شرح كتاب التوحيد - 73
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام المجدد –رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في حماية النبي -صلي الله عليه وسلم- حمى التوحيد وسدّه طرق الشرك.
عن عبد الله بن الشِّخِّير، قال: انطلقت في وفد بني عامرٍ إلى النبي -صلي الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ» رواه أبو داود بسندٍ جيد.
وعن أنسٍ -رضي الله عنه-: أن ناسًا قالوا: يا رسول الله! يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلا يَسْتَهْوِكُمُ الشَّيْطَانُ؛ أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أَحَبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ- عزَّ وجلَّ-» رواه النسائي بسندٍ جيد.
فيه مسائل:
الأولى: تحذيره الناس من الغلو.
الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: أنت سيدنا.
الثالثة: قوله: «وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ» مع أنهم لم يقولوا إلا الحق.
الرابعة: قوله: «مَا أَحَبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي»".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...
فيقول الإمام المؤلف –رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في حماية النبي -صلي الله عليه وسلم- حمى التوحيد وسده طرق الشرك" الكتاب من أوله إلى آخره في تقرير التوحيد، والعناية بالتوحيد، وتحقيق التوحيد، وتخليص التوحيد من شوائب الشرك والبدع كله في التوحيد بأنواعه.
هذا التوحيد يحتاج إلى حماية وسد الذرائع الموصلة إليه؛ لأهميته، فإذا كانت المحرمات أُوصِدت الطرق إليها كالزنا مثلاً جميع الأمور التي توصِل إليه، وتُيسِّر أمره كلها محرمة حتى النظر وما فوق ذلك، والخلوة، والسفر بدون محرم كلها من حماية هذا الباب، بعض الواجبات وضِع لها حماية، وسُدَّت الذرائع والطرق الموصلة إلى التساهل بها.
فاليسير من الربا مُحرَّم وليس فيه...، بل بعض الطرق المشروعة أشد منه ضررًا، لكن لما كانت الذريعة إلى هذه الجريمة التي لعن الرسول –صلى الله عليه وسلم- فاعلها؛ آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وآكل الربا يُبعث يوم القيامة مجنونًا كما في قوله –جلَّ وعلا-: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:275] أوصِدت الطرق إلى هذا الباب، فالدرهم من الربا حُرمته كما جاء في بعض الأخبار ما جاء، وإن كان الحديث فيه كلام، لكنه شديد، وأمره عظيم، فتمرةٌ بتمرتين أو صاعٌ بصاعين يدخل فيه «لَعَنَ الله آكِلَ الرِّبَا».
فالطرق والوسائل المؤدية إلى ارتكاب المحظور أو ترك المأمور كلها لها أحكامها، فالوسائل لها أحكام الغايات، فكيف بالشرك الذي هو أعظم الذنوب! وصاحبه مُخلَّدٌ في النار، نسأل الله العافية {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، فالشرك هو أعظم ما عُصي الله به –جلَّ وعلا-، وجميع الوسائل الموصلة إليه، الصادة عن توحيد الله كلها مسدودة، ومن ذلكم الغلو، وقد تقدم في بابٍ مستقل «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ»، «لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» ومع الأسف مع هذه التحذيرات الشديدة في مناسباتٍ كثيرة بألفاظٍ صريحة وقع الشرك في هذه الأمة من هذا الباب.
ودُعي الرسول –صلى الله عليه وسلم- لتفريج الكُربات، طُلِبت منه الحاجات دون الله –جلَّ وعلا- مع ما جاء في هذا الباب من التشديد.
والغلو به –عليه الصلاة والسلام- صار ديدنًا لكثيرٍ من المسلمين في بعض البقاع، فالقصائد التي فيها الشرك الأكبر تُردّد صباحًا ومساءً مثل أذكار الصباح والمساء، والله المستعان.
يقول –رحمه الله-: "حمى التوحيد" أو ما جاء في حماية النبي –صلى الله عليه وسلم- لحمى التوحيد، الحمى: ما يُوضع دون ما يُحتاط له، كأملاك الكبار مثلاً من الملوك وغيرهم «أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى»، ويحرص عليه، ويجعل من يُراقب من دخله أو قرب منه، وهذا أمرٌ معروف، «أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ»، وأعظم محارمه الشرك الذي نحن بصدده.
"حمى التوحيد وسدّه طرق الشرك" سدّه من باب سد الذرائع الموصلة إلى الشرك.
يقول: "عن عبد الله بن الشِّخِّير" صحابي.
طالب:........
ماذا قال؟
طالب:.........
لكن المترجَم عليه غير هذا.
طالب:........
باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- حمى جناب التوحيد، وسدّه كل طريقٍ موصلٍ إلى الشرك {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128] يعني منكم، من جنسكم، ليس له شيءٌ من الربوبية ولا من فروع الألوهية شيء، «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ».
طالب:........
نعم، أنه كان رأى رجلًا يجيء إلى فرجةٍ كانت عند قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، قال: ألا أحدِّثكم حديثًا سمعته من أبي، عن جدي، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: «لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَ كُنْتُمْ».
على كل حال كلاهما في هذا الباب يصبان في مصبٍّ واحد، لكن هذا في نوع، وذاك في نوعٍ آخر من هذا الباب.
طالب:.........
لا شك أن ما ذُكِر في الترجمة الأخيرة كلها أقوال، والأقوال يحصل بها الشرك، كما أن الشرك يحصل بالأفعال.
قال –رحمه الله-: "عن عبد الله بن الشِّخِّير" صحابي من بني عامر الذين وفدوا على النبي –عليه الصلاة والسلام-، والوفود في سنة تسع، وشهرة ابنه مطرِّف بن عبد الله بن الشخير لا تحتاج إلى تنبيهٍ ولا تنويه، وهو من سادات الأمة وعُبَّادها.
"عن عبد الله بن الشِّخِّير قال: انطلقت في وفد بني عامرٍ إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»" «السَّيِّدُ اللَّهُ» حصر، وتعريف جزئي الجملة يكون على سبيل الحصر، فهذا اللفظ الذي هو السيد خاص بالله –جلَّ وعلا-، مع أنه جاء قوله –عليه الصلاة والسلام-: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ»، وجاء في بني قريظة لما جاء سعد بن معاذ وهو شاكٍ قال: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»، وأدلةٌ كثيرة تدل على جواز إطلاق هذا اللفظ، لكن إذا كان الموقف والحال يُفهَم منها الغلو فيُرد، كما أنه جاء منع التفضيل بين الأنبياء والله –جلَّ وعلا- يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة:253]، وجاء النهي عن التفضيل، ودليل الجواز في القرآن؛ لكن لئلا يتطرق السامع أو المتكلم بتنقص المُفضَّل عليه سد الباب النبي –عليه الصلاة والسلام- فقال: «لا تفَضِّلوني على يونُسَ بن متى»؛ لأن من يقرأ في سيرته مع قومه قد يفهم شيئًا من النقص {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء:87]، {وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات:142] يعني آتٍ بما يُلام عليه، من يسمع هذا الكلام قد يقع في نفسه شيء، لكنه بصدد نبيٍّ ممن أنبياء الله –جلَّ وعلا-، فجاء الحسم للمادة لا في المدح ولا في التنقُّص. فإذا خُشي من المتكلم أن يغلو يُمنع، وإذا خُشي منه أن يتنقص يُمنع، وإلا فالأصل ما قاله عن نفسه «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ»، وإن كان بعضهم يقول: لا يمكن أن يقول: أنا السيد.
وجاء منع إطلاق السيد على الفاسق، لكن مع الأسف السيادة للرجال اسمهم السادة وهم القادة، وأكثر ما يُطلق الآن السيدات في مقابل الرجال، تقول: رجال الأعمال وسيدات الأعمال.
على كل حال الممنوع إطلاق اللفظ على الفاسق والمنافق؛ لأنه جاء فيه النص الصريح.
طالب:.........
من باب أولى لا شك.
طالب:........
هي نفسها سيدته، سيدة الأعمال سيدته.
"فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولاً" الألفاظ تدل على أن هذا فيه غلو، جاؤوا إلى النبي –عليه الصلاة والسلام- بنفسيةٍ مُعينة وأرادوا أن يُكرموه بهذه الألفاظ، لكنه نحناه منحىً آخر، فأرشدهم إلى ما ينفعهم ومنع ما يضرهم.
أحيانًا يأتي الشخص وعنده تصور عن شخص من العظمة، ومن عِظم العلم والديانة، أنا سمعت من يقول للشيخ ابن باز: يا فضيلة الشرع، ما فضيلة الشرع؟
طالب:.........
ماذا؟
طالب:........
يقول: يا فضيلة الشرع، من الموقف والهيبة، أخطأ، والله المستعان.
فالمسلم يجب عليه أن ينظر إلى ما قاله الله وقاله رسوله، وأن يُنزِّل الناس منازلهم.
طالب:.......
من قال للمنافق كذا فقد أغضب الله.
طالب:.......
لا، معروف هذا.
والآن تأتي هذه الأمور مطبوعة لكل أحد، استلمنا من السيد، قبضنا من السيد، كثير هذه مطبوعات صارت تُقال لكل أحد.
طالب:........
والمنافق كلاهما، إذا كان في الفاسق والمنافق.
على كل حال على المسلم أن يأتمر بأمر الله ورسوله، وينتهي عما نهاه الله عنه ورسوله.
"فقال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ»" يعني كأنه أقرهم «أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ» يعني هذا المقدار الذي ذكرتموه قولوا به أو ببعضه.
«وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ» لأنه إذا سُكِت عن مثل هذه الألفاظ في هذا الموقف وفي هذا الظرف قد يُقال ما هو أعظم منه، واستجرهم الشيطان واستدركهم إلى أن قالوا الشرك الأكبر، ولا تركوا لله شيئًا.
فإن من جودك الدنيا وضَرتها |
| ومن علومك علـم اللوح والقلمِ |
طالب:.........
البردة، كم نُسِخت من نُسخة، كم ذُهِّبَت بالتذهيب الكامل، وكُتِبت بالذهب، كم عُورِضت ونُسج على منوالها كله من أجل هذا الغلو بالنبي –عليه الصلاة والسلام- والشيطان حريص، والذي يتكلم بالبردة أو بناظمها أو بمن يقرأ البردة، يُقال: هذا لا يُحب الرسول –عليه الصلاة والسلام- ولا يُعظم الرسول، مَن الذي يُعظم الرسول؟ الذي يُطيعه، ويتبع أقواله، ويقلده في أفعاله أو الذي يقول: لا تقل كذا ويقول؟ نعم التابع له هو المعظِّم.
