شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (68)
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح ألفية الحافظ العراقي (68)
تاريخ الرواة والوفيات
الشيخ: عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
أحسن الله إليك.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:
تاريخ الرواة والوفيات
ووضعوا التاريخ لما كَذَبا |
| ذووه حتى بان لما حُسبا |
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: "تواريخ الرواة والوفيات" تواريخ جمع تاريخ على التخفيف، وقد تكون الهمزة محققة فيقال: تآريخ كما يقال: تأريخ؛ لأن مادة الكلمة أرخت الكتاب بالهمز وورخته، والمراد بالتاريخ الوقت، الوقت هذا في الأصل، والتاريخ معروف، كل أمة لها تاريخ تؤرخ به، وهذه الأمة سبب التاريخ، الحاجة ليست داعية في أول الأمر لقرب العهد، ووجود من يحفظ الأخبار بدقة، ثم بعد ذلك جاء شخص إلى عمر -رضي الله عنه-، وقال: إن معه صك فيه دَين على فلان غايته شعبان، فقال له عمر: شعبان الماضي أو القادم؟ ما فيه ما يدل على ذلك، يعني ما في بيان للتاريخ، السنة غير مبينة، ما يوجد التاريخ إلى الآن، فأمر عمر -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- بوضع التاريخ، واعتماد التاريخ، ثم اتفق الصحابة على أن تكون السنة الأولى هي سنة الهجرة، واتفقوا أيضا على أن يكون مبدأها في المحرم، وهذا إجماع من الصحابة، وعمل الأمة عليه إلى يومنا هذا، وإن شذ من شذ وجعل التاريخ مربوطًا بالهجرة لكنه بالسنوات الشمسية لا القمرية، هذا موجود في بعض البلدان التي تزعم أنها تنتسب إلى الإسلام، تؤرخ بالسنة الهجرية الشمسية لا القمرية، فتجد في تواريخهم الآن نحن في كم؟ ألف وثلاثمائة يمكن وخمسة وتسعين أو شيء من هذا، وبعض البلدان خرجت عن إجماع الأمة، وهذا قريب، جعلوا بداية السنة من ربيع، مع أن الصحابة اتفقوا على أن بداية السنة شهر الله المحرم، على كل حال اعتُمد هذا التاريخ، وجرت عليه الأمة إلى أن كثر اختلاط المسلمين بغيرهم، ثم صاروا يقرنون تاريخ المسلمين بتاريخ الكفار، فيكتبون تاريخين؛ تاريخ للمسلمين وتاريخ لغيرهم، استمر الأمر على ذلك مدة إلى أن رأوا الاستغناء عن تاريخهم واكتفوا بتاريخ أعدائهم؛ لأنهم ارتبطوا بهم واشتبكوا بهم، فالمعاملات المالية كلها مرتبطة بالأعداء، فاضطروا أن يُلغوا التاريخ الإسلامي، ويعتمدوا التاريخ النصراني.
هذا التاريخ فائدته عظمى، لا سيما في..، هو فائدته في العبادات وفي المعاملات هذا أمر ظاهر لا يمكن أن يستغنى عنه بحال، لكن أيضا فائدته في الرواة، وكشف كذب الكذابين لمّا أحدث الكذابون الكذب وضع لهم العلماء، اكتشفوهم بالتاريخ، فإذا ادعى أنه روى عن فلان، ادعى أنه روى عن فلان، يقال: كم؟ يختبروه بالسنَّين، ما معنى السنين؟ متى ولد؟ ولد سنة مائة، فينظرن متى وفاة الذي ادعى أنه روى عنه، فيجدونه مثلًا سنة ثمانين، فيقولون له -كما حدث في قضايا-: أنت رويت عنه بعد ما مات بعشرين سنة، يوجد هذا عن بعض سذاج طلاب العلم الآن، يرى أو يسمع أن الشخصيات تُهدي الكتب للأعلام مثلًا، أحمد شاكر يُهدي لفلان، وفلان يهدي لفلان، يعني وتصير لها قيمة، ووجدنا من يصغر سنه عن وفاة أحمد شاكر كاتب هدية من الشيخ أحمد شاكر، ومن أطرف ما مر بي وجدت كتابًا عند أحد طلاب العلم وهو من أقراني مكتوب عليه هدية من المؤلف، من المؤلف؟ ابن القيم، هدية من المؤلف، كم؟ ابن القيم أين؟ سبعمائة وواحد وخمسين، فاستثبته قلت: كيف ابن القيم يهدي لك الكتاب؟ قال: شوف التوقيع من الذي كاتب؟ فإذا به واحد من العلماء لهم تآليف يقول: هذا صار بين كتبه التي ألفها وأهداها لي، وكتب من غير نظر، يعني معها، يعني من غير قصد، سهل هذا، يبقى هذا الكتابة تُتَّهم، أو يُتهم عقل صاحبك الشيخ هذا المؤلف، يحدث من هذا أمور طرائف، لكن الإشكال في أن يدعي الشخص ما لا يدركه، يتشبع بما لم يعطَ، يزعم أن أحمد شاكر أهدى إليه، أو فلان من الكبار أهدى إليه، ومع ذلك سنّه يصغر عن ذلك، قد يكون موجودًا لكن ليس له شأن على وقت الشيخ، يمكنه في المرحلة الابتدائية في وقت الشيخ، ويكتب هدية من الشيخ أحمد شاكر، يسمع أن الشيخ أحمد شاكر يُهدي، وإذا وجد اسم الشيخ على كتاب تضاعفت قيمته فيكتب مثل هذا، هو من هذا النوع، يكتشف بالتاريخ.
