَّ" يقول عُبادة.

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

الولد "يَا بُنَيَّ" ما اسمه؟ الوليد أم غيره؟

طالب:........

عبادة بن الوليد، واحد اسمه عبد الرحمن فجاءه ولد سمَّاه خالدًا، قالوا: لماذا سميته خالدًا؟ قال: حتى إذا جاءه ولد يُسميه الوليد يبقى خالد بن الوليد.

الآن عندنا عُبادة الأصل، عُبادة بن الصامت أحد النُّقباء، شهد بيعة العقبة الأولى، والثانية، والثالثة، فيه ثالثة أم ما فيه ثالثة؟ في ترجمته في (الإصابة) وفي (سُبل السلام).

طالب:........

لماذا يُذكر في ترجمته؟ راجع النصوص، لازم تراجع.

طالب:........

لا لا، العقبة الأولى، والثانية، والثالثة.

"يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي»" يعني على غير الإيمان بالقدر.

"وفي روايةٍ لأحمد: «إن أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ تعالى القَلَمَ، ثم قَالَ لَهُ: اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ»".

طالب:........

كم؟

طالب:........

ستة وخمسين، أكيد.

طالب:........

بابٌ في القدر هذا (مختصر سُنن أبي داود المنذري) "عن عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: «الْقَدَرِية مَجُوس هذ الأمَّةِ، إنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهم، وإنْ مَاتوا فَلَا تَشْهدُوهُم»" والكلام في الحديث وتعليله كلامٌ طويل لابن القيم وغيره.

قال المنذري: "هذا منقطع: أبو حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، وقد رُوي هذا الحديث من طرقٍ عن ابن عمر ليس فيها شيءٌ يثبت".

وهنا حديث حذيفة قال: قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: «لكلِّ أمةٍ مجوسٌ، ومجوسُ هذه الأمةِ: الذين يقولون: لا قَدَرَ، مَنْ مَاتَ مِنْهُم فَلَا تَشْهدُوا جَنَازَتَهُ، ومن مَرِضَ منهم فلا تعودوهم، وهُم شِيْعةُ الدَّجَّال، وحَقٌّ على اللَّه أنْ يُلْحِقَهم بالدَّجال».

عن عمر مولى غُفرة، قال: "عمر مولى غُفْرة: لا يُحتج بحديثه، ورجلٌ من الأنصار مجهول" فعلى كل حال الحديث بجميع طُرقه ضعيف.

هنا حديث ابن عمر الذي في (صحيح مسلم) بطوله.

"وعن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعبٍ" هذا سيأتي.

إبراهيم، حديث عُبادة بن الصامت.

طالب:.........

ماذا؟

طالب:.........

لا خلنا على حديثنا الديلمي سيأتي الآن.

طالب:.........

الذي تمسك به قلم فعلي، هذا القلم الأصل الذي كُتِبت به المقادير كلها.

قال –رحمه الله-: "وفي روايةٍ لابن وهب" وهو الإمام الجليل عبد الله بن وهب المصري له كتاب فيه مروياته طُبٍعت قطعةٌ منه.

"وفي روايةٍ لابن وهب قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، أَحْرَقَهُ اللَّهُ بِالنَّارِ»" بل هذا الحديث رواه ابن وهب لا في موطئه إنما في (القدر) جزء في القدر، وهو من حديث عُبادة يعني من طريق من طُرق الحديث السابق.

«فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، أَحْرَقَهُ اللَّهُ بِالنَّارِ» لأن هذا مآل من حُكِم بكفره.

"وفي (المسند)" للإمام أحمد "و(السُّنن)" سُنن أبي داود وغيرها.

"عن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعبٍ، فقلت: في نفسي شيءٌ من القدر، فحدثني بشيءٍ لعل الله يذهبه من قلبي، فقال: لو أنفقت مثل أُحدٍ ذهبًا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر" يعني مثل ما قال ابن عمر.

"وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مُت على غير هذا لكنت من أهل النار، قال: فأتيت عبد الله بن مسعودٍ، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي- صلي الله عليه وسلم-" ابن عمر أجاب من سأله عن ذلك بالحديث المرفوع، وكل السلف جرت عادتهم إذا سئلوا أن يُفتوا بما سمعوه عن النبي –عليه الصلاة والسلام-، وفي ذلك كفاية ومقنع، والسائل عليه أن يمتثل، يقول: سمعنا وأطعنا.

كلهم حدَّثوه عن النبي –صلى الله عليه وسلم– بمثل ذلك؛ لأنه هو القدوة، هو الأسوة، بعض الناس لا يقتنع إلا بأن يُضاف إلى الدليل النقلي من الكتاب والسُّنَّة شيء من النظر والعقل، وبعض العلماء ومن يُسأل لا يكتفي بالدليل من الكتاب والسُّنَّة، وإنما يضم إليه أقوال العلماء، وبه قال فلان، وفلان، وفلان من الأئمة، ويُضيف إلى ذلك التعليل، فهل في هذا من بأس؟ وإذا تمت القناعة بقال الله وقال رسوله فالباقي زيادة.

"قال: فأتيت عبد الله بن مسعودٍ" الأول: أُبي بن كعب، الثاني: ابن مسعود، "وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت" كلهم من جِلة الصحابة.   

"فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي- صلي الله عليه وسلم-" وفي الحديث جُمل يشهد لها ما تقدم.

قال: "حديثٌ صحيح".

طالب:.........

يقول: ما الذي تُحسه به في نفسك، ثم يسعى لإزالتها لتقصر؟ فيه اجتثاث للشبهة من أصلها، وأن مثل هذا الكلام ينبغي ألا يتردد في خاطرك، ولا في قلبك.

طالب:.........

حسُن ذلك.

"حديثٌ صحيح رواه الحاكم في (صحيحه)" يعني المُستدرك، ويحكم عليه بأنه حديثٌ صحيح على شرط الشيخين أو على شرط البخاري أو على شرط مسلم أو صحيح فحسب ليس على شرط واحدٍ منهما، والحديث أيضًا صححه ابن حبان، لكن جُمله مشهودٌ لها فيما تقدم، الأحاديث صحيحة.

قال –رحمه الله-: "فيه مسائل".

طالب:........

على كل حال إذا ثبت الرفع من طريقٍ واحد؛ لأنه غير مطابق من هو في التخريج هنا.

طالب:........

ماذا؟

طالب:.........

في سُنن أبي داود –سلمك الله- "عن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعبٍ، فقلت له: وقع في نفسي شيءٌ من القدر، فحدثني بشيءٍ لعل الله يذهبه عني أو من قلبي، فقال له: لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، عذبهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحدٍ ذهبًا في سبيل الله ما قبله الله منك؛ حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مُت على غير هذا لدخلت النار، ثم قال: أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك" يعني التصريح بالرفع في رواية زيد بن ثابت، وفي الكتاب يقول: "فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي -صلي الله عليه وسلم-" فلعلها في غير رواية أبي داود.

طالب:........

لأنه لا يُقال بالرأي، لكن التصريح بالرفع غير أنه له حكم الرفع.

طالب:.......

يعني كيف وقع القدر عليك؟

طالب:........

نعم، لكن المسألة إذا وقع القدر عليك بغير فعلٍ منك، ومن غير تسببٍ منك لا بُد من الإيمان بأنه لم يكن ليُخطئك.

دعنا نكمل المسائل.

قال –رحمه الله-: "فيه مسائل: الأولى: بيان فرض الإيمان بالقدر" وأنه ركنٌ من أركان الإيمان، وبذلك جاء النص الصحيح الصريح.

"الثانية: بيان كيفية الإيمان به" أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك.

"الثالثة: إحباط عمل من لم يؤمن به" لو أنفقت مثل أُحدٍ ذهبًا ما قبله الله منك؛ حتى تؤمن بالقدر.

"الرابعة. الإخبار بأن أحدًا لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن به" الإيمان نعم وله طعمٌ يُدركه من يُدركه قد يصل إلى الحقيقة، كما كان النبي –عليه الصلاة والسلام- يبيت عند ربه يُطعمه ويُسقيه، النبي –عليه الصلاة والسلام- وهو يصوم ويواصل الصيام، فأرادوا أن يُقلدوه في ذلك، قال: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُني رَبِّي ويَسْقِيني».

والأمور المعنوية يجد الإنسان طعمها؛ لأن الإنسان إذا وقف على مسألة وانحل عنده إشكال كان يبحث عنه من أمد يجد لذلك طعمًا قد يُغنيه عن الأكل والشرب أحيانًا، فكيف بالإيمان الذي هو رأس المال، الإنسان أحيانًا يُصلي صلاة يجد لها طعمًا، ويجد لها لذة، ويجد فيها نشوة، ويجد في جسمه قوة بعدها، وأحيانًا يُصلي صلاة قد لا يستحضرها أو لا يستحضر شيئًا منها، ثم ينقص من ذلك بقدره. 

"الخامسة: ذكر أول ما خلق الله" هذا مصيرٌ من الشيخ أو يُفهم من كلامه أنه يرى أن القلم أول المخلوقات "ذكر أول ما خلق الله"؛ لأنه لو كان على القول الثاني، لقال: ذكر أول من خلق الله القلم قال له: اكتب، كما في الحديث.

"السادسة: أنه جرى بالمقادير" هذا القلم جرى بالمقادير "في تلك الساعة إلى قيام الساعة" «فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ فَقَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ ما هُوَ كَائِنٌ إلَى قيام السَّاعَةُ».

"السابعة: براءته ممن لم يؤمن به" فأنا برئٌ منه وهم بُراء مني، وهذا حال المسلم في مقام الولاء والبراء، يوالي من يوالي الله والرسول، ويُطيع الله ورسوله، ويُعادي من يُعادي الله ورسوله، براءته وإلا فالحديث الأصل لابن عمر.

طالب:........

كذلك.

"الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء" لما ظهرت بدعة القدر في البصرة من قِبل معبد الجهني جاء حُميد بن عبد الرحمن ومن معه إلى مكة حاجين أو مُعتمرين، فسألا عبد الله بن عمر، فأجابهم، فالسؤال لأهل العلم.

"التاسعة: أن العلماء أجابوه بما يزيل الشبهة، وذلك أنهم نسبوا الكلام إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقط"؛ لأن الحُجة في كلامه، في قوله وفعله، وما يُنسب إليه، في المرفوع إليه من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير.

والله أعلم.

اللهم صلي على نبينا محمد.