طالب:.........
ماذا؟
طالب: ........
على كل حال ما حذر عنه النبي –عليه الصلاة والسلام- بقوله: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ» «لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» وقع ما حذَّر منه –عليه الصلاة والسلام- والغلو في الصالحين على حد زعمهم، وكثيرٌ منهم ممن يُغلى بهم في تراجمهم في طبقات الشعراني وغيره ليسوا من الصلاح بسبيل، بل هو أهل كبائر، وجرائم، وترك للواجبات، من أراد أن يتثبت يقرأ، والله المستعان.
طالب:..........
ما فيه زيادة، المحبة القلبية ما فيها شيء، لكن لا تصرف له شيئًا من حقوق الله –جلَّ وعلا-، لكن قد يقول قائل: إن كثيرًا من المسلمين في غفلة عن محبة الرسول –عليه الصلاة والسلام- وهذا حاصل في كثيرٍ من الأحوال الإنسان يغفل، وإذا غفل عن قراءة سيرته –عليه الصلاة والسلام- سيرة الرسول –عليه الصلاة والسلام- والقراءة في شمائله، وخصائصه، ومعجزاته تعرف قدر الرسول، وتُعظِّم قدر الرسول، لكن بالقدر المشروع على أنه عبد لا يُعبَد، ورسول لا يُكذَّب.
"رواه أبو داود بسندٍ جيد".
ثم قال: "وعن أنسٍ -رضي الله عنه-: أن ناسًا قالوا: يا رسول الله! يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلا يَسْتَهْوِكُمُ الشَّيْطَانُ؛ أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مَا أَحَبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-» رواه النسائي بسندٍ جيد".
"يا رسول الله! يا خيرنا وابن خيرنا" هو خير البشر قاطبة، بل خير الخلق، وهذا لا إشكال فيه.
"وابن خيرنا" يعني من حيث النسب والشرف، مقبول، وأما الخيرية في الدين فقد قال النبي– عليه الصلاة والسلام- فيما ثبت عنه: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ».
"وسيدنا وابن سيدنا" كانت السيادة بالنسبة للنسب كما قلنا، وهو كذلك وإلا فسيادة الدين لا سبيل له إليها؛ لأنه ما أدرك النبي –عليه الصلاة والسلام-، ما أدرك الدعوة، ولا استجاب لها.
فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلا يَسْتَهْوِكُمُ الشَّيْطَانُ» هناك «وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ».
«أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، مَا أَحَبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ- عزَّ وجلَّ-» نحن مأمورون أن نُنزِل الناس منازلهم، في حديث عائشة: أُمِرنا أن نُنزل الناس منازلهم، في مقدمة مسلم، وفي أبي داود الأمر: «أَنزِلوا الناسَ منازلهم».
فالمسلم من هذه الأمة الوسط التي لا إفراط ولا تفريط، فإنزال الناس منازلهم من غير زيادةٍ لا يستحقونها ومن غير نقص أو إنقاص.
وكثيرٌ من الناس ما يُرزق الإنصاف، فيغلو ببعض الأشخاص، ويُنزل بعضهم عن منزلته، وهو مأمورٌ بأن يُنزل الناس منازلهم؛ لأنه لا شك أن في هذه مخالفة؛ لقوله-عليه الصلاة والسلام-: «أَنزِلوا الناسَ منازلهم»، والهوى والنفس وغير ذلك من الأمور التي تجر الإنسان وتستهويه، والناس جُبلوا على حُب من أحسن، وبُغض من أساء، لكن يبقى أن هذا الحب والبغض مختوم مذموم بزمام الشرع لا يُزاد فيه ولا يُنقص.
"فيه مسائل: الأولى: تحذيره –عليه الصلاة والسلام- الناس من الغلو" «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ» «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ».
"الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: أنت سيدنا" فيقول: السيد الله؛ لأنه يُشم منه رائحة الزيادة، والإطراء والغلو.
"الثالثة: قوله: «وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ» مع أنهم لم يقولوا إلا الحق" الحق الذي قد يجر إلى الزيادة فيه، والغلو فيه فيدخل المحظور.
"الرابعة: قوله: «مَا أَحَبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي»" عبد رسول، عبد لا يُعبَد، رسول لا يُكذَّب، مع أنه أشرف الخلق، وأكمل الخلق، وأتقاهم، وأخشاهم لله -جلَّ وعلا-.
طالب:.........
نعم لكن في السياق ما يدل على المنع.
طالب:.........
منع من الغلو «لا تُطْرُونِي» قال: «لا تُطْرُونِي» يُفسَّر بالأحاديث الأخرى.
نعم.
"باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67] الآية.
عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا محمد! إنَّا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبعٍ، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبعٍ، والماء على إصبعٍ، والثرى على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي -صلي الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67] الآية.
وفي روايةٍ لمسلم: والجبال والشجر على إصبعٍ، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله.
وفي روايةٍ للبخاري: يجعل السماوات على إصبعٍ، والماء والثرى على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع.
ولمسلمٍ عن ابن عمر –رضي الله عنهما- مرفوعًا: «يَطْوِي اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ السبع بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟».
وروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلةٍ في يد أحدكم.