تواريخ الرواة على وجه الخصوص يُفاد منه في علم الحديث، ويُكشف فيه كذب الكذابين، وتزوير المزورين، الآن تزور مخطوطات، ويكتب فيها تاريخ قديم، أحيانًا ينسى ما يدل على الكذب، يُفتضح الإنسان، وهذا وقع، تكتب المخطوطة على أنها في القرن السابع ثم يتبين أن الكتاب فيه نقل عن شخص في القرن التاسع، هذا غباء، يعني مع أنه كذب.
فالتواريخ معرفة طالب العلم لها في غاية الأهمية، وتواريخ الرواة فيها كتب كثيرة جدًّا، فيها أصول وفيها ذيول، فيها مختصرات، وفيها مطولات، نعم.
طالب:.......
ما احتجنا إليه مدة ألف ويمكن ثلاثمائة سنة ما احتاجت الأمة إليه، أمورهم منضبطة ولا عندهم أدنى إشكال، ليس عندهم أدنى إشكال، لكنهم الشركات حينما يعتمدونه يوفر لهم في السنة عشرة أيام، يوفر لهم في السنة من أجور العمال عشرة أيام، ثلث شهر، فهي مصلحة دنيوية، وأما بقية الناس الذين لا مصلحة لهم فهو مجرد: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم)).
"والوفيّات" مضبوطة عندكم بالتشديد، فهل تنطق بالتشديد أو الوفيَات؟ وعلى هذا ماذا يقال في كتاب ابن خلكان؟ وفيَات أو وفيِّات؟
طالب: الثنتين يا شيخ.
هاه؟
طالب: اللفظتين أو العبارتين.
شوف هو حصل فيها كلام كثير عند بعض الكتاب قبل ثلاثين سنة أو أربعين سنة، ولا اتفقوا على شيء، في شيء؟، ولا اتفقوا على شيء، وأذكر، أتوقع أو نسيت حسين عباس في مقدمته لطبعته وفيات الأعيان أو محيي الدين عبد الحميد، نسيت أيهم؟ فيراجع.
قال -رحمه الله-:
ووضعوا التاريخ لما كذبا |
| ذووه.............................. |
يعني الكذابون لما كذبوا وضع الأئمة التاريخ، يعني ألفوا في تواريخ الرواة، وإلا فالتاريخ موجود من عهد عمر -رضي الله عنه وأرضاه-.
................................... |
| ................حتى بان لما حُسبا |
حتى بان يعني الكذب لما حسب السِّنّان، سن الراوي وسن من روى عنه، بهذا تبين.
فاستكمل النبي والصديقُ |
| ................................. |
النبي -عليه الصلاة والسلام-، والصدّيق أبو بكر.
................................... |
| كذا علي وكذا الفاروقُ |
يتفقون في السن عند الوفاة، وكلهم مات عن ثلاث وستين سنة على خلاف بين أهل العلم، لكن هذا هو الأشهر والأكثر.
فاستكمل النبي والصديقُ |
| كذا علي وكذا الفاروقُ |
ثلاثة الأعوام والستينا |
| ................................... |
النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء في سنه في الصحيح وغيره أنه ثلاث وستين سنة، وجاء أيضًا عن أنس أنه ستون سنة، وجاء أيضًا بأسانيد صحيحة أنه خمس وستون سنة، فمن قال: ستين الجواب عنه أمره سهل؛ لأن جرت عادة العرب بحذف الكسر، الذي فوق العقود، ومن قال: خمسة وستين لعله حسب سنة الوفاة وسنة الولادة، ومن قال ثلاثة وستين حذفهما، المقصود أن الأكثر والمعتمد عند أهل العلم أن سنه -عليه الصلاة والسلام- ثلاث وستون سنة.
