قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار} [سورة النساء:145] يعني تحت الكفار، وأبو طالب عم النبي -عليه الصلاة والسلام- كافر وليس بمنافق، وفي الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- نفعه وشفع له على أن يخفف عنه من العذاب فهو في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه يