كتاب الصيام من تقريب الأسانيد (05)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
قال المؤلف - رحمه الله وإيه تعالى-: باب الاعتكاف والمجاورة.
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله تعالى" زاد الشيخان ثم اعتكف أزواجه من بعده.
وعنها - رضي الله عنها-: " أنها كانت ترجل رسول - الله صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف يناولها رأسه، وهي في حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد" وفي رواية لهما: " وهو مجاور".
كمل، كمل.
وعنها - رضي الله عنها- قالت: " أول ما بدء به رسول - الله صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حرا فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حرا، فجاء الملك فيه فقال: إقراء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فقلت: ((ما أني بقارئ قال: فأخذني فغطاني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ)) فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني)) فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [سورة العلق:1-2] حتى بلغ{ما لم يعلم} قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: ((زملوني زملوني))، فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: ((يا خديجة مالي فأخبرها الخبر، قال: وقد خشيت علي)) فقالت: "كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقر الضيف، وتعين على نوائب الحق"، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخ كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: "أي ابن عم اسمع من ابن أخيك"، فقال ورقة: " ابن أخي ما ترى"، فأخبره رسول - الله صلى الله عليه وسلم- ما رأى، فقال ورقة: "هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً فأكون حي حين يخرجك قومك"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((أو مخرجي هم)) فقال ورقة ابن نوفل : نعم لم يأتي رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا، ولهما: من حديث جابر - رضي الله عنه- ، حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: ((جاورت بحرا شهراً فلما قضيت جواري نزلت)) وذكر الحديث.
و لابن إسحاق من رواية عبيد بن عميرٍ مرسل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلوا في حرا من كل سنة شهر.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
فقول المؤلف - رحمه الله تعالى-: باب [ الاعتكاف والمجارة]، باب الاعتكاف والمجاورة، وعلاقة الاعتكاف بالصيام ظاهرة لأن الصيام وقته في شهر رمضان والاعتكاف الأفضل فيه أن يكون في العشر الأخيرة من رمضان، فهم يذكرون أحكام الاعتكاف لأنها تكون في الوقت الذي يكون فيه الصيام، على أن بعض أهل العلم اشترط للاعتكاف الصيام، فهناك مناسبة واتصل قوي ومتين بين الاعتكاف والصيام.
باب الاعتكاف: هو لزوم المسجد، الاعتكاف: لزوم المسجد لطاعة الله، ومنهم من يرى أنه لا حد لأقله، يعني: بمجرد ما تدخل المسجد تنوي الاعتكاف، تنوي الاعتكاف ولو مدة يسيرة، ولكن هذا القول ليس بصحيح، لأنه يناقض المعنى اللغوي للاعتكاف فضلاً عن الشرعي، فلا يطلق على المرور بالمسجد أو المكث فيه مدة يسيرة اعتكاف حتى يلزم المسجد، حتى يلزم المسجد أما على قول من يرى وجوب الصيام ولزوم الصيام للاعتكاف فهذا ظاهر، وعلى قول من لا يرى لزم الصيام للاعتكاف فلا بد من تحقق المعنى الغوي على أقل الأحوال، أن يكون يمكث مدة يطلق عليه لغةً أنه لزم المكان واستقر به، حتى يقال انه اعتكف والاعتكاف: هو العكوف ملازمة الشيء، والمجاورة، المجاورة تطلق ويراد بها الاعتكاف، سيأتي في رواية في الصحيحين بدلاً من قول عائشة: "وهو معتكف" "وهو مجاور"، على هذا المجاورة تطلق ويراد بها الاعتكاف وهو لزوم المسجد، يعني: مجاور لله في بيته في مسجده وقد يطلق على من سكن مكة أو المدينة مجاور، وسيأتي أن النبي - عليه الصلاة و السلام - جاور في حرا وليس بمسجد، فتطلق المجاورة ويراد بها الاعتكاف، وتطلق المجاورة ويراد بها ملازمة المكان الذي يتقرب فيه إلى الله ولو لم يكن مسجدا.
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله تعالى" اعتكف النبي- عليه الصلاة و السلام - في العشر الأول ثم اعتكف العشر الأواسط ثم قيل له: إن الذي تطلبه وهو ليلة القدر في العشر الأواخر، فما زال يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله -جل وعلا-، ثم اعتكف أزواجه من بعده، دلالة على أن الحكم مستمر ولم ينسخ بعد عليه الصلاة و السلام-، والمرأة في ذلك كالرجل تعتكف يسن في حقها الاعتكاف ولا يقال: إن بيتها خير لها في هذا، ولا مسجد بيتها يكفي ويغني عن المسجد الذي تقام فيه الجماعة مسجد الشرعي، فقد اعتكف النبي - عليه الصلاة والسلام- واعتكف معه بعض أزواجه في المسجد ثم لما كثرة الأخبية وخشي من التضييق على الناس أمر بنقضها، أمر بنقضها، المقصود: أن المرأة إذا اعتكفت فإنها لا تعتكف إلا في مسجد، وهذا حكم عام لجميع الناس، لجميع الناس، لكبير الناس ولصغيرهم، ولشريفهم ولوضيعهم، ما يقال: هذا الشريف يراعي ويلاحظ فيعتكف في بيته أبداً الحكم واحد، والناس أمام الشرع واحد، لا فرق لبعضهم على بعض، الناس كأسنان المشط أمام التشريع، ثم اعتكف أزواجه من بعده -عليه الصلاة و السلام- فدل على أن الاعتكاف مشروع في حق النساء مثل الرجال، لكن على النساء أن يحتطن لأنفسهن لأنهن يغشين مكاناً يكثر فيه دخول الرجال فيتحفظن ويتخذن أماكن لا يطلع عليهن فيه الرجال.
وعنها - رضي الله عنها – أنها: "كانت ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف، وهو معتكف يناولها رأسه، وهي في حجرتها والنبي - صلى الله عليه وسلم- في المسجد"، وفي رواية لهما: " وهو مجاور".