ثلاثة الأعوام والستينا |
| وفي ربيع قد قضى يقينا |
يعني كونه في شهر ربيع الأول هذا أمر متيقن، كونه في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، هذا أمر مجزوم به مقطوع به، والمختلف فيه، كونه يوم الاثنين ما فيه إشكال، متفق عليه، لكن الخلاف في اليوم، في تاريخ ذلك اليوم، هل هو الثاني عشر كما هو قول الأكثر؟ المؤرخون تتابعوا على كونه في الثاني عشر من ربيع الأول، يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وأكثر المؤرخين على هذا، وأهل السير أكثرهم على هذا.
السهيلي استشكل كونه مات في الثاني عشر مع أنه لا يمكن أن يوافق الاثنين الثاني عشر، على أي حال من الأحوال، لماذا؟ هل عندنا طرف خيط نصل به إلى الحقيقة؟ أو نستسلم ولا نقول إلا ما سمعنا؟ نعم يوم عرفة، يوم عرفة يوم جمعة، نعم يوم جمعة، فعلى هذا الأول من ذي الحجة متى يكون؟ الخميس، فإذا حسبنا الأشهر، ذي الحجة ومحرم وصفر كاملة فلن يتأتى أن يكون الاثنين الثاني عشر، وكذلك إذا حسبناها ناقصة، وكذلك إذا حسبنا بعضها على التمام وبعضها على النقص، لو كان أول شهر ذي الحجة الجمعة ممكن على تقدير تمام الأشهر، أن يكون الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول؛ ولذا اضطر صاحب التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية، هذا مطبوع سنة 1311هـ، وفيه بدايات الأشهر من سنة واحد، من بداية التاريخ إلى سنة ألف وخمسمائة، في ألف وخمسمائة سنة، نعم؟ هذا يقول: اسمه اللواء المصري محمد مختار باشا، مأمور الخاصة الخديوية.
ننظر ماذا يقول؟ سنة عشر التي هي سنة حجة الوداع، يقول: ذو الحجة الجمعة، إذا قلنا: بداية ذو الحجة الجمعة، اتفق لنا أن يكون الاثنين من ربيع الأول الثاني عشر، لكن هل يصح أن نقول: إن الجمعة هو أول ذو الحجة؟ متى تكون الوقفة؟ السبت، تكون الوقفة السبت، ما تكون الجمعة، وهذا محل اتفاق جاءت به النصوص المتظاهرة المتكاثرة الصحيحة أنها في يوم الجمعة، لكن بعضهم قال: لعله في هذه السنة اختلفت رؤية الهلال بين المدينة ومكة، فرؤي الهلال بالمدينة ليلة الجمعة، فكان الأول من ذي الحجة يوم الجمعة، ورؤي الهلال بمكة ليلة الخميس، فصارت الحجة على رؤية أهل مكة، والوفاة على رؤية أهل المدينة، يعني على القول باختلاف المطالع، أو يكون حال دون رؤية الهلال شيء بالمدينة أو شيء، لكن على كل حال الكلام هذا من أجل الدفاع عما جرى عليه الجمهور، وإلا بعض المحققين يحرر أنه في الثاني من شهر ربيع الأول، الثاني يوم الاثنين الثاني من شهر ربيع الأول، وكأنه يميل إلى أن عشر تصحفت عن شهر الأصل: الثاني شهر ربيع الأول، أو من شهر، فقال: الثاني عشر، على كل حال ما الذي يترتب على هذا؟ يعني أن الخلاف في الوفاة ورد نظيره في الميلاد، يعني كونه الثاني عشر من ربيع الأول كون النبي -عليه الصلاة والسلام- ولد في الاثنين ومات في الاثنين هذا ما فيه إشكال، حتى جاءت به نصوص مرفوعة، ((ذاك يوم ولدت فيه)) لكن كونه الثاني عشر محل خلاف، وبعض المحققين يحررون أنه في الثامن من ربيع الأول، ولادته -عليه الصلاة والسلام-، وما تتابعوا عليه من أنه الثاني عشر، وإقامة الموالد في هذا اليوم نفسه يعني إحياءً لهذه البدعة، يعني على اعتبار مثلًا كيف يتتابعون على مثل هذا الخطأ، إضافة على أنه لو ثبت وتقرر وأجمع على أنه في الثاني عشر هل يسوغ أن يقام فيه هذا العيد الذي يفعل ويتقرب فيه إلى الله -جل وعلا- من دون أصل شرعي؟
نعود إلى الوفاة وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كونه في الثاني عشر أو في الثاني مثاره إشكال السهيلي، ولا شك أن الإشكال إذا طُبّق على الواقع يعني مشكل يعني، مع أنهم تتابعوا عليه يعني المؤرخين وأصحاب المغازي والسير تتابعوا على ذلك.