وقال ابن جريرٍ: حدثني يونس، قال: أنبأنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «ما السماوات السّبع في الكُرْسي إلاَّ كدراهم سَبْعة أُلقِيَتْ في تُرس».
قال: وقال أبو ذرٍّ-رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: «ما الكرسيُّ في العرش إلا كحَلَقَةٍ من حديدٍ أُلقيت بين ظَهْرَي فلاةٍ من الأرض».
وعن ابن مسعودٍ –رضي الله عنه- قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماءٍ خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عامٍ، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالكم. أخرجه ابن مهديٍّ، عن حماد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله، ورواه بنحوه المسعودي، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قاله الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى-: قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللهُ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ» أخرجه أبو داود وغيره.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67] الآية.
الثانية: أن هذه العلوم وأمثالها باقيةٌ عند اليهود الذين في زمنه لم ينكروها ولم يتأولوها.
الثالثة: أن الحبر لما ذكرها للنبي -صلي الله عليه وسلم- صدقه، ونزل القرآن بتقرير ذلك.
الرابعة: وقوع الضحك الكثير من رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عند ذكر الحبر هذا العلم العظيم.
الخامسة: التصريح بذكر اليدين، وأن السماوات في اليد اليمنى، والأرضين في الأخرى.
السادسة: التصريح بتسميتها الشمال.
السابعة: ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك.
الثامنة: قوله: كخردلة في كف أحدكم.
التاسعة: عظمة الكرسي بالنسبة إلى السماوات
العاشرة: عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي.
الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي.
الثانية عشرة: كم بين كل سماءٍ إلى سماءٍ.
الثالثة عشرة: كم بين السماء السابعة والكرسي.
الرابعة عشرة: كم بين الكرسي والماء.
الخامسة عشرة: أن العرش فوق الماء.
السادسة عشرة: أن الله فوق العرش.
السابعة عشرة: كم بين السماء والأرض.
الثامنة عشرة: كِثف كل سماء خمسمائة سنة.
التاسعة عشرة: أن البحر الذي فوق السماوات بين أعلاه إلى أسفله مسيرة خمسمائة سنة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلى الله على محمدٍ وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا".
يقول المؤلف –رحمه الله تعالى- في آخر أبواب هذا الكتاب المبارك النافع الماتع الذي لا يُوجد له نظير في تآليف الناس.
"باب ما جاء في قول الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67]"
"باب ما جاء في قول الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67]" وهذا فيه كلام كثير من المفسرين أنه كلامٌ عن المشركين الذين لم يُوحدوه ولم يقدروه حق قدره، وأشركوا معه غيره.
من أشرك مع الله غيره وسواه به هذا لا شك أنه ما قدر الله حق قدره، ولا عرف الله، ولا عظَّم الله، فمثل هذه الأمور من أراد أن يقدر الله حق قدره فليلزم النصوص هو يعرف ربه من خلالها مما جاء عنه، وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
الذي يقرأ النصوص نصوص الصفات ويتأوَّلها ويُحرفها ويصرفها عن معانيها، هل يتسنى له معرفة الله وتقديره حق قدره؟ لا يُمكن؛ لأنه –عزَّ وجلَّ- إذا جاء يوم القيامة بغير الصفة التي يعرفونها يمتنعون من السجود كما هو معروف، وإذا جاء على صفته التي يعرفونها يسجدون له –عزَّ وجلَّ- التي يعرفونها، الذي يُحرِّفها ويؤوِّلها يعرفها؟ لا والله ما يعرفها، يتأوَّلها على غير مراد الله ومراد رسوله –عليه الصلاة والسلام- هذا يُتوقَّع أن يسجد أم لا؟ لأن المسألة معلقة بالمعرفة، فالذي يُحرِّف آيات الصفات، كيف يعرف الله –جلَّ وعلا- من خلال ما قرأه، ثم يسجد له؟ الكيفيات الله أعلم بها، لكن هذا أمر خطير وعظيم، هذا الحديث فيه بالنسبة لهؤلاء ما تقشعر منه الجلود بأن يقول لك: اليد: النعمة، ونصوص القرآن والسُّنَّة فيها تفاصيل، وفيها ذكر اليد واليدين، واليمين والشمال، وكلتا يديه يمين، فإذا ضممت بعضها إلى بعض حصل عندك العلم القطعي أن له –جلَّ وعلا- يدين، تليقان بجلاله وعظمته، على طريقة أهل السنة والجماعة من إثبات ما جاء عن الله وعن رسوله –صلى الله عليه وسلم- كما جاء.
قد يقول قائل: إننا نعرف المعاني من صفاته –عزَّ وجلَّ-، لكن لا نعرف الكيفيات، المقصود أن هذه المعاني التي تعرفها التي جاءت بها النصوص يعرفها، ويقذف الله في قلبه أن الله له الصفات التي جاءت في كتابه، وهذه عقيدة، لكن الذي لا يُثبت صفة يعرف شيئًا؟ لن يعرف شيئًا.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67]؛ لأنهم لا يعرفونه فيُعظمونه.
{وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67] في قبضة يده الأرض جميعًا -يعني في أعدادها، وأنواع ما فيها، كما سيأتي في حديث الحبر- يوم القيامة.
