الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (12)
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين واعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
"فصل في مغالطات العصاة وأسباب اغترارهم الأمر الثاني أن يحذر مغالطة نفسه على هذه الأسباب."
هذه العنواين التي يضيفها من يحقق الكتب هذه تراجم حسب ما يلوح للمحق من المعنى من معاني الكلام يختصر هذا الكلام بجملة علها تفيد المطلوب ولذا يختلف فيها المحققون كل يلوح له من الكلام ما لا يلوح لغيره فمثلا عندك فصل في مغالطات..
العصاة وأسباب اغترارهم.
لكن هنا يقول فصل في أوهام في الدعاء أوهام في الدعاء وليت هؤلاء وليت هؤلاء المحققين أو المحققون؟ المحققين بدل أو بيان المحققين إذا أدخلوا أو وضعوا هذه العنواين يضعونه في الحاشية ما يدخلونها في وسط الكلام لا يدخلونها في وسط الكلام.
عفا الله عنك.
"وهذا من أهم الأمور فإن العبد يعرف أن المعصية والغفلة من الأسباب المضرة له من الأسباب المضرة له في دنياه وآخرته ولا بد.."
عندنا الأسباب أو الآثار المترتبة على المعاصي وشؤم المعاصي اللاحق للعاصي في دينه في أمور دينه أو في أمور دنياه سيعرض لها المؤلف رحمه الله في صفحات كثيرة ومن آثارها ومن آثارها ويأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى.
"ولكن تغالطه نفسه بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة."
نعم العاصي يلبِّس عليه الشيطان يقول الله جل وعلا غفور رحيم {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [سورة الأعراف:156] الشيطان تطاول لكي تناله سعة هذه الرحمة هذا كلام بحد ذاته صحيح لكن من مغالطة الشيطان أن يغفل عن الطرف الآخر يغفل عن كونه شديد العقاب وأنه غفار لكن لمَن؟ لمن تاب وآمن فيغتر بطرف ويترك الطرف الآخر ومن الناس من يغتر بالطرف الآخر وينسى سعة رحمة الله فيضيق على نفسه وعلى غيره والمطلوب من المسلم أن يتوسط ينظر إلى النصوص بكلتا عينيه ويوازن بين أموره فلا إفراط ولا تفريط.
"ولكن تغالطه نفسه بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة وبالتسويف بالتوبة تارة وبالاستغفار باللسان تارة وبفعل المندوبات تارة وبالعلم تارة وبالاحتجاج بالقدر تارة وبالاحتجاج بالأشباه والنظائر تارة وبالاقتداء بالأكابر تارة أخرى."
نعم تغالطه نفسه فيعتمد على عفو الله ويتكل عليه ويسترسل في معاصيه إلى أن يبغته الأجل بالتسويف تغالطه نفسه بالتسويف أنت مازلت شاب ثم تخترمه المنية هو شاب بالاستغفار باللسان تارة يسمع أن الاستغفار يمحو الذنوب وأن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا» إلى آخره وكما قال الشيطان أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار يسمع مثل هذا ويعتمد على هذا الاستغفار الذي لا يتجاوز اللسان ولا يقال إنه لا ينفع بالكلية ينفع لكن لا يمحو أثر الذنب إلا إذا استحضره وبفعل المندوبات تارة إذا كان يفعل بعض المندوبات يحافظ على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة ويسترسل في المعاصي ويقول مادام مبني له قصر في الجنة ما يمكن يعذَّب فيعتمد على هذه المندوبات ويرتكب ما يقتضي تأثيمه وتعذيبه هذا من الاغترار وبالعلم تارة يقول هو مشغول عن أداء هذه الواجبات التي فرط فيها للعلم والتعليم وهذا أنفع للناس من كوني أصلي أو كوني أتعبد العبادات اللازمة التي تسول له نفسه أن العبادات المتعدية نفعها أفضل من العبادات اللازمة فيفرط في واجبات لأنها لازمة لا يتعدى نفعها ويقول مادام يشتغل بالأمور التي يتعدى نفعها إلى الآخرين وأهل العلم يقولون العبادات المتعدية أفضل من العبادات اللازمة لكن يغفل عن