بعض الروايات: " أنها وكانت حائض"، يخرج الرسول - عليه الصلاة و السلام - من المسجد إلى بيت عائشة وهو مجاور للمسجد فترجله وتسرحه" تسرح رأسه شعر رأسه كانت ترجل - رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني: تسرح شعره، والغالب شعر الرأس وإن كان يشمل شعر اللحية لكن الغالب أن الترجيل لشعر الرأس وهو معتكف، والحال أنه معتكف في المسجد، لا يخرج منه، لأن الخروج ينافي مقتضى الاعتكاف، إلا لما لا بد منه كحاجة الإنسان، والأكل والشرب، الذي لا يقوم إلا به وإيصال من احتاج إلى من يوصله من زوجة ونحوها، كما فعل النبي - عليه الصلاة و السلام - حينما قلب صفية إلى بيتها، المقصود: أن هذا مرتبط بالحاجة، وأما كثرة الحاجات، والارتباطات، والاشتراط في الاعتكاف هذا يناف مقتضى الاعتكاف، لأن بعض الناس يقول: اعتكف واستثنى الدوام، أخرج إلى الدوام وأرجع أقول: هذا ليس باعتكاف متى ما فرغت من الدوام اعتكف أما هذا ليس باعتكاف، اخرج بعض البدن كاليد ليأخذ شيء من خارج المسجد، أو الرِجل ما لم يكن معتمد عليها، يعني: معتمد على غيرها، أو أخراج الرأس كما هنا، هذا لا يخرج المعتكف عن كونه في حيز المسجد، في حيز المسجد، لأن النبي - عليه الصلاة و السلام - يخرج رأسه من المسجد في حجرته ترجله، ولا يعني: أن المعتكف يفرش عند باب المسجد، وإن كان داخل المسجد وينظر إلى الغادي والرائح ويقول: أنا في المسجد والرسول كان يخرج رأسه، هذا كله ليس بمبرر لأن يتلاعب بالاعتكاف، لأن بعض الناس يفعل هذا، يفرش عند باب المسجد هناك، ويقول: أنا داخل المسجد، أنا ما زلت معتكف، ويتحدث مع الغادي والرائح، ويأخذ، ويعطي، ويقول: أنا ما خرجت من المسجد، النبي - عليه الصلاة و السلام - فعل لذلك لبيان الجواز، لكن ما فعل ما يخل بالاعتكاف، يعني: هؤلاء يتحايلون على إبطال الاعتكاف وتمريره بصورة شرعية، هذا الكلام ليس بصحيح، وهي في حجرتها والنبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، يعني: داخل المسجد، وإن كان رأسه خارج المسجد، وهي حائض- رضي الله عنها- مما يدل على أن بدن الحائض طاهر، ولا يؤثر فيما تمسه ولو كانت أو كان الممسوس رطباً.
وفي رواية لهما: "وهو مجاور"، وهذا دليل أن المجاورة تطلق ويراد بها الاعتكاف.
وعنها - رضي الله عنها - قالت: "أول ما بدء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم" الحديث بطوله الشاهد منه: أنه كان يجاور في غار حرا، وفيه: ((فلما قضيت جواري نزلت))، فدل على أن المجاورة تطلق على الاعتكاف كما تطلق على نزول مكان للعبادة’ ولو لم يكون مسجداً تسمى مجاورة. لكن مجاورة للعبادة على ما يقتضيه الشرع، على ما يقتضيه الشرع، الزمخشري المعتزلي صاحب الكشاف جاور في أخر عمره بمكة وصار يقال له: جار الله، أبو نصر الفرابي جاور في بيت الله وكان لا يخرج من المسجد إلا قليلاً، ولزم الصيام والقيام، لكن هل هو على الطريقة الشرعية؟ كلا، لماذا؟ كان يفطر على ما قيل على الخمر المعتق، وأفئدة الحملان، ويسمى نفسه مجاور، يسمي نفسه مجاوراً، وأحمد أمين الكاتب المعروف ذكر في كتاب سماه: حياتي ترجم فيه لنفسه وذكر فيه بعض الأمور، لكن لما ذكر أن مدرساً درسه في مدرسة القضاء الشرعي يقول: فقدته عشر سنوات ما أدري أين ذهب، وبحثت عنه فلم استطع الوصول إليه، ثم قدر لي أن أسافر إلى تركيا فرأيته، فتتبعت حاله فإذا به قد انقطع للعبادة صيام وقيام، صيام وقيام، هذا الأخبار تساق لا على أنها تسلية إنما من أجل أن يحمد الإنسان ربه - جل وعلا- على أن وفقه وهده إلى الصراط المستقيم، هذا الشيخ الذي كان يدرسه في مدرسة القضاء الشرعي لما وجده في تركيا يقول: إنه انقطع، انقطع للصيام والقيام، لكن ماذا عن الصيام؟ وماذا عن القيام؟ يقول: كان يصوم من الساعة التاسعة صباحاً إلى الغروب، ويتعذر بأنه لا يستطيع أن يقوم وقت السحور، لأن بجواره عائلة مدري أيش سماها يهودية، أو نصرانية، ولا يستطيع أن يزعجهم ذا كلام ذا، هذا ظلال - نسأل الله العافية- يسمي نفسه مجاور، ويعترف له بالفضل بسبب هذا، لكن هذا بدع وطوام، يجاور في بيت الله، ويفطر على الخمر المعتق، ولذا على الإنسان أن يسأل الله - جل وعلا - الثبات إلى الممات لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، والعبادة إذا لم يتحقق فيها الشرطان لا قيمة لها، بل هي وبالٌ على صاحبها ما لم يتوافر فيها الإخلاص، والمتابعة، الإخلاص لله - جل وعلا - والمتابعة لنبيه - عليه الصلاة و السلام-، يسمى مجاور ثم ماذا، ثم ماذا هذه المجاورة، هل تنفعه في يوم المعاد؟ لا والله هي وبال عليه، لماذا؟ لأنها لم يتبع ويقتفى فيها أثر البني - عليه الصلاة و السلام-، فليست مطابقة عما جاء عنه - عليه الصلاة و السلام- ((وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار))، - نسأل الله السلامة والعافية-.