"وعن ابن مسعودٍ قال: جاء حبرٌ من الأحبار" من أحبار اليهود، الحبر: العالم، والحبر والبحر يشتركان في الاشتقاق، فالبحر فيه السعة، والحبر أيضًا فيه سعة العلم؛ ولذا يُعبَّر عن بعض العلماء الكبار بأنه من بحور العلم، ويختلفون في ضبط الحاء، فكثيرٌ من اللغويين يقول: الحِبر، ولعل الاشتراك، اشتراك العالم مع الحِبر في ملازمته إياه طيلة عمره في كتاباته وفي ردوده وفي تعلمه وتعليمه.
وأهل الحديث يقولون: حَبر بفتح الحاء.
"جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا محمد! إنَّا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبعٍ" السماوات السبع التي لا يُتصوَّر عظمتها وسعتها وثقلها على إصبع واحد من أصابع الرحمن!
"والأرضين على إصبع" كذلك السبع، "والشجر على إصبعٍ، والماء على إصبعٍ" تصور البحار والأنهار والماء ثقيل بالنسبة للمخلوق، الماء كله على إصبع من أصابع الرحمن.
"والثرى" يعني: التراب سواءً كان مبلولًا أو ناشفًا "على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع" سائر الخلق من بني آدم والحيوانات والطيور وغيرها كلها على إصبع.
"فيقول: أنا الملك" وسيأتي أنه يهزها ويقول: «أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟» {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر:16]، انتهت ملوك الدنيا، انتهى ملكهم وانتهوا معه، وبدل التكبر والتعاظم على خلق الله في الدنيا يُحشرون أمثال الذر.
"أنا الملك، فضحك النبي -صلي الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر"، الضحك هنا للتصديق بدليل "ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67]" قراءة الآية تدل على الموافقة والتصديق.
المبتدعة ماذا يقولون؟ يقولون: ضحك إنكارًا لقوله، وماذا عند اليهود من العلم؟ عندهم بقية حرَّفوا وحذفوا وزادوا ونقصوا، لكن في بقية منها البقية ماذا؟ هذا الذي جاء على لسان الحبر مما يدل على أن عندهم بعض الحق.
وما ذكره العيني عن بعض الشافعية من كلامٍ قبيح يقول: يجوز الاستنجاء بالتوراة المحرَّفة، التوراة المُحرَّفة قد يُوجد فيها مثل هذا الكلام الصحيح الذي أقره النبي –عليه الصلاة والسلام- وهذا الكلام لا داعي له أصلًا، ما الذي دعاه أن يقول مثل هذا الكلام؟ المبالغة على أن ما عندهم منسوخ، منسوخ، لكن ما يوافق شرعنا يجب العمل به، مثل ما جاء في كلام الحبر.
فضحك النبي -صلي الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67]" مما يدل على أن الضحك للتصديق، وأيَّد ذلك بالآية.
طالب:.........
ماذا فيه؟
طالب:.........
فيه سيأتي نصٍّ آخر يشمل الجميع.
طالب:.........
الحديث متفقٌ عليه.
"وفي روايةٍ لمسلم: والجبال والشجر على إصبعٍ، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أنا الله.
وفي روايةٍ للبخاري: يجعل السماوات على إصبعٍ، والماء والثرى على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع.
ولمسلمٍ عن ابن عمر –رضي الله عنهما- مرفوعًا: «يَطْوِي اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ السبع» فيه تصريح بأن الأرضين سبع كالسموات، والذي في القرآن {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق:12] ما قال: سبع، لكن المثلية هنا تتعين أن تكون في العدد لا في الصفة صفة الأرضين تختلف عن صفة السماوات، يتعين أن تكون في العدد، وبيَّن ذلك هذا الحديث وفي معناه أحاديث.
«ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ» «الْمُقْسِطِونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» يُفهم منه نفي الشمال، ولكن الحديث في صحيح مسلم يُثبت الشمال.
«ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ».
«وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» يعني في القوة على حدٍّ سواء، ليس فيها ضعيف كشمال بني آدم، وإنما من باب المقابلة، ومعلومٌ أن اليمين والشمال كل منهما في جهة، ولا يُتصوَّر أن اليدين في جهةٍ واحدة بدلالة هذا الحديث، وإلا لو لم يرد هذا الحديث لقلنا: كلتا يديه يمين ولا نتعدى هذا، وفي القوة كلتا يديه يمين، فليس فيها قوية وضعيفة مثل بني آدم اليمين أقوى من الشمال، ويُوجد عند بعض الناس الشمال أقوى من اليمين، وبعض الناس كلتاهما سواء، لكن كلاهما ضعيف، الله –جلَّ وعلا- كلتا يديه يمين في غاية القوة.
طالب:.........
ما يلزم إذا أمكن توجيهه، أو كان الراوي ثقة، وهي في الصحيح إذا أمكن توجيهها، كلتا يديه يمين في القوة.
طالب:........
ماذا؟
طالب:........
الفضل والشرف والقوة سواء.
طالب:........
ولو حكم الدار قطني.
طالب:........
على كل حال هي في الصحيح، ما لنا كلام، وتوجيهها ممكن، هل يُتصوَّر أن كلتا يديه في جهةٍ واحدة؟
طالب:.......
شمال؟
طالب:.......
في اليد الأخرى من باب ألا يُتصور إنسان أن هذه الشمال فيها ضعف.
طالب:........