طالب:........
توفي عنها النبي -عليه الصلاة والسلام- ثماني عشرة سنة، ومات سنة تسعة وخمسين بعده بقريب من نصف قرن، يعني يمكن سبعة وستين، عمرها سبعة وستين تقريبًا، هم يبغونها أكبر، الكتاب الآن يبغونها أكبر بكثير، يبغونها أيام العقد عمرها أربعة عشر سنة؛ لأنه ما يدخل عقولهم أن بنت من ست سنين يعقد عليها أو يبنى بها بنت تسع سنين، هذا ظلم عندهم، وكونها تغدو وتروح من دون رقيب هذا ليس بظلم لها، والله المستعان.
ربيع أول، يقول: أوله الأربعاء من سنة إحدى عشرة، فيكون يقول: في الثاني عشرة منه توفي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة وعمره ثلاث وستون سنة، إلى آخر المعلومات؛ لأنه يجيب فوائد وطرائف تقع في هذه السنين، باختصار، فإذا كان أول ربيع الأول الأربعاء فالثامن منه أربعاء، نعم، الثامن أربعاء والخامس عشر أربعاء، والرابع عشر ثلاثاء، والثالث عشر الاثنين، فهو أراد أن يوضب المسألة على اختياره، ويجريه على قول الجمهور، الكتاب هذا ماش على طريقة الحساب، لا على الرؤية، على طريقة الفلكيين في الحساب؛ ولذلك لا يعتمد عليه؛ لأن الاعتماد في الشرع على الرؤية، لا سيما في العبادات، ومثلها المعاملات إذا أقتت بالتاريخ بالتحديد.
سنة إحدى عشرة وقبضا |
| عام ثلاث عشرة التالي الرضى |
يعني المرضي أبو بكر الصديق، التالي الذي يليه في الخلافة وفي الفضل بالنسبة لهذه الأمة فهو أفضل الأمة بعد نبيها، وإلا الذي يليه في الفضل مطلقًا إبراهيم -عليه السلام- كما هو معلوم.
ولثلاث بعد عشرين عمر |
| .................................. |
سنة ثلاث وعشرين توفي الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، عن ثلاث وستين سنة.
.................................. |
| وخمسة بعد ثلاثين غَدر |
عادٍ بعثمان........................ |
| ................................... |
من العدوان والظلم سنة خمس وثلاثين عما يزيد على ثمانين سنة، واختلفوا في مقدار الزيادة.
......................كذاك بعلي |
| ................................... |
غدر.
......................كذاك بعلي |
| في الأربعين...................... |
يعني سنة أربعين.
.................................... |
| ................. ذو الشقاء الأزلي | |||
عاد بعثمان كذاك بعلي |
| في الأربعين ذو الشقاء الأزلي |
| ||
في حديث رواه النسائي وأحمد وغيرهما: ((إن أشقى الناس قاتل الناقة، والذي يخضب هذه)) ويشير إلى علي إلى لحية علي، ((بدم هذا)) يعني بدم رأسه، وهو عبد الرحمن بن مُلجم الخارجي، قاتل علي -رضي الله عنه وأرضاه-.
وطلحة مع الزبير جُمعا |
| سنة ست وثلاثين معا |
يعني في وقعة؟ الجمل، في وقعة الجمل، قضى فيها طلحة مع الزبير، لما انتهى من النبي -عليه الصلاة والسلام-، والخلفاء الأربعة، ذكر بقية العشرة المشهود لهم بالجنة.
وطلحة مع الزبير جُمعا |
| سنة ست وثلاثين معا |
من الذي قتل طلحة؟ نعم كتب التاريخ تقول: مروان بن الحكم، والزبير؟ وجاء فيه عمر بن جرموز، وجاء فيه: ((قاتل ابن صفية في النار)) نسأل الله السلامة والعافية.
وعام خمسة وخمسين قضى |
| .................................. |
يعني مات، سعد بن أبي وقاص في منزله بالعقيق، وحُمل إلى المدينة، ودفن بالبقيع.