قالت: "أول ما بدء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم"، وفي روية في الصحيح وغيره: " الصالحة" بدل الصادقة، وهي التي لا تخطي، وجاء فيها أنها جزء من ستة وأربعين من النبوة، النبي - عليه الصلاة و السلام- بدئ به بالرؤيا الصادقة في النوم لمدة ستة أشهر، ومدة الرسالة ثلاثة وعشرون سنة، ونسبة الستة الأشهر، التي هي نصف السنة إلى ثلاثة وعشرين ستة وأربعين، فالرؤيا الصالحة يرها العبد الصالح، أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، لكن مهما بلغت من أجزاء النبوة فالنبوة لا تدرك بالاكتساب، والنبي - عليه الصلاة و السلام-، خاتم الأنبياء ولا نبي بعده، لأنه قد يقول قائل: إن فلان من الناس رأى ستة وأربعين رؤيا صادقة، يعني: يصير نبي لا لا يصير إنما هي كالجزء من النبوة والتشبيه لا يقتضي مطابقة للمشبه به من كل وجه، لو أن شخص حلف أن يقرأ القرآن، فقيل له: اقرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات يكفي؟ أو قال: أعتمر في رمضان وتكفيني هذه عن حجة الإسلام كما جاء في الحديث الصحيح، لا يكفي ونظائر ذلك كثيرة جداً، فلو رأى الرؤيا الصادقة ست وأربعين، أو أكثر من ستة وأربعين لن يحصل على مرتبة النبوة مهما كان، لأنه لا نبي بعده عليه الصلاة و السلام، "فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح" في الوضوح، والظهور ثم حبب إليه الخلاء، ثم حبب إليه الخلاء، ولا شك أن الخلوة والخلاء والعزلة لها أثر كبير في صلاح القلب لاسيما إذا كان هذا المعتزل على الجادة،إذا كان على الجادة،مقتفياً أثر النبي - عليه الصلاة و السلام - فإنها مؤثرة لا محالة، إلا إذا عورضت بمانع توجد الموانع من الناس من يعتكف لكنه يخرج أسوء مما دخل، والإنسان إذا لم يكن له رصيد سابق من طيب المعاملة وصدق المعاملة مع الله - جل وعلا- فإنه، فإن فائدته من هذه العبادات قليلة، وإذا كانت تفوته صلاة العشاء قبل رمضان فإنها تفوته لا محالة ليلة العيد التي خرج بها من المعتكف هذا أمر واضح ومجرب، إذا كان من المتساهلين لا يحضر إلى المسجد قبل إقامة الصلاة فإنه لن يحضر في هذه الليلة إلا ما شاء الله، قبل إقامة الصلاة، إلا إذا كان في معتكفه قد تغيرت حاله، - والله المستعان- ثم حبب إليه الخلال، خلاء المكان الخالي أو البعيد بحيث لا يحصل إليه أحد يتمكن فيه من العزلة،والعزلة جاءت بها النصوص: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال يفر بدينه من الفتن))، جاء في العزلة نصوص كثيرة، وجاء في الخلطة مع الناس ونفع الناس والصبر على آذاهم أحاديث كثيرة، ولا شك أن هذه يختلف باختلاف الأشخاص، وباختلاف الأحوال والظروف، فالذي يستطيع أن يؤثر في الناس ولا يتأثر بما عندهم من المنكرات مثل هذا تتعين في حقه الخلطة، وإذا كان بالعكس يتأثر ولا يؤثر هذا يتعين في حقه العزلة، مع أنه مع أمره بالخلطة إذا كان لا يتأثر عليه أن يتخذ لنفسه وقت يخلوا فيه بها بربه - جل وعلا- ويصدق اللجاء إليه وينكسر بين يديه ويخفي ما يقدمه لله - جل وعلا- عن أعين الناس، ومع ذلك يخالط الناس وينفع الناس ويعلم الناس، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويرشد الناس، ويوجههم، هذا لا شك أنه أفضل إلا إذا خشي على نفسه فيوشك أن يكون: ((خير مال المسلم غنم يجمع بها شعف الجبال يتتبع القطر ويفر بدينه من الفتن))، حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حران حرا جبل معروف وفيه غار على يمين الذاهب إلى منى فيتحنث فيه، فيتحنث فيه، وهو التعبد تخصيص هذا المكان لأن فيه هذا المكان المناسب الذي هو الغار، وهو النقب في الجبل، ولا يدل هذا على مزية وفضل لهذا الجبل بحيث يتتبع هذا الجبل، ويصعد ويتكلف الصعود إليه ويصلا فيه كما هو حاصل الآن من بعض الناس وجميع أو أكثر الرحالين الذين كتبوا في رحلات الحج يقصدون هذا الجبل ويصعدونه ويتعبون في الوصول إليه ويجدون الناس زرافات، ووحدان كلهم يصلي في هذا المكان طمعاً في فضله؛ لكنه جبل من الجبال لا ينفع ولا يضر، لا ينفع ولا يضر، فكان يأتي حرا فيتحنث فيه، يتحنث يعني: يسعى في طرح الحنث وهو الاثم، يتخلص من الحنث بالتعبد، قال: "التحنث هو التعبد"، والتفسير هذا مدرج من كلام الزهري، التفسير مدرج من كلام الزهري، وهو تعبد الليالي ذوات العدد، يعني: معدودة وجاء في بعض الروايات بأنها من كل سنة شهراً، من كل سنة شهراً، ويتزود لذلك، يأخذ الزاد معه، يأخذ ما يحتاجه من أكل وشرب، وهذا خلافاً لما تزعمه الصوفية بأنه إذا خلا بربه وتزود و لم يتزود خلا بربه ففرغ نفسه للخلوة بربه يكفيه هذا عن الزاد، ولو كان هذا هو الأفضل لفعله النبي - عليه الصلاة و السلام - بل كان يتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده بمثلها، هذا يدل على أنه لا يتقيد بشهر واحد، بل يرجع إلى الغار مرة ثانية بعد أن يتزود ولا شك أن هذا في الصحيحين وجاء ما يدل على أنه يوجاور شهراً، وأحياناً يكون من كل سنة شهراً، فأعماله متفاواته، أحياناً يقتصر على الشهر، وأحياناً يتزود ثم يرجع ثانية، وهكذا حتى جاءه الحق وهو في غار حرا، الحق الذي نزل به جبريل - عليه السلام - من عند الله - جل وعلا- وهو الوحي في غار حرا فجاءه الملك وهو جبريل بالاتفاق، ملك فيه فقال: "اقرأ"، اقرأ الرسول - عليه الصلاة و السلام - لا يقرأ ولا يكتب أمي، فقال: "اقرأ" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((فقلت: ما أنا بقارئ))، أولاً: قول عائشة: "أول ما بدء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، معروف أن عائشة لم تكن ولدة، لم تكن ولدة في وقت البعثة فهذا معدود من مراسيل الصحابة، وهي مقبولة بالاتفاق إلا ما يحكى عن أبي إسحاق الاسفراييني أنه نازع في قبول خبر الخبر المرسل من الصحابي.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((فقلت: ما أني بقارئ)) يقول بعضهم: إن من قول فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن هذا من قوله لها فيكون موصلاً كأنه - عليه الصلاة والسلام- حدثها به، ولذا قال: ((فقلت: ما أنا بقارئ))، ولو كان محدث غيره لقال: فقال: ما أنا بقارئ لكن صرح بقوله: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدل على أنه ذكر ذلك لها فقلت: ما أنا بقارئ، فهو من هنا موصول وليس بمرسل، ما أنا بقارئ، يعني: لا أقرأ ولا أكتب يعني نفي للقراءة، وبعضهم يقول: إنه امتناع عن القراءة، بعضهم يقول: امتناع مثل تقول لواحد أفعل كذا يقول: ما أنا بفاعل، كأنه قال: لا، ما أنا بقارئ، ولكن الأكثر على أنه نفي للقراءة وهو الواقع، قال: ((فغطني حتى بلغ مني الجهد))، في نسخ ثانية يمكن نشوف، لأنه عندنا قال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ قال فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد في سقط هنا،
طالب:..........