نحن ما نقول بشيءٍ ما جاء به النص.
«ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟» ما فيه لا جبارون ولا متكبرون في ذلك اليوم، بل من عنده وصفٌ في هذه الدنيا من الجبروت ومن الكِبر يُحشر مثل الذر، نسأل الله العافية.
"وروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلةٍ في يد أحدكم" الخردلة واحدة الخردل، وهي من أصغر المخلوقات إن لم تكن أصغرها، قال بعضهم: هي الهباء الذي يُرى في النوافذ مع الشمس، فما وزنها؟ وما مقدارها؟ والمقصود السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن يعني كلا شيء "إلا كخردلةٍ في يد أحدكم".
طالب: ........
نعم.
طالب:.......
بالنسبة للعدد.
طالب:........
على كل حال نقف حيثما وقِفنا، والتفاصيل الزائدة والدخول في التفريعات وكذا التي قد تحمل بعض الناس على الشرك نقف على ظاهرها.
طالب:........
على كل نحن حال نتكلم على النص بظاهره، ولا نُغرق في التفاصيل؛ لأن هذه التفاصيل أوقعت بعض الناس وهو في الأصل من أهل التحقيق، أوقعته في أن يخوض في شيءٍ في قدرٍ زائد على ما ينبغي أن يُقال.
"وقال ابن جريرٍ: حدثني يونس" ابن عبد الأعلى "قال: أنبأنا ابن وهبٍ" عبد الله الإمام الجليل "قال: قال ابن زيد" عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "قال: حدثني أبي" زيد بن أسلم "قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «ما السماوات السَّبع في الكُرْسي إلاَّ كدراهم سَبْعة أُلقِيَتْ في تُرس»" دراهم يعني العملات المضروبة من الفضة، والدراهم حجمها ما هي بكبيرة صغيرة.
«أُلقِيَتْ في تُرس» دراهم سبعة.
"قال: وقال أبو ذرٍّ: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: «ما الكرسيُّ في العرش إلا كحَلَقَةٍ من حديدٍ» «كحَلْقَةٍ من حديدٍ» بإسكان اللام، وفتح اللام نص ابن حجر على أنها شذوذ.
«إلا كحَلْقَةٍ من حديدٍ أُلقيت بين ظَهْرَي فلاةٍ».
«ما الكرسيُّ في العرش» يعني على عظمته، الكرسي على عظمته وهو موضع القدمين في العرش أعظم المخلوقات «إلا كحَلْقَةٍ من حديدٍ أُلقيت في فلاةٍ من الأرض» في مفازة، فالفلاة على سعتها وعظمتها الكرسي فيها كالحلقة التي تُلقى في هذه الفلاة الكبيرة بالنسبة إلى العرش.
"وعن ابن مسعودٍ –رضي الله عنه- قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماءٍ خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عامٍ، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالكم" كم عدد السنين إذا جمعنا بين كل سماءٍ والتي تليها خمسمائة عام في سبع سموات ثلاثة آلاف وخمسمائة.
طالب:.......
ثلاثة آلاف وخمسمائة.
طلب:........
سبعة في الخمسمائة.
طالب:.......
نعم السابعة ثلاثة آلاف وخمسمائة، وكِثف كل سماء خمسمائة.
طالب:.......
نعم سبعة آلاف.
طالب:.......
الله أعلم هم يقولون في السنوات الضوئية هم يضطرون إلى أن يقولوا: ضوئية؛ لأنها سريعةٌ جدًّا، أهل الفلك يقولون: الجزء من مليون جزء من السنة الضوئية يقولون يعبرون بتعبيرنا يقولون: تصل به مكة من بلدٍ من الرياض، الفلكيون في إصداراتهم الجديدة تصل في الجزء من كذا من آلاف السنين تصل مكة، ذكروا أعدادًا لم أضبطها، ويقولون: سبب تعبيرهم بالسنوات الضوئية، ولم يقولوا بسنواتنا وتقديرتنا، قالوا: لأن الأوراق لا تحتمل الأسفار، يعني لو جعلوها من سنواتنا، أمور مهولة، ولا تدركها عقولنا، وكل هذا من باب عظمة الله وتعظيم الله- جلَّ وعلا-.
"والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالكم أخرجه ابن مهديٍّ، عن حماد بن سلمة".
هذا الخبر قالوا: إن فيه ضعفًا، الذي رواه ابن جرير «ما السماوات السَّبع في الكُرْسي إلاَّ كدراهم سَبْعة» قالوا: فيه ضعف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف.
"أخرجه ابن مهديٍّ، عن حماد بن سلمة عن عاصمٍ" ابن أبي النجود القارئ المشهور "عن زرٍّ" ابن حُبيش "عن عبد الله" ابن مسعود "وقد ورواه بنحوه المسعودي، عن عاصمٍ" المذكور ابن أبي النجود "عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، عن ابن مسعود، قاله الذهبي" الحافظ الذهبي -رحمه الله- يعني في كتابٍ له سمَّاه (العلو للعلي الغفار) "قال: وله طرق" والكلام في أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود معروف.
وعلى كل حال عظمة الله –جلَّ وعلا- ثابتةٌ بالنصوص القطعية من كتاب الله وسُنَّة نبيه –عليه الصلاة والسلام-.
ونُكمل بعد الصلاة، إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...