................................... |
| سعد وقبله سعيد فمضى |
قبل سعد بن أبي وقاص الذي مات سنة خمس وخمسين قضى يعني مات قبله سعيد، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، "فمضى"
سنة إحدى بعد خمسين........ |
| ................................... |
سنة إحدى وخمسين.
........................... وفي |
| عام اثنتين وثلاثين تفي |
الآن لما قدم وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم الخلفاء الأربعة، يعني الترتيب ظاهر، لكن كونه بعد ذلك ذكر طلحة مع الزبير ثم بعد ذلك سعد وسعيد، ثم بعد ذلك عبد الرحمن بن عوف، ثم آخرهم أمين الأمة أبو عبيدة، هل هذا الترتيب تبعًا للأفضلية أو حسب تواريخ الوفيات، أو اقتضاه الشعر، أم ماذا؟
انتهينا من الرسول -عليه الصلاة والسلام- والخلفاء الأربعة.
وطلحة مع الزبير جُمعا |
| سنة ست وثلاثين ............... |
ثم قال: خمس وخمسين، واحد وخمسين، اثنتين وثلاثين، رجع إلى من قبلهما، ثم بعد ذلك ثماني عشرة، فليس على ترتيب الوفيات، فهل هو على ترتيب الأفضلية؟ لا ما هو على ترتيب الأفضلية.
طالب:........
لا، لا.، هاه؟
طالب:........
لا ولا عنده.
طالب:.......
ماذا فيه؟
طالب:.......
هذا الترتيب؟ عمر -رضي الله عنه- يقول: لو كان أبو عبيدة حي لوليته، يعني من دون شورى، لوليته، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أبو عبيدة أمين هذه الأمة، ويكون الأخير من العشرة، وهو الأول في الوفاة؟
طالب:........
نعم؟ كيف؟
طالب:.......
ما يظهر لي أنه ما دام في أول الأمر يقرن اثنين يجمعهم جميعًا، طلحة مع الزبير جمعا، يعني يفرغ من اثنين دفعة واحدة هذا يستحق تقديم، ثم بعد ذلك ما قرب منه عام خمس وخمسين وواحد وخمسين أيضًا متقاربين، ثم اثنتين وثلاثين
قضى ابن عوف والأمين سبقه |
| .................................. |
المقصود أن هذا ترتيب كيفما اتفق، لكنهم كلهم هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة.
طالب:........
إيه مختلف فيهم، لكن مع ذلك هل يقال مثلًا: إن هؤلاء أفضل من أبي عبيدة؟ على أي قول من الأقوال، يعني هل فيه قول من أقوال أهل السنة يجعل أبا عبيدة آخر واحد؟ مع الاطلاع على الخلاف ما وجدت من جعله آخرهم.
وعام خمسة وخمسين قضى |
| سعد وقبله سعيد فمضى |
يعني والنظم أيضًا يحكم أحيانًا؛ لأنه يحتاج إلى قبله وبعده، إذا احتاجها فيحتاج إلى الأقرب منه في الوفاة.
........................... وفي |
| عام اثنتين وثلاثين تفي |
عبد الرحمن بن عوف.
................. والأمين سبقه |
| .................................. |
أبو عبيدة عامر بن الجراح.
.................................. |
| عام ثماني عشرة محققه |
وهذا العام يعرف..، وقع فيه طاعون عمواس في الشام وأبو عبيدة هناك فمات فيه -رضي الله عنه وأرضاه-.
انتهى من العشرة بدأ بالمعمرين من الصحابة؛ لأنه لا يمكن استيعاب الصحابة كلهم في مختصر مثل هذا، بدأ بالمعمرين ممن مات عن مائة وعشرين، وبعضهم نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام، لكنه لم يذكر سلمان الفارسي الذي قيل في عمره ما قيل، إما ثلاثمائة وخمسين سنة، أو مائتين وخمسين سنة، أو أكثر أو أقل، ونقل عنه أنه عاش مائتي سنة في عهد عيسى -عليه السلام-، وستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، نقل عنه، لكن هل يثبت أو لا يثبت؟ الظاهر عدم ثبوته.
الذهبي -رحمه الله- يشكك في كونه عاش هذه المدة، يقول: جاء وأسلم على يد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبلى بلاءً حسنًا في الغزوات، وتزوج بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعمّر بعده، كيف يكون عمره مئات؟ قال: والذي يتحرر لي أنه لا يتجاوز الثمانين.