كونه مطالب بهذه العبادة اللازمة وأنه آثم بتركها وأن هذا الكلام ليس على إطلاقه لو نظرنا إلى أركان الإسلام يعني بعد الشهادتين ما فيه أعظم من الصلاة وهي لازمة تليها الزكاة وهي متعدية إذًا الكلام ليس على إطلاقه وبالعلم تارة وبالاحتجاج بالقدر تارة يزني ويقول الله جل وعلا كتب علي الزنا لكن يغفل عن كون الله جل وعلا حذره من هذا الزنا وبين له مغبة هذه الفاحشة ورتب عليها العقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة يحتج بالقدر وبالاحتجاج بالأشباه والنظائر تارة كل الناس يسوون هذا شف فلان ما ضره ما يصلي مع الجماعة وموفق في دنياه ينجح كل سنة ولقى وظيفة وسوى وفعل الاحتجاج بالأقران بالأشباه والنظائر وقد يحتج بأن فلان من أقرانه فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ووفق في آخر عمره بالتوبة مثلا أو فلان ممن هم فوقه فوق طبقته يقول شف استانس مدة طويلة عشرين ثلاثين سنة وهداه الله وصار من خيار الناس احتجاج بالأشباه والنظائر لكن لا يدري أن كل واحد له أجله وكل واحد له عمله فهذه من تسويل الشيطان ومن تلبيسه على ابن آدم والاقتداء بالأكابر تارة أخرى الاقتداء بالأكابر تارة أخرى فتجده مثلا يحلق لحيته ويقول شف الشيخ الفلاني لو هو حرام ما حلق فلان لحيته ومسبل لماذا؟ شف الشيخ الفلاني لو هو حرام ما فعل لو.. وهكذا يزاول المنكرات ويقتدي بفلان وفلان وكل هذا لا يجدي عنه شيئا.
عفا الله عنك.
"وكثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل ثم قال أستغفر الله زال الذنب وراح هذا بهذا."
على فرض أنه استحضر أستغفر الله من هذا الذنب الذي ارتكبه قاله مستحضرا له الاستغفار سبب هو سبب لمحو أثر الذنب ولكن لا يقارنه مانع فلو كان استغفاره من قلب لما عاد إلى الذنب فكونه يستغفر بلسانه ويكرر الذنوب هذا دليل على أنه لم يوفَّق للتوبة النصوح.
"وقال لي رجل من المنتسبين إلى الفقه أنا أفعل ما أفعل ثم أقول سبحان الله وبحمده مائة مرة وقد غُفر ذلك أجمعه كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر»."
وهذا الحديث في الصحيحين يغتر بهذا يفعل ما يريد ويقدم على ما يشاء من المعاصي والجرائم ويقول سبحان الله وبحمده مائة مرة في دقيقة وتحط عنه خطاياه ونقول أيضا هذا سبب لكن إذا اقترن السبب بالمانع لم يترتب عليه أثره ولذا لما ذكر البخاري رحمه الله تعالى حديث «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..» إلى آخره «فتحت له أبواب الجنة الثمانية» ثم قال «ولا تغتروا»، «فتحت له أبواب الجنة الثمانية ولا تغتروا» كذا في الصحيح في كتاب الرقاق نعم قد يقول الإنسان هذا الكلام ويتصور أنه فتحت له أبواب الجنة الثمانية وانتهى كل ما عمل من معاصي وجرائم لكن هي أسباب إذا وجدت هذه الأسباب وفعلها المرء ممتثلا مخلصا لربه مجتنبا للموانع ترتبت آثارها وإلا فلا.
"وقال لي آخرَ من أهل.."
آخرُ آخرُ.
عفا الله عنك.
"وقال لي آخرُ من أهل مكة نعم إذا فعل أحدنا ما فعل اغتسل وطاف بالبيت أسبوعًا وقد محي عنه ذلك وقال لي آخر قد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «أذنب عبد ذنبًا فقال أي رب أصبت ذنبا فاغفر لي فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فقال أي رب أصبت ذنبا أصبت ذنبا فاغفر لي فقال الله عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليصنع ما شاء» قال وأنا لا أشك أن لي ربا يغفر الذنب ويأخذ به."
هذا مثال لما ذكره سابقا من الاحتجاج بالأشباه والنظائر الذين وفقوا لما تمحى به آثار ذنوبهم ومن يضمن لك أنك توفق لبذل سبب يمحو به الله جل أثر ذنبك مع عدم ارتكاب مانع يمنع من قبول هذا السبب وما يدريك.
"وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء واتكل عليها وتعلق بها بكلتا يديه وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء، وللجهال من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائب كقول بعضهم:
وكثر ما استطعت من الخطايا |
|
إذا كان القدوم على كريم" |
نعم هذا من الاغترار بسعة رحمة الله جل وعلا ولا يمنع أن يكون هذا الرجل الذي قال هذا البيت غفر له بسبب هذا البيت لا يمنع لأن سعة رحمة الله جل وعلا وفضل الله جل وعلا الذي لا يُحد {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [سورة الأعراف:156] لن تضيق بمثل هذا لكن الاغترار بمثل هذا الكلام مشكِل هذا يعطِّل إذا اغتر الإنسان بنصوص الوعد عطَّل نصوص الوعيد وغلب عليه الإرجاء بخلاف ما إذا عكس اعتنى بنصوص الوعيد وأهمل نصوص الوعد حمله ذلك على اليأس من رحمة الله والقنوط وهذه موبقة من الموبقات وعظيمة من العظائم فنقول والمؤلف رحمه الله تعالى يقول إن الجهال اغتروا بسعة رحمة الله ولهم في هذا عجائب وغرائب حتى قال بعضهم:
وكثر ما استطعت من الخطايا |
|
إذا كان القدوم على كريم |
ونقول ومع هذا لا يمنع أن يكون قائل هذا البيت لمقولته هذا البيت وعلمه بسعة رحمة الله جل وعلا ويقينه بذلك لكن لا يعني هذا بأن الإنسان يغتر لأن الله جل وعلا لا شك أنه كريم ورحمته وسعت كل شيء لكنه شديد العقاب فعلى الإنسان أن يوازن بين هذه الأمور أن يوازن بين هذه الأمور ولا يغتر بسعة رحمة الله ولا ييأس ولا يقنط فلا يأمَن من مكر الله ولا ييأس ولا يقنط من رحمته.
الأسئلة ضرورية يا إخوان.
هذا يقول من الجزائر أصبحت أحافظ على الصلاة في الوقت وأنا الآن أحضر حلقات هنا في الجزائر ولله الحمد واشتريت كتاب الداء والدواء لابن القيم أود نصيحة.
على كل حال عليك بالاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الدروس النافعة والعناية بكتاب الله جل وعلا تجعله ديدنك حفظا وقراءة وتدبرا وعلما وعملا وبذلك تعصم من الفتن.
وهذا يقول رجل يعمل في حياكة الأثواب والناس يطلبون أن يحيك لهم الثوب والبنطال وفيه إسبال هل يأثم بحياكة هذه الأثواب علما أنه ليس له عمل غيره؟
من مصر هذا.
نقول إذا استجاب لهذه المطالب وهي محرمة وأعانهم وتعاون معهم على هذا المحرم لا شك أن هذا من التعاون على الإثم والعدوان وهو منهي عنه فلا يجوز له أن يخيط لهم ثوبا يزيد على أو ينزل عن الكعب ولو اقتضى أن يطلب عملا آخر ولو كان أقل من هذا الله المستعان.
"وقول الآخر وقول الآخر التنزه من الذنوب جهل بسعة عفو الله وقول الآخر.."
ليس المفترض من المسلم بل ولا يمكن أن يكون المسلم معصوما من الذنوب هو خطاء لكن عليه أن يتوب يجب عليه أن يتوب {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [سورة النــور:31] وإذا ارتكب معصية يتوب التوبة النصوح بشروطها ويحرص قبل ذلك ألا يقع في المعصية يحرص قبل ذلك ألا يقع في المعصية لماذا لأنه قد لا يوفَّق للتوبة فيبقى أثر هذه المعصية لكن إذا وقعت منه المعصية وغلبته نفسه وشيطانه عليه أن يبادر بالتوبة النصوح.
"وقول الآخر ترك الذنوب جرأة على مغفرة الله واستصغار لها وقال أبو محمد ابن حزم رأيت بعض هؤلاء يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من العصمة ومن هؤلاء المغرورين من.."
هذا اعتداء اعتداء في الدعاء هذا من الاعتداء في الدعاء أولا هل العصمة واقعة له أو لغيره ممكنة له أو لغيره من غير الأنبياء ليستعيذ بالله منها هذا اعتداء بلا شك.
"ومن هؤلاء المغرورين.."
لحظة لحظة يا شيخ.
طالب: ............
لا يسأل لا يمكن لا يسأل شيء لم لم لا يكون فيما هو من شأنه بمعنى أنه لا يوجد معصوم غير النبي -عليه الصلاة والسلام- كما أنه لا يسأل ما اختص به نبي من الأنبياء مثلا رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي هذا اعتداء لأن هذا مما اختص به سليمان العصمة خاصة بالأنبياء إذًا لا يسأل العصمة يسأل الله جل وعلا أن يجنبه المعاصي بقدر الإمكان لكن العصمة التي هي عصمة الأنبياء بحيث لا يقع منهم الذنب أو يسأل العصمة المناسبة له بمعنى أنه لا يكون في مصاف الأنبياء لا يسأل منازل الأنبياء لأن هذا اعتداء لأنه يسأل المنازل الممكنة له ولجنسه.