فتكملةً للتعليق على الباب الأخير من كتاب التوحيد، قال –رحمه الله تعالى-:
"وعن العباس بن عبد المطلب" عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
"قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟»" يؤتى بمثل هذا؛ للتنبيه ولفت الانتباه، لينتبه السامع لما يُلقى إليه، وليس المراد به حقيقة الاستفهام.
"قلنا: الله ورسوله أعلم" مثل هذا العطف، عطف الرسول –عليه الصلاة والسلام- على الله في حياته صحيح.
"قلنا: الله ورسوله أعلم" بعد وفاته –عليه الصلاة والسلام- في المسائل الشرعية الرسول أعلم، الله ورسوله أعلم فيما يتعلق بالمسائل الشرعية، وأما ما عدا ذلك، فبعد وفاته –عليه الصلاة والسلام- قد مات –عليه الصلاة والسلام- لا يعلم من أمور هذه الدنيا شيئًا.
"قال: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَبين السَّمَاءِ السَّابِعَةِ والعرش بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللهُ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ فوق عرشه، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ» يعني ولا غيره لا يخفى عليه شيء، لا تخفى عليه خافية على بعد هذه المسافات لا تخفى عليه خافية.
«وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ» يعني ولا من غيرهم.
"أخرجه أبو داود وغيره" والكلام في الحديث معروف، لكن يشهد له ما تقدم من الأحاديث.
طالب:.......
المسألة يعني المسألة متسقة خمسمائة عام، خمسمائة عام كله، يدخل في بعض الروايات أشياء زائدة أو ما يضر، المسكوت عنه ما يؤثر في المذكور.
طالب:......
"قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-" حديث العباس مرفوع مُصرَّح برفعه.
"أخرجه أبو داود وغيره".
قال –رحمه الله-: "فيه مسائل"، والباب كما رأيتم طويل، ومسائله كثيرة، ولكن تعرفون الطريقة في المؤلفات كلها إلا ما ندر، أنه إذا قربت النهاية حُثت المطي، كالمسافر إذا قرَّب إلى الوصول شد على الراحلة، وتجدون في المؤلفات، مؤلفات أهل العلم أنه كلما بعد العهد ضعف الجهد، واستشرف الناس النهاية، وانظروا في التفاسير، وشروح الحديث وغيرها.
على كل حال هذا الحاصل، وننظر في المسائل.
يقول –رحمه الله تعالى-: "فيه مسائل:
الأولى: تفسير قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67]" هذا تقدم في الترجمة أن الأرض والمراد جنس الأرض بما يشمل السبع {قَبْضَتُهُ} [الزمر:67] يعني في قبضته عزَّ وجلَّ "{يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67] الآية".
"الثانية: أن هذه العلوم وأمثالها باقيةٌ عند اليهود الذين في زمنه -صلى الله عليه وسلم- لم ينكروها، ولم يتأولوها" فكأنه يقول: هم في هذا الباب خيرٌ ممن يُنكر ما جاء عن الله وعن رسوله من غُلاة المبتدعة، وهم اليهود، فالحق مقبولٌ ممن جاء به، والباطل مرفوض ممن قال به.
"الثالثة: أن الحبر لما ذكرها للنبي -صلي الله عليه وسلم- صدقه" فضحك النبي –عليه الصلاة والسلام-؛ تصديقًا له، "ونزل القرآن بتقرير ذلك" القرآن نزل في تقرير هذه المسألة وإلا هو موجود، نزل قبل ذلك، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- قرأ القرآن قرأ الآية من باب التصديق والموافقة لما جاء به الحبر، لا أن القرآن نزل في هذه الحادثة.
"الرابعة: وقوع الضحك الكثير من رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" وعادته –عليه الصلاة والسلام- أنه لا يضحك، وإنما يتبسم، لكن في هذه المسائل العظام والتعظيم لله -جلَّ وعلا- ضحك.
"وقوع الضحك الكثير من رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عند ذكر الحبر هذا العلم العظيم" بعض الناس إذا سمع هذه الأمور من باب تعظيمه لله –جلَّ وعلا- يبكي، فهل هو مخالف لضحكه -عليه الصلاة والسلام-؟ يبكي تعظيمًا لله؛ لأنه قد تأتي آيات في القرآن وتُتلى على الناس، وفيها من تعظيم الله ما فيها فيكون تعظيمًا له وخشيةً منه، وإجلالاً له، فما جاء في هذا الحديث من ضحكه –عليه الصلاة والسلام- لا استخفافًا بحق الله –جلَّ وعلا- وإنما تصديقًا لما جاء به هذا الحبر والموافقة؛ لأن النصوص التي جاء فيها تعظيم لله –جلَّ وعلا- تقتضي تعظيمه وقدره حق قدره، واستشعار خشية الله –جلَّ وعلا- والخوف منه، وهذا كله يستدعي البكاء، ولا يعني أن النبي –عليه الصلاة والسلام- وهو أتقى الناس وأخشاهم لله –جلَّ وعلا- وبكى من خشيته في صلواته، وفي قيامه، وفي سائر أحواله عليه الصلاة والسلام.
