كلام الله سبحانه وتعالى هو الملفوظُ به المقروءُ المتلوُّ، وهو المحفوظُ في الصدورِ، وهو المكتوبُ في الصحفِ، هو كلُّه كلام الله جل جلاله، والصوت - على ما يقول أهلُ العلمِ -: صوتُ القاري، والكلامُ كلامُ الباري.
والمحفوظ في الصَّدر لا يُدرك، ولا يُعرف الحافظ من غيرِ الحافظِ؛ إلا إذا قرأ، وما دام مترددًا في النفس فإنه لا يُسمَّى كلامًا أصلًا. ولابن حزم كلامٌ شنيعٌ في هذه المسألةِ، ذكره ابن القيِّم رحمه الله في النونية [نونية ابن القيم (ص: 50)]:
وأتَى ابنُ حَزم بعد ذاك فقال ما للنَّاسِ قُرآن ولا إثنانِ
بل أربَع كلٌّ يُسمَّى بالقرا ن وذاك قولٌ بيِّن البُطلانِ
هذا الذي يُتلى وآخَر ثابتٌ في الرَّسم يُدعى المصحف العُثماني
والثَّالث المحفوظ بين صُدورِنا هذي الثَّلاث خليقةُ الرَّحمنِ
والرَّابع المعنى القَديم كعلمِه كلٌّ يُعبَّر عنه بالقُرآنِ
وملخصه أنه يثبت أربعة قرآنات: المتلو المقروءُ قرآنٌ، والمكتوبُ قرآنٌ، والمحفوظُ قرآنٌ، والرابع: المعنى القديم القائم بذاته سبحانه كعلمه سبحانه، فمذهبه في هذه المسألة رديء، كما أن له في بعض مسائل الاعتقاد أيضًا كلامًا خطيرًا جدًّا.