قال الشعبيِّ رحمه الله: «أجمعوا ألا يكتبوا أمام الشِّعر بسم الله الرحمن الرحيم» [ابن أبي شيبة (26606)، والخطيبُ البغداديُّ - واللفظ له - في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي (545)]، أي: أنه لا ينبغي أن تُكتب البسملة قبل الشعر؛ لأن الشِّعر والشُّعراء مذمومون في القرآنِ والسنةِ، أما القرآن، فقوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224]. وأما السنَّة فقد جاء في الحديثِ الصحيحِ: «لأن يَمتلئ جوف أحدكم قيحًا يَرِيه خير له من أن يمتلئ شعرًا» [البخاري (6155)، ومسلم (2257)].
لكن المقرَّر والمحقَّق عند أهلِ العلمِ - وجاء مرفوعًا [البخاري في الأدب المفرد (865)]- أن الشعر كلامٌ؛ حسَنه حسن، وقبيحه قبيح، والمنظومات العلمية من الكلامِ الحسنِ الذي يُصدَّر بالبسملةِ والحمدلةِ، وهذا جرى عليه أهلُ العلمِ في نظمهم للعلومِ كلِّها؛ يفتتحون بالبسملةِ والحمدلةِ، ومنهم من يقتصر على أحدهما.