أهل التواريخ كلهم يتناقلون أشياء بعضهم عن بعض، ويُسلّم بعضهم لبعض، وهذه أمور مشكلتها أنها لا تدرك بالرأي، ومع ذلك يبعد أن يعيش هذه المدة ولا يتردد عليه الناس، ولا يشتهر أكثر من شهرته، يعني لو عاش بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- وطاف البلدان بعده -عليه الصلاة والسلام- وعمره ثلاثمائة سنة ولا يتناقل الناس أنه...، أنا رأيت سلمان، أنا شفت سلمان، وشفت سلمان، عمره ثلاثمائة سنة، هذا يعني غريب جدًّا، يعني أقل الأحوال أن يسافر الناس يشوفونه.
وحشي بن حرب سكن حمص في آخر عمره فصار الناس يزورنه، يشوفون ما وحشي هذا الذي قتل حمزة وقتل مسيلمة؟ وكان يجلس في آخر عمره تحت حائط في الشمس والناس يترددون يشوفون ما هو وحشي هذا؟ وما بلغ المائة، فكيف بمن عمره ثلاثمائة؟ المقصود أن ممن ذهب ليرى وحشي عبيد الله بن عدي بن الخيار، بعد أن شاب، جاءه متلثمًا، وهذه في الصحيح القصة، فقال له: أنت ابن عدي بن الخيار؟ متلثم، ولا رآه البتة، عدي ما يذكر شيئًا، قال: أنت ابن عدي بن الخيار؟ قال: نعم، وما يدريك؟ قال: ناولتك أمَّك على الراحلة وأنت في المهد، والقصة صحيحة، في الصحيح، عجائب، شيخ كبير في هذا السن ويحفظ..، يعني عرفه برجله، يذكر عدي أن رجله ما فيها شيء يعني واضح وإلا يميزه عن غيره.
طالب:........
إيه يمكن طارئة، ما هي...، المقصود حتى لو صارت أي علامة بعد هذه المدة الطويلة، والعمر أشهر أو أيام فرق من ستين أو سبعين سنة، يعني رآه بعد أن شاب، يعني لو يجي واحد الآن يسلم علينا قبل الصلاة ونشوفه بعد الصلاة يمكن إنا نسيناه، والله إن هذا الواقع يا إخوان، وأنا حدثتكم مرارًا في العام الماضي حضرت مناسبة زواج، وجيء لي بشخص كفيف في الثمانين من العمر، ما عرفته، سلمت عليه من دون تعريف ولا شيء، قال لي الذين جابوه: عرفت هذا؟ قال: إيه ما هو بعبد الكريم، هذا لو يسمع إذاعة وإلا يسمع أشرطة وإلا شيء ما هو بغريب يعني الصوت يعرف، هذا ما يسمع شيئًا إطلاقًا، يعني من الإخوان الذين على أصلهم ما يسمعون شيء، فقال: متى شفته؟ قال: رأيته في المكان الفلاني في البلد الفلاني سنة أربعة وثمانين، وأنا بثالث ابتدائي، يعني من أكثر من خمس وأربعين سنة، قلت أنا: الشخص لو يطلع مع ها الباب ويدخل مع الباب الثاني نسيته.
طالب:.......
لا، لا مواهب هذه، لكن ما الفائدة من هذه المواهب؟ إذا نفعت فيما يرضي الله فقط، وإلا وجودها مثل عدمها، قد تكون وبالاً على الشخص، يعني كونه يحفظ أشياء منها السار، ومنها الضار، ومنها المفرح، ومنها المحزن، يعني حتى أن أهل العلم قالوا: النسيان من نعم الله -جل وعلا- على الإنسان، وإلا إذا كان يتذكر كل شيء يمكن يموت غمًّا مما يتذكره من المصائب والمآسي، فكون وحشي يعرف هذا ليس بغريب، يعني له نظائر موجودة الآن، نعم؟
طالب:........
رحلته طويلة، وانتقل من دين إلى دين، وجلس عند..، من راهب إلى راهب حتى يموت، لكن ما يمنع أنه يجلس عنده الراهب خمس سنين ثم يموت؛ لأنه يبحث عن أشهر واحد وأكبر واحد، يصير مقارب، ما يمنع يعني لا كلام الذهبي مرفوض، وكلام المتقدمين قد يكون فيه شيء من المبالغة، وقد يكون في عمره طول، يعني مائة وخمسين محتملة.
طالب:........
هو جَلد، يجذ النخل، ويشتغل، لكن لا يستبعد أن يكون نشيطًا وهو كبير، الآن الظروف والأحوال تغيرت عما نعهده نحن.