قد يقول قائل: نسمع من العُباد ومن غيرهم، ونسمع ما جاء عن خيار الأمة من الصحابة والتابعين ما يحصل لهم من تعظيم الله وخشيته، والبكاء عند ذلك، وهذا من المواطن، لكن النبي –عليه الصلاة والسلام- إنما ضحك لمصلحةٍ أعظم راجحة وهي إثبات ما ذكره الحبر والموافقة عليه.
"وقوع الضحك الكثير من رسول الله -صلي الله عليه وسلم-" وليس من عادته أن يضحك فضلاً عن أن يكون ضحكه كثيرًا، يضحك لكن لا يُسمع له صوت، وأقرب ما يكون إلى التبسم.
طالب:.......
ماذا؟
طالب:.......
للدلالة على كثرته تبدو نواجذه، معناه أنه كثير.
طالب:.......
"وقوع الضحك الكثير" ما فيه كثير؟ ما عندك كثير؟
طالب:.......
النسخة عندك.
على كل حال هو موجود في نسخة مُحققة على ثلاثين نسخة.
طالب:........
وكونه تبدو نواجذه ما هي المسألة من ضحكةٍ يسيرة تبدو نواجذه، وليس من عادته القهقهة –عليه الصلاة والسلام- لكن هذا المقام يقتضي مثل هذا؛ لأنه مقام تعظيم لله –جلَّ وعلا- من جهة، وإثبات لهذا التعظيم، ومن خصم، من يهودي.
"عند ذكر الحبر هذا العلم العظيم" الذي فيه تعظيم الله- جلَّ وعلا-.
"الخامسة: التصريح بذكر اليدين، وأن السماوات في اليد اليمنى، والأرضين في الأخرى" يقول: جاء التصريح بأنها بشماله، وجاء أيضًا أن كلتا يديه يمين –جلَّ وعلا-، وذكرنا ما يتعلق بذلك في الدرس.
"السادسة: التصريح بتسميتها الشمال" ولا محظور في ذلك إلا من باب «وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» بمعنى في القوة والشرف والقدر كلتا يديه يمين؛ لأن الشمال بالنسبة للمخلوق فيها نوع نقص؛ ولذلك تُستعمل في الأمور الدون، وأما المواضع الشريفة فتُستعمل لها اليمين.
"السابعة: ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك" أنه يضعها في يمينه أو على إصبع، ويهزها كأنها لا شيء وهي السموات السبع والأرضين السبع، فيقول: «أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ» الآن ومر على مر العصور من الجبابرة والمتكبرين من لا يرى غيره، ومن ادعى الربوبية –نسال الله العافية- {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24] ويأتون يوم القيامة كأمثال الذر يطأهم الناس بأقدامهم.
"الثامنة: قوله: كخردلة في كف أحدكم.
التاسعة: عظمة الكرسي بالنسبة إلى السماوات.
العاشرة: عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي" السماوات كدراهم سبعة، دراهم قطع من النقود بالنسبة إلى الكرسي، والكرسي الذي هو موضع القدمين كما في تفسير ابن عباس: كحلقةٍ أُلقيت في فلاة.
"الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي"؛ لأن بعضهم فسَّر الكرسي بالعرش، ويأتي يوم القيامة ويُوضَع له كرسي، لكن الكرسي غير العرش.
"الثانية عشرة: كم بين كل سماءٍ إلى سماءٍ" خمسمائة عام.
"الثالثة عشرة: كم بين السماء السابعة وبين الكرسي" خمسمائة.
"الرابعة عشرة: كم بين الكرسي والماء" كم؟ كذلك.
"الخامسة عشرة: أن العرش فوق الماء" وأن عرش الله فوق الماء طافٍ –قاله ابن رواحة-وفوق العرش رب العالمين.
"السادسة عشرة: أن الله فوق العرش.
السابعة عشرة: كم بين السماء والأرض" كما تقدم.
"الثامنة عشرة: كِثف كل سماءٍ خمسمائة سنة" يعني كم يكون المجموع؟
طالب:........
عندك؟
طالب:........
نعم ثمانية آلاف وخمسمائة.
"التاسعة عشرة: أن البحر الذي فوق السماوات بين أعلاه إلى أسفله مسيرة خمسمائة سنة، والله سبحانه وتعالى أعلم".
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبهذا نكون انتهينا من التعليق على هذا الكتاب المبارك الذي تم في ثلاث دورات: كل دورةٍ الدورة الأولى: ثلاثة أسابيع، الثانية: أسبوعان، والثالثة آخر دورة هنا: أسبوع واحد أم أكثر؟ من يذكر؟
طالب:........
اختُصرت على كل حال.
طالب:........
أربعة أبواب.
ثم ضُم إلى الجدول بدلاً من الدورات فأُكمِل فيه دروس سنتين على المعتاد عندنا مع ترك الدروس أوقات الامتحانات، ووقت الصيف مما يطول أمده يصل إلى خمسة أشهر، لكن أعان الله على إكمالها على وجهٍ كما رأيتم من الضعف والتقصير، والله المستعان.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.
طالب:.......
البديل السنة القادم إن شاء الله الأسبوع الثاني من الفصل الأول، وأشرنا في مناسبات وفي بعض الدروس إلى أن البديل احتمال أن يكون النونية إن لم يعترض من يعترض، ويستطيلون المدة، والله المستعان.
في وقته إن شاء الله.
طالب:........
اليوم؟ تاريخ اليوم؟
طالب:.......
اليوم الثامن، الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة وألف.
"