السؤال
ما رأيكم فيمن يقول: (إنه لا حاجة اليوم إلى حفظ الأسانيد خاصة للصحيحين، وإنما يكتفى بحفظ المتون)؟
الجواب
هذا الكلام ليس بصحيح، فإذا أنعم الله -جل وعلا- على طالب العلم بالحافظة فعليه أن يحفظ ما يستطيع من المتون والأسانيد، وإذا حفظ إسنادًا من (صحيح البخاري) استفاد منه في غيره من الكتب، فإذا قرأ في السنن أو في المسانيد أو في الجوامع أو في المعاجم ومرَّ به هذا الراوي يعرف أنه من رواة الصحيح وأنه جاز القنطرة، ويعرف السلسلة التي وردت بها عدة أحاديث في (صحيح البخاري) فيطبِّقها على غيرها، وأن هذه السلسلة بهؤلاء الرواة الذين خرج لهم الإمام البخاري بهذه الصورة المجتمعة إذا رُوي بها حديث في السنن أو المسانيد أو غيرها من المصنفات فإنه يُحكم عليها بالصحة إذا سلم الحديث من الشذوذ أو العلة في متنه، فحافظ الأسانيد يستفيد كثيرًا، ولا شك أن الأسانيد هي السلالم التي بواسطتها يصعد طالب العلم إلى معرفة الصحيح من الضعيف من السنة.