قال:
قضى ابن عوف والأمين سبقه |
| عام ثماني عشرة محققه |
حسان بن ثابت بن حَرام، كذا حكيم بن حِزام المولود في جوف الكعبة، ولا توجد هذه الخصيصة إلا له.
وعاش حسان كذا حكيمُ |
| عشرين بعد مائة تقومُ |
قالوا: وكذا أبوه ثابت وجده حرام، قالوا: وكان ابنه عبد الرحمن إذا ذَكر أن أباه عاش مائة وعشرين وجده مائة وعشرين وجد أبيه مائة وعشرين استلقى على فراشه وتمطى وشعر بالفرح والسرور، لماذا؟ كأنه ضمن، ما دام المسألة تكررت ثلاث مرات ما هي بمرة ولا مرتين؛ لأنه ضمن أنه ما هو بميت قبل مائة وعشرين، ومات عن ثمان وأربعين سنة، ومن القصص المعاصرة شخص هنا في الرياض له قريب في الأحساء، بلغ الستين -هذا القريب- ولم يتزوج، ولا يصلي، نسأل الله السلامة والعافية، ذهب إليه بقصد النصح، وقال له: أنت بلغت ستين، وماذا بعد الستين؟ أعذر الله لامرئ بلغه الستين، اختم حياتك بخير صل مع المسلمين، وتزوج لعل الله يرزقك ولدًا يذكرك ويدعو لك بعد وفاتك، قال: الله المستعان، أبي كم عمره يوم ما مات؟ قال: ما عليك من أبوك، قال: كم عمره يا أبو فلان؟ قال: مائة وخمسة عشر أعرفه قريب لهم، قال: وخالي؟ قال: مائة وعشر، وعمي؟ وما أدري، المهم كلهم فوق المائة، الله المستعان، يعني في قرارة نفسه أنه لن يقل عن المائة بحال، يقول: والله إني أتكلم معه في يوم جمعة، والجمعة التي تليها جاءنا نعيه، وهو لم يغير من حاله شيء، نسأل الله حسن الخاتمة، فالأعمار بيد الله، {إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(49) سورة يونس] لا يقول: أنا المسألة مسألة وراثة ما وراثة قد يكون لها أثر في بعض الأمور، في بعض العوارض؛ في مرض في لون في طول في قصر، قد يكون لها أثر، لكن في الأجل لا يمكن إطلاقًا، والذي يعتبر يعتبر بعبد الرحمن بن حسان، أجداده ثلاثة على نسق مائة وعشرين، ويموت عن ثمان وأربعين سنة، ما كمّل ولا النصف، الله المستعان.
حكيم بن حزام أيضًا عشرين بعد المائة.
ستون في الإسلام.................. |
| .................................. |
وستون في الجاهلية، قبل أن يسلم عاش ستين سنة، وبعد أن أسلم عاش ستين سنة.
........................ ثم حضرت |
| سنة أربع وخمسين خلت |
يعني ماتا سنة أربع وخمسين، كل من حسان وحكيم، وهذه التواريخ التي مرت كلها لا تخلو من خلاف، لكن الناظم مشى على المشهور.
وفوق حسان ثلاثة كذا |
| عاشوا وما لغيرهم يعرف ذا |
يعني مائة وعشرين سنة.
ذكرنا الطريفة عن ذلك الأعمى، يحسن أن نذكر طريفة تناسب بعض الإخوان في الدرس الذي تكون بعض أوضاعهم غير مناسبة للدرس، مما لا نجرؤ أن نكلم أحدًا أنك انتبه وإلا استيقظ وإلا..، شيخ أعمى هو شيخ لشيوخنا كلهم معروف ومشهور، وفي حلقته جمع من طلاب العلم منهم عدد من العُميان، يقرءون المتن المحفوظ، لما وصل الدور إلى واحد أعمى سمّى وأخذ أراد أن يشرع في القراءة قال: الذي بعده، الذي بعده، والذي بعده أعمى، قرأ، ثم لما انتقل إلى الذي بعده وبعده التفت إلى جاره، وقال: لماذا تركني الشيخ؟ قال: جلستك ما هي بجلسة طالب علم، يعني كيف يحس الأعمى بأن الجلسة ليست جلسة طالب علم، وزميله يعرف أن هذه ليست جلسة طالب علم وهو أعمى، وعندنا المبصرون، والشيخ أمامهم مبصر، والذي مستلق كذا والذي ما أدري ويش؟ والذي ينعس، لكن، نترك الأمر لاختيار الإخوان باعتبارهم أهل يعني لتحمل المسئولية وما جاءوا إلا لطلب العلم والحرص على العلم، والله المستعان.