لأنه غطاه ثلاث مرات فالأولى ليست مذكورة هنا عندنا.
عندنا مذكورة يا شيخ.
أشوفها.
وفي نسخة الإخوان مذكورة. أقول مذكورة يا شيخ.
ها.
قال: فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد.
هذه الأولى.
الأولى.
هذا لا توجد عندنا. ((فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فغطني حتى بلغ مني الجهد)) غطني، وغمني، وغتني، وعصرني، كلها بمعنى واحد، ضمه ضمة شديدة، حتى بلغ منه الجهد، يعني: بلغ منه الجهد والمشقة مبلغه فعلى ذلك ثلاثاً استنبط منه بعض أهل العلم أن المعلم، معلم القرآن لا يزيد في أدب المتعلم على ثلاث، في تأديب المتعلم على ثلاث مرات، لأنه غطاه ثلاث مرات، غطاه الأولى، قال: ((فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني)) يعني: أطلقني، ثم قال: ((اقرأ قلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني)) يعني: أطلقني، بلغ مني الجهدَ، ومبلغ مني الجهدُ، وبلغ مني الجُهد، بلغ مني الجُهدُ، بلغ مني الملك الجهدَ، وبلغ مني الجهدُ مبلغه يعني: غايته، وكذلك في الجيم تقرأ تضبط بالفتح كما أنها تضبط بالضم ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني أطلقني وفي رواية: ((ماذا اقرأ، ماذا اقرأ))، كما حصل من هذا الغط والضبط كله من أجل التهيئة، لما سيلقى عليه من قول ثقيل، لينظر مدى تحمله للقول الثقيل، وليتهيأ نفسياً لما سيلقى عليه، فقال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[سورة العلق:1] حتى بلغ:{ما لم يعلم} يعني: من سورة العلق، وجمهور أهل العلم على أن أو ما نزل سورة العلق، وجاء عن جابر بن عبد الله في الصحيح: "أن أول ما نزل المدثر"، أو ما نزل من القرآن المدثر، والجمهور على أن أول ما نزل هو قصة بدأ الوحي تدل دلالة واضحة صريحة على أن أول ما نزل سورة اقرأ بسم ربك، في هذا الحديث وغيره، وتكون أولية سورة المدثر أولية نسبية وليست أولية مطلقة، يعني: أول ما نزل عليه من القرآن بعد فتور الوحي لأنه فتر الوحي بعد ذلك كما جاء الصحيح في هذا الحديث أنه فتر الوحي ثم أنزلت عليه سورة المدثر، قال: فرجع بها فرجع بها، بالقصة المتكاملة من نزول الملك والغط والقراءة، ترجف بوادره، اللحم التي بين المنكب والعنق من الفزع، وفي رواية: "يرجف بها فؤاده" وهي في الصحيحين أيضاً حتى دخل على خديجة زوجته وكان قد تزوجها قبل ذلك بخمسة عشر عام، وهي أول زوجاته وأفضل زوجاته على قول كثير من أهل العلم وأولاده - عليه الصلاة و السلام - كلهم منها إلا إبراهيم فإنه من مارية ولم يتزوج عليها في حياتها، حتى ماتت لم يتزوج عليها، وسمعنا عن كتابٍ ألفته امرأة مصرية في هذه الأيام القريبة وفيها كلام كثير وإساءة أدب مع النبي - عليه الصلاة و السلام - حتى أن من أهل العلم في الأزهر وغيره كفروها بسبب هذا الكتاب، تقول النبي - عليه الصلاة و السلام - لم تزوج على خديجة في حياتها، خشية أن تسحب أموالها منه لأنه يتاجر بأموالها، خشية أن تسحب هذه الأموال فتسقط تجارته، يعني: من نظير ما يفعله الناس من الحيل والإشاعات يقول لك أكثر هذه التجارات لاسيما تجارة الأسهم كلها مبنية على هذا، يدعم السوق ليترفع الأسهم ثم يبيع أسهمه ثم يسحب فيسقط السوق، تقول: هذا مثله تسحب أموالها تسقط تجارته، يعني: ما صنعته في هذا الموقف ودعهما للنبي - عليه الصلاة و السلام - في مثل هذه الأيام ألا تستحق أن تكافئ عليها بعدم الزواج عليها مدة حياتها، حينما ثبتته في هذا الظرف الذي هو بأشد الحاجة إلى مثل هذا التثبيت، حتى قال جمهور أهل العلم: أنها أول من أمن بالنبي- عليه الصلاة و السلام - ودعمته برأيها بمالها، لكن مثل إساءة الأدب الذي يقوله مثل هؤلاء السفلة، السقطة، يسيئون إلى النبي - عليه الصلاة و السلام - وهم يزعمون حبه وأتباعه، وهي تقول أنها تدافع عن النبي - عليه الصلاة و السلام - في هذا الكتاب، - والله المستعان-.