طالب: ............
احشرني معهم مع فلان من الأنبياء مع نبينا -عليه الصلاة والسلام- لا بأس لكن يسأل منازل الأنبياء ليكون في مصافهم لا، هذا اعتداء.
"ومن هؤلاء.."
لأن كون الإنسان في منزلة شخص لا يعني أنه مساوٍ له من كل وجه بدليل أن زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- معه في منزلته لكن هل التبع مثل المتبوع؟ لا، أبدا.
"ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة الجبر وأن العبد لا فعل له ألبتة ولا اختيار وإنما هو مجبور على فعل المعاصي ومن هؤلاء.."
هذه مشكلة إذا سئل العاصي قال هذا أمر كتبه الله علي أنا مجبور على هذا ابن آدم ماعون يقول ابن آدم ماعون ما له إلا ما كتب له لكن أليس له اختيار أليست له مشيئة أليست له إرادة نعم هو لا يستقل بهذه المشيئة ولا بالإرادة ولا يمكن أن يفعل شيء خارج عن مشيئة الله وإرادته لكنه له اختيار وله مشيئة وله إرادة يختار بواسطتها ما ينفعه ويجتنب ما يضره ويبقى أن القدر حاكم على الجميع قريب من هذا الاغترار بمسألة الجبر الاحتجاج بالقدر الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي فإذا قيل له لماذا تعصي لماذا تزني لماذا تسرق قال هذا مكتوب علي احتجاجا بالقدر وليس له ذلك ليس له أن يحتج بالقدر نعم إذا تاب من ذلك من الذنب توبة نصوحا وعُيِّر بهذا الذنب قال هذا أمر قد كتبه الله علي كما فعل آدم حينما حج موسى.
"ومن هؤلاء من يغتر بمسألة الإرجاء وأن الإيمان هو مجرد التصديق والأعمال ليست من الإيمان وإيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل."
نعم هؤلاء غلاة المرجئة الذين يقولون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب إذا وجد الإيمان فلا يضر مع ذنب وأن الناس يستوون في الإيمان وإيمان أفسق الناس وأفجرهم مثل إيمان جبريل ضلال ضلال بل المعاصي تضر صاحبها توجب دخوله النار إن لم يعف الله جل وعلا عنه وهي أيضا خللها أو أثرها في الإيمان ظاهر والإيمان متفاوت الناس يتفاوتون في إيمانهم الإيمان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة يزيد وينقص تبعًا لهذه الأعمال يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي أما إذا اعتقد الإنسان هذه العقيدة الفاسدة وهي الإرجاء وزعم أنه مادام مؤمنًا والأولى أن يقال مسلما أنه لا يضره على حد زعمه ذنب إذًا كيف يتوعد الله جل وعلا العصاة بالنصوص القطعية من نصوص الكتاب والسنة وهم يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب نصوص الكتاب والسنة لا تدخل تحت الحصر يتوعد فيها الله جل وعلا العصاة وهذه المسألة الغلو في الإرجاء الغلو في الإرجاء والمبالغة فيه موجود قديمًا كذلك بقية المذاهب من الجبر والقدَر وغيرها موجودة قديما ولكل قوم وارث يوجد الآن من يغتر بهذه المذاهب.
كم باقي يا إخوان؟ اقرأ السطرين..
طالب: ............
ما هو؟
طالب: ............
طيب اقرأ السطرين ذولا..
"ومن هؤلاء من يغتر بمحبة الفقراء والمشايخ والصالحين."
مستندا إلى الحديث الصحيح «المرء مع من أحب» وهو يحب الصالحين والفقراء والعباد والمشايخ ويقول إن المرء مع من أحب هذا الحديث صحيح لكن من أحب قوم لا بد أن يقتدي بهم ويعمل بعملهم ولا بد أن يكون الله جل وعلا أحب إليه مما سواه أن يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- أحب إليه من نفسه لينال هذه الدرجات وإذا كان الله أحب إليه من كل أحد مما سواه فإنه لن يعمل بما يغضب الله جل وعلا وإذا كان يحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- محبة حقيقية فإنه لن يفعل ما يخالف أمره أو نهيه.
"وكثرة التردد إلى قبورهم والتضرع إليهم والاستشفاع بهم والتوسل إلى الله بهم وسؤاله بحقهم عليه وحرمتهم عنده."
نعم هذا لا شك أنه اغترار بل ضلال لأن هذه الأمور من البدع من البدع المحرمة فكيف يعتمد على مثل هذه البدع في نجاته يوم القيامة والله المستعان.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.