يعني كيف حس الشيخ؟ لا شك عندهم هؤلاء العميان عندهم إحساس مرهف دقيق يدركون بعض التصرفات التي قد لا يدركها بعض المبصرين وهي من خواص....
طالب:.........
هاه؟
طالب: الصوت.
والله ما أدري الصوت، أما المستلقي واضح صوته أنه....
طالب: والمتكئ وواضع يده على الخد.
إي نعم، واضح يعني إذا تغير تغير واضح، بس ما أظنه يعني بيصير جلسة ما هي مناسبة جدًّا، الشيخ مهيب، مهيب جدًّا، يعني أكيد أن التغير يسير يعني ما هو بكبير، وإلا تغير الصوت بتغير الحال واضح، واحد يكلم له أخت بالتليفون أخت كبيرة في السن، أطالت عليه، وده يعتذر وده ينتهي، قال: يا أختي عسى أن لا أكون أطلت عليك، يتمنى أن تقطع المكالمة، قالت: لا، ما عليك انسدحت؛ لأنه تغير صوتها، فما في شك أنه إذا تغير الوضع يتغير الصوت، لكن لن يتغير الوضع تغير مثل هذا الأمر في الحلقة، يعني يوجد عندنا ما شاء الله من يستلقي في..، أو يوليك ظهره ورجليه أمام القبلة، وقد ينام، وهو جاي معه كتاب ويسمع الدرس، وكل له من الأجر بقدر ما يحرص عليه من العلم، فرق بين طالب جاي ومهتم ومنتبه ومعه كتابه وتعليقه، يختلف عن شخص غير جاد؛ لأن أهل العلم يقولون: الذي لا يهتم بكتابه ويتركه في مكان الدرس يقولون: قل أن يفلح، أنا أشوف بعض الكتب تجلس شهرين ثلاثة إذا عطلنا يتركها في المسجد إلى أن نجيء -إن شاء الله- من الإجازة، فعلى طالب العلم أن يهتم؛ لأن العلم ليس بالأمر السهل، يحتاج إلى شيء من الجِد، يحتاج إلى حزم، العلم لا يأتي بسهولة.
قلت: حويطب بن عبد العزى |
| .................................. |
حويطب بن عبد العزى أيضًا عاش على ما قيل: مائة وعشرين سنة.
................................... |
| مع ابن يربوع سعيد يعزى |
يعني سعيد بن يربوع.
هذا مع حمنن وابن نوفلِ |
| كل إلى وصف حكيم فاجملِ |
حمنن، فعلل، ابن عوف، أخ لعبد الرحمن بن عوف، عمّر كذلك، وصف بما وصف به حكيم من أنه عاش مائة وعشرين، وكذلك ابن نوفل واسمه؟
طالب: سعيد.
مخرمة بن نوفل، نعم.
................................ |
| كل إلى وصف حكيم فاجمل |
يعني أضفهم إلى من تقدم.
وفي الصحاب ستة قد عمروا |
| كذاك في المعمرين ذُكروا |
وفي هذا الباب مصنفات، اقتصرت على ذكر المعمرين، وبعض أخبار المعمرين منها كتاب مطبوع مشهور لأبي حاتم السجستاني في مجلد، ومنها ما لم يطبع الشيء الكثير، ولا شك أن المعمرين أخبارهم وطرائفهم وتجاربهم في الحياة تنبغي العناية بها، ومن كان من معارفه أو من أقاربه من المعمرين ممن يفيد منه سواءً كان في العلم أو في العمل والعبادة، أو في تجاربه في الحياة فليدركه؛ لئلا يفوته، وكم من شخص سوفنا في لقائه ثم ندمنا عليه بعد فواته، والله أعلم.
وصلى الله محمد....
في كتاب "المعمرون" لأبي حاتم السجستاني، وفي كتاب "المعمرون والوصايا" نسيت من مؤلفه، وفيه أظن "المعمرون" منسوب لابن عربي الحاتمي الصوفي المعروف، لكن في كتب كثيرة لم تطبع وهي جديرة بأن تكون فيها أخبار، وفيها أشياء تنفع في أمور الحياة؛ لأنها تجارب، الحياة تجارب.
طالب:.......
والمفردة ما فيها؟
طالب:........
لا ما يلزم، لا، لا، الكتاب المختص بفن معين أو بحث معين، ما يستوعب مع غيره، جرت العادة بهذا، اللهم إلا الكواكب الدراري هو الذي استوعب كتبه، ابن عروة...
"