حتى دخل على خديجة فقال: ((زملوني زملوني))، يعني غطوني غطوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع يعني هدأ من الفزع الذي أصابه فقال: ((يا خديجة مالي)) ما الذي حصل امرأة عاقلة رزينة من كملة ا لنساء عمرها يفوقه بخمسة عشر عاماً مالي فأخبرها الخبر، وقال: وقد خشيت علي يعني إما من الجنون كما قال بعض الشراح، أو من الموت والقتل، إما من هول الموقف، أو مما يحصل له من قومه المخالفين له، وقد خشيت علي، فقالت:" كلا " نفي بقوة كلا أو زجره له أن يعتقد هذا الاعتقاد، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً،أقسمت وهي على دين قومها، لكنها نظرت إلى قرائن الأحوال ونظرت إلى سيرته - عليه الصلاة و السلام - التي فواتحها عنوان للخواتيم، الفواتح خير فالخواتم خير، " كلا فوالله لا يخزيك الله أبداً"، ثم استدلت على ما جزمت به بقولها:" إنك لتصل الرحم"، فالذي يصل الحرم يصان ويحفظ من الخزي، والعار في الدنيا قبل الآخرة، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، تحمل الضعيف الذي ليس عنده ما يحمله، وتقر الضيف، وتعين على نوائب الحق، كل هذه مما يحول دون ما جزمت به من نفي الخزي وبين وقوعه وبهذا استدل ابن الدغنة على أن أبا بكر لا يحصل له شيء من ذلك لأنه قد اتصف بشيء من هذه الصفات التي اتصف بها النبي عليه الصلاة و السلام وخبره في البخاري، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدا لعزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة لأن خديجة بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عمها بالنفس، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وهي مرة قالت: أي ابن عمي ومرة قالت يا عم، أما وقله يا ابن عم هذا على الحقيقة لأنه ابن عمها، وكونه تقول له يا عم لأنه أكبر منها سناً وهذا من الأدب في الخطاب وما زال هذا موجوداً يقال للكبير يا عم، وهو ابن خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية، يعني اعتنق دين المسيح بن مريم النصرانية، وكان يكتب الكتاب العربي وبعض الروايات العبراني، وكل هذا صحيح فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، كان يترجم الإنجيل إلى العربية، وإلى العبرية ويبقى إنجيل، ويبقى إنجيل وإن كتب بالعربية، أو كتب العبرانية ولا ينتقل الإنجيل إذا كتب بالعربية إلى أن يكون قراناً، والقصة من ألأدلة الدامغة الاشاعرة، ومن يقول قولهم: أن كلام الله واحد، لا يتغير قديم أزلي ليس بمتجدد، ولا حادث، تكلم به مرة واحدة، فإن تكلم فيه أو عبر عنه بالعربية كان قرآناً، والعبرانية كان إنجيلاً، وبالسريانية يكون توراة، وهو واحد ما يتغير لكنه يتغير تبعاً للغته، وعلى هذا يكون المنزل من عند الله واحد، فأنزلت الفاتحة على موسى، وعلى عيسى، وعلى محمد، لكن اللغات مختلفة، وهل هذا الكلام صحيح؟ هذا باطل، هذا باطل ولو كان صحيحاً لقالت: ما جاءك جديد، اقرأ نزلت على موسى، وعلى عيسى، وهاهي موجودة مترجمة ترجمة ورقة من الإنجيل، :{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[سورة العلق:1] ترجمها بالعربية، لو كان الأمر ذلك ما جديد، لكن هذا الكلام ليس بصحيح، كلام الله - جل وعلا- وإن كان قديم النوع، قد تكلم في القدم والأزل إلا أنه متجدد الآحاد، فهو- جل وعلا- يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء، وكان يكتب الكتاب العربية فكتب من العربية ما شاء الله أن يكتب، لكن ما يلزم أن ينتقل ورقة من النصرانية إلى الإسلام عنده ما سينزل على النبي - عليه الصلاة و السلام - من أول البعثة إلى وفاته، يكون عند ورقة ابن نوفل إلا أنه بدلاً من أن يقرأه بالعبرانية يترجمه كامل بالعربية ويقول: هذا المصحف، وكل ما أنزل على الرسول - عليه الصلاة و السلام - شيء فتح المصحف وطلعه وقال: هذا موجود عندي، وحينئذ لا داعي لإرسال محمد، والقرآن موجود وورقة يقرأه على الناس، هذا ما جاء بجديد الرسول - عليه الصلاة و السلام - على حد زعمهم وقولهم، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخ كبيراً قد عمي فقالت خديجة: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك، نادته بأي التي هي الأصل لندى البعيد لأنه عمي وثقل سمعه فصارت ترفع صوتها، أي أبن عمي كأنه بعيد اسمع من ابني أخيك، اسمع من ابن أخيك، وهو كبير بالنسبة له - عليه الصلاة و السلام-، فيكون بمثابة العم له ولها، فقال: ورقة ابن أخي يعني: يا ابن أخي ما ترى فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس، الذي أنزل على موسى - عليه السلام-، الناموس: هو صاحب سر الخير، بخلاف الجاسوس فهو: صاحب سر الشر الذي ينقل الأخبار للإفساد، والناموس الذي ينقل الإخبار الإصلاح، هذا الناموس الذي أنزل على موسى - عليه السلام-، ما قال: على عيسى وهو أقرب من موسى؛ لأن عيسى ما أنزل إليه كالتكملة لما أنزل على موسى، الأحكام والشرائع أنزلت على موسى أنزل كالتكملة كالمواعظ ونحوها، يا ليتني، يقول ورقة: يا ليتني فيها جذعاً، يا ليتني فيها جذعاً، ولذا قالوا أنه الخبر لكان المحذوفة مع اسمها، يا ليتني أكون جذعاً يعني: شاباً نشيطاً، أستطيع أن أدافع عنك وأنصرك، أكون حي حين يخرجك قومك، حين يخرجك قومك، وأصافه - عليه الصلاة و السلام - وما يحصل له مذكور في الكتب السابقة، أكون حياً حين يخرجك قومك، يعني: من بلدك من مكة التي ولدت فيها وبعثت فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أو مخرجي هم؟)) استفهم أو مخرجي هم؟ أهم مخرجين لي من بلدي؟ فقال ورقة ابن نوفل : نعم لم يأتي رجل قط بما جئت به إلا عودي، استدل ورقة بما في الكتب السابقة، وبالقاعدة المضطردة فيما يحصل بين الأنبياء وأقوامهم، لم يأتي رجل قط بما جئت به إلا عودي لأن الناس أعداء فيما يجهلون وكثير من الناس مرتزقة إذا دعوا إلى الحق خشوا على مناصبهم التي يرتزقون ويعيشون من ورائها فيكابرون، ويعاندون، ويتبعهم الرعاع من الناس، يقول: لم يأتي رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا، يدركني الأصل يدركني وإلا أدرك يومك؟ المتقدم هو الذي يدرك وإلا المتأخر؟ ورقة متقدم واليوم متأخر، فالذي يدرك المتأخر وإلا المتقدم؟
طالب:............
يعني الأولى أن يقال وإن أدرك يومك أو يدركني يومك، ولا شك أن الإدراك فيه طرفان مدرٍك ومدرَك والمدرك ومدرك والعكس، يعني: نظير ما قيل {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [سورة النجم:8]، بعضهم يقول:هذا مقلوب تدلى ثم دنى لأن الدنو فرعٌ عن التدلي، والإدراك يكون المتأخر يدرك المتقدم أو المتقدم يدرك المتأخر؟ وعلى كل حال بالنسبة للآية ما فيها قلب ولا شيء، فالتدلي من الدنو، والدنو من التدلي، وهما متقاربان في المعنى سواء قيل هذا أو قيل هذا يعني مثلما قلنا مراراً أنه نظير ما يكتبون، اربط حزام الآمان، يعني: لو قيل ازحم رباط الآمان اختلف المعنى ما يختلف، يعني في التدلي قرب والقرب تدلي ما فيها إشكال يعني قدم هذا أو أخر كل هذا رد على من يقول: أن هذا مقلوب لكن عندنا بالنسبة للإدراك، الآن إذا دخل شخص ليدرك الصلاة، يدرك قوم تقدموا عليه، يدرك قوم تقدموا عليه، فعلى هذا قوله: وإن يدركني يومك هذا المتأخر وأنا متقدم عليه.
طالب:............
ما في شيء ما في قلب، لكن إذا نظرنا أن اليوم ثابت لا يتغير عن مكانه، ثابت لا يتغير عن مكانه، فالذي يدرك الثابت وإلا المتحرك؟ المتحرك الذي يدرك الثابت، ولذا قالوا: الأصل أن يقال: وإن أدرك يومك أنصرك نصراً مؤزرا، الآن لو افترضنا شخص في الخمسين من عمره، في الخمسين من عمره، قبل أو في الستين يقال له هل أدركت فلان الذي توفي قبل خمسين سنة وإلا ما أدركته؟ أو يقال: هل أدركك فلان؟ هل أدركت فلان لماذا؟ لأن المتأخر هو الذي ينظر إلى المتقدم فيدركه أو يفوته، كما قلنا: في إدراك من تقدم عليه في الصلاة، لكن فرق بين متحرك يدرِك ويدرَك وبين ثابت لا يتقدم ولا يتأخر فهو مدَرك على كل حال.
وإن يدركني يومك أنصرك، يدركني أنصرك، إن شرطية، يدرك فعل الشرط مجزوم، وأنصرك جوابه وجزاءه نصراً مؤزرا، يعني: نصراً قوياً، ورقة ابن نوفل توفي في فترة الوحي وقبل الدعوة إلى الدين، يعني: أدرك البعثة وصدق النبي عليه الصلاة و السلام وكان مؤمن بعيسى - عليه السلام - وعلى التوحيد على الدين الصحيح فلا إشكال في عاقبته، وقد رآه النبي - عليه الصلاة و السلام - في الجنة، لكن هل يعتبر من هذه الأمة ويثبت له شرف الصحبة، أو أنه من الأمم السابقة التي على الحق، وهو من أهل الجنة هذا يذكر في الصحابة أولا يذكر؟ اختلف العلماء في ذلك منهم من أثبته في الصحابة كابن مندة وغيره، ومنهم من قال: إنه من أهل الفترة لكنه على التوحيد ؛ لأنه مات قبل الدعوة.
يقول: ولهما من حديث جابر رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((جاورت بحرا شهراً فلما قضيت جواري نزلت)) وذكر الحديث. وهذا داخل في الترجمة وإلم يكن من الاعتكاف الشرعي، وإلم يكن من الاعتكاف الشعري، لكنه داخل في الترجمة لأن الترجمة باب الاعتكاف والمجاورة فما جاء في حديث عائشة أنه كانت ترجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف في بيت مجاور هذا اعتكاف ما في إشكال، لكن ما جاء في قصة حرا وأنه يجاور شهراً وينزل بعد ذلك هذا من لزوم المكان والمكث فيه من أجل التعبد وليس باعتكاف شرعي.
ولابن إسحاق من رواية عبيد بن عمير مرسلاً: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلوا في حرا من كل سنة شهرا، وعرفنا أنه يقضي في حرا الليالي ذوات العدد ثم ينزل فيتزود لمثلها من خديجة ثم يعود إلى هذا الجبل ليخلوا فيه ليتعبد، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
مر بنا مراراً في جامع الترمذي وأن الحافظ الذهبي -رحمه الله- في آخر الجزء السابع من السير أعلام النبلاء ذكر قاعدة يميز فيها بين السفيانين والحمادين، فيرجع إليها وعلى كل حال كل ما يتعلق بالسفيانين إذا كان بين سفيان وصاحب الكتاب من الكتب الستة راوٍ واحد فالذي يغلب على الظن أنه سفيان ابن عيينة،لأنه المتأخروإذا كان بين الإمام المؤلف وبين سفيان أكثر من راوي فالذي يغلب على الظن أنه الثوري لأنه هو متقدم.
لا أرسلي إلى وكيل يشتري بها طعام فيوزعها على الفقراء.
الأولى ألا يزاول المعتكف هذه الأعمال، لأنه مثلما ذكر أهل العلم يقبل على نفسه في إصلاحها بكثرة الصلاة، وصدق اللجوء والانكسار بين يدي الله -جل وعلا-، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، ويترك هذا والناس فيهم خير يعني لن يتعطل مثل هذا الأمر.
لماذا لا تقدر أن تعتكف في المسجد الذي تصلي فيه، هذا يحتاج إلى مزيد إيضاح، ولا أظن أن هناك عذر مبرر إلا أن مسجده الذي يصلي فيه يقل فيه المعتكفون و يريد أن يذهب إلى مسجد يكثر فيه المعتكفون ليأنس بهم، هذا هو الذي يغلب على ا لظن، أنه كلما قل العدد كان أجمع وأحفظ.
طالب: لو كان السبب بعد البيت ويصعب إحضار الطعام........
ها نعم إذا كان السبب بعد المسجد الذي يصلي فيه عن بيته ويصعب على أهله إحضار الطعام له هذا سبب ومبرر، لا مانع منه لكن كثرة الخروج مخلة بالاعتكاف، لأن الخروج ي نافي الاعتكاف ولم يستثنى من ذلك إلا ما لا بد منه.
أما في البداية فضمان حفظ القرآن لطلب العلم أمر في غاية الأهمية فإذا تقدمت به السن وخشي أن يفوته العلم وحفظ من القرآن ما يحفظ ويتابع الحفظ مع تحصيل الحفظ يعني يتدبر في حفظ للقرآن مع غيره من العلوم هذا مناسب لمن تقدمت به السن؛ أما من كان صغيراً فعليه ألا يقدم على القرآن شيئاً فإذا ضمنه بدأ بالعلوم الأخرى، وذكر ابن خلدون أن طريقة المشارقة في هذا تختلف عن طريقة المغاربة، فالمغاربة لا يقدمون على حفظ القرآن شيئاً مهما طال بهم الزمن يبدؤون بحفظ القرآن فإذا ضمنوه أدخلوا عليه العلوم الأخرى، والمشارقة لا يحفظون قدر من القرآن مع ما يناسب المبتدئين من كتب العلم وفنون العلم، ثم ينتقلون إلى حفظ نصيب آخر من القرآن مع ما يناسب طبقة المتوسطين وهكذا، فيتعلم القرآن وغيره في آن واحد.
لكن الذي يخشى من هذا أن يصل إلى حد يصعب معه يحفظ القرآن لأنه إذا تعلم وحصل شيء من العلم انشغل وشغل فيحاول أن يجد وقت لحفظ القرآن، والحفظ يحتاج إلى إفراغ بال ثم بعد ذلك لا يستطيع.
يعني إذا زاره أحد يبعث معه ثيابه لغسلها، أحد من أقاربه يبعث معه ثيابه ولا يخرج إلا لما لا بد منه كحاجة الإنسان من الأكل أو الشرب إذا منع في المسجد وأما بالنسبة للقضاء الحاجة فلا بد منه.
معولهم أن اليسير معفوٌ عنه في باب النجاسات المخلفة بأعظم العبادات، فلأن يرفع عنه في مثل هذا من باب أولى، لكن هل يعفى عن يسير النجاسة المتعمدة؟ لا يقول بهذا أحد، حتى أن المعروف عند الحنابلة، والشافعية، أنه لا يعفى عن شيء حتى مالا يدركه الطرف، الذي يقلون عنه أنه مثل رؤوس الإبر وهل هذا لا يكفي لا يكفي مثل هذا أن يخرج نسبة بعد أن أقدم على الحرام، مع بأنه حرام أما لو وصل إليه الحرام من غير قصدٍ ولا علمٍ فإنه يتخلص منه يجب عليه أن يتخلص منه، أما أن يقدم عليه ويعرف أنه حرام ثم يتخلص منه فنظير هذا وإن كان المثل فيه شدة ولا يقبله كثير من الناس لكن التنظير لأن أمر الربا وشأنه عظيم، نظيره كمن يقدم على وطء امرأة بغير عقد ثم يعقد، ليصحح هذا لا يجوز بحال.
مع الإمام ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)).
لو اعتكف في الجامع وتحققت الخلطة، لأن لا يضطر إلى الخروج لصلاة الجمعة كان أفضل وأكمل، لكن العزلة لا بد منها، هناك كثير من الأخوان يجتمعون بين صلاة التراويح إلى صلاة التهجد يجتمعون ويضيع عليهم الوقت بدون فائدة، فعليه أن يعتزل بقدر الإمكان.
وقت الدخول بغروب الشمس إذا أراد أن يعتكف العشرة الأخيرة من رمضان بغروب شمس يوم عشرين والخروج منه إذا أعلن خروج رمضان.
ما زالت الفتوى على توقيت أم القرى، ومن صلى على توقيت أم القرى فقد براءة ذمته.
لأني سأصوم رمضان هذا العام في السعودية.
نعم صم مع الناس، وأفطر مع الناس.
هذه إذا كانت تفتح على المسجد سواء كان على داخله المصلى فيه أو على خارج الفناء الذي هو في ظل أسواره، إذا كان الفناء في سور المسجد داخل سور المسجد فلا مانع، وأهل العلم يذكرون الاعتكاف في المنارة إذا كان بابها إلى المسجد، أما إذا كان الباب إلى خارج أسوار المسجد فلا يصح الاعتكاف حينئذٍ.
هذا يحتاج إلى جماعة، هذا ما أسمع الجماعة القرآن، هذا لم يسمع الجماعة القرآن، فلا يتحقق المقصود من متابعة القرآن في صلاة التراويح.
إذا كانت المضمضة مما يدعوا إليها الوضوء والغسل هذه مشروعة، ولكن لا يبالغ الإنسان في المضمضة ولا الاستنشاق ما دام صائماً خشية أن ينساب إلى جوفه شيء من الماء فيفطر به، وجاء في الحديث: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً))، إلا أن تكون صائما.
هذا الذي قلته، هذا الذي قررته أنها لا تتضاعف وهو اللائق بعدل الله -جل وعلا- للفرق بين من استغرق عمره وأنفاسه في طاعة الله وبين من استغرق جهده في المعاصي، وأقول: إن شيخ الإسلام يرى أن تتضاعف وذلك من فضل الله، وفضل الله لا يحد، لكن الذي عندي أنها لا تضاعف.
نقول: صل مع الناس وهذا الكلام ليس بصحيح.
إذا كنت متأكد من خطأه ففتح عليه، ابن حزم يرى عدم الفتح مهما أخطأ، لكن هذا قول يرده الحديث: " لما غلط النبي - صلى الله عليه الصلاة و السلام - في قرأته سأل عن أبي ولماذا لم يرد عليه"!.
لا يوجد حديث ضعيف في الصحيحين، بل كلها أحاديث صحيحة مجزوم بها مقطوع بها، أحاديث يسيرة تكلم لها بعض الحفاظ كالدار قطني وغيره، لكن الصواب مع الشيخين.
قالوا: إن القيام إحياء الليل بالصلاة، والذكر، والتلاوة، والدعاء.
إذا كان صغرك تريد به قبل التكليف فلا شيء عليك، وإن كان بعد التكليف فعليك أن تقضي ما أفطرت، وتعمل بالأحوط.
إذا ذكر وهو في الحرم لم يسافر يرجع إلى إحرامه ويحلق شعره، وإذا كان نسياً فلا شيء عليه، وإذا فارق الحرم وسافر عليه أن يجبر ذلك بدم، كما يقرر أهل العلم ذلك ممن ترك واجباً.
ما أدري ويش معنى الاعتكاف عند الإخوان، الذي يكثرون من مثل هذا، ويسترسل بعضهم يقول: أنه يستثني، يستثنى وقت من الأوقات يخرج فيه من المعتكف إما لدوام أو لغيره، نقول هذا ليس باعتكاف.
المفترض أن الإمام يقتدي بالنبي- عليه الصلاة والسلام-، فإذا كان النبي - عليه الصلاة و السلام - يصلي الراتبة في بيته يصليها في بيته ثم يخرج إلى الصلاة، هذا ا لأفضل في حقه وإذا كان في الصلاة لا سميا صلوات النهار مما يصلي في المسجد رواتبها تصلى في المسجد وأما ا لليلة فتصلي في البيت، راتبة الصبح قبل قبلها تصلى في البيت، راتبت المغرب بعدها تصلى في البيت، راتبت العشاء وبعده تصلى في البيت، ثم بعد ذلك: ((صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة)) ويبقى أنه إذا كان ممن يقتدي به ليظن به أنه لا يصلي، وأن الناس يتكاسلون عن الحضور إلى المسجد والتبكير إليه إلا إذا رأو الإمام فقد يعجز للمفضول ما يجعله فاضلاً.
نعم فيه حرج، لأنه إبرام عقد بيع، إبرام عقد بيع في المسجد، وهو لا يجوز.
الكلام صحيح، منهم من لا يعتد بالتوقف وأنه لا يعد من الأقوال، لكن إذا توقف أهل العلم الذين لديهم الأهلية والنظر والاستدلال في المسائل العلمية فإن توقفهم له وزنه، وله هيبته، فإذا قيل مسألة أربعة أقوال رابعة التوقف لكن هذا المتوقف ممن يعتد بقوله من أهل العلم فإنه لم يتوقف إلا لأمر، لأمر جعله يتوقف من حيث عدم ظهور الدلالة في الأدلة أو عدم وضوح الراجح من هذه الأقوال، أو لتساويها عنده أحياناً قد تتساوى الأقوال عنده بأدلتها، وحينئذ يكون في المسألة مزيد تحري واحتياط، لأنه لو يتوقف وجد من يقول بالتحريم وجد من يقول: بالجواز ووجد من توقف اجتهد الناظر في أن ينظر بجرأة وقوة إلى أهل القولان، لكن إذا وجد من أهل العلم من توقف صار عند طالب العلم زيادة تحري، مزيد تحري وتثبت في المسألة، وأنها ليست من المسائل السهلة التي يمكن الجراءة على ترجيح أحد القولين وقد توقف فيها فلان وهو من أهل العلم والذي يعده أهل العلم من الأقوال التي في المسألة وإن لم يكن قولاً.
الحلق من النسك والنسك مكانه الحرم.
الاسترسال ما سيتعمله شخص في حياته العامة ينبغي أن يقلل منه، ويقتصر منه على قدر الحاجة، ما تمس إليه الحاجة، وحينئذ لا يحتاج إلى هذا السؤال. الجوال يحتاج إليه في حياته العامة فيما تدعو إليه الحاجة وما لا حاجة إليه، لكن هنا في هذا الوقت، في وقت الاعتكاف ينبغي الاقتصار على ما تدعو إليه الحاجة الماسة، وحينئذ يكفيه إذا شحنه قبل الدخول إلى الخروج. أما أن يكون وقته مقضياً في القيل والقال فهذا لا يناسب الاعتكاف وبعضهم يزيد على ذلك ويحضر الآلات المحدثة، الانترنت وغيره، ويطلع على ما يكتب فيه من قيل وقال، وإذا كان أهل العلم يرون عدم تعليم العلم أو لا يرون تعليم العلم أم الكتاب والسنة في وقت الاعتكاف، ومالك -رحمه الله- كان يطلع إقراء الناس الحديث في الاعتكاف، بل في رمضان كله فضلاً عن الاعتكاف، فهذا الوقت الذي هو تسع ليالي أو عشر ينبغي أن يصرف فيما يعين على علاج أمراض القلوب، وتنقيتها من الران الذي يغطي عليها أثناء العام، وبعض الناس يزعمون أنهم يربون الناشئة على الاعتكاف، نعم هم يحجزونهم في المسجد طول المدة وطول الوقت، لكن معنى الاعتكاف ولب الاعتكاف وروح الاعتكاف مفقود، يحضرون لهم بعض الألعاب، بمعنى: أنهم يرغبونهم في الاعتكاف هذا ليس باعتكاف هذا لعب، كثير ما يحصل وقد حصل، كثير ما يسأل عنه أنهم يحضرون لهم ألعاب يسمونها بلستيشن لشباب الناش يعودونهم على الاعتكاف، نقول: هذا ينافي مقتضى الاعتكاف فالاعتكاف خاص بالذكر والتلاوة والصلاة والدعاء بالأعمال الخاصة، الأعمال العامة والنفع المتعدي كله يؤجل إلى أن تنتهي مدة الاعتكاف، ورأينا في بعض المساجد التي يؤمها الناس للاعتكاف وهيئت فيها الظروف المناسبة للاعتكاف، وبدأ في الصف الأول من المعتكفين كلهم جوالات، تشحن من أفياش المسجد، قد يقول قائل: أن هذا مما تعارف الناس على التسامح فيه، فأنت إذا دخلت بيت زيد وإلا عمر قريب وإلا بعيد واحتجت إلى شحن ما يحتاج تستأذن صاحب البيت تشحن وإلا ما تشحن، لأن أمره يسير، نقول الأمر كذلك لكن الورع لأن هذا يدعوا إلى ما ورآه لكن إن فعل ذلك لحاجة فلا يوجد إن شاء الله ما يمنع من ذلك لكن على الإنسان أن يحتاط لنفسه.
هذا الرجل محروم، يعني ولو جاءنا مثل الكلام من أبي بكر، أو عمر مع صحة ما جاء في ذلك من النصوص ما التفتنا إليه، ((لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم))، وإذا كانت الهيبة لا يحفظها إلا ترك السنة، فهذه مما يؤدي إلى ضياع الهيبة.
على كل هذا السؤال طويل جداً يحتاج إلى دروس وفي أشرطة مسجلة في كتب مرتبة على حسب طبقات المتعلمين، يرجع إليها من أرادها.
النبي - عليه الصلاة و السلام - صلى من صلاة الليل جماعة، صلى بابن مسعود، صلى بحذيفة وصلى معه ابن عباس، لكن لا ينبغي أن نتخذ ذلك عادة إلا ما جرت العادة به، العادة الشرعية من الترويح، والكسوف والاستسقاء وغيرهم من الصلوات التي تشرع لها الجماعة مشروعية مضطردة، أما ما يحصل أحياناً فيفعل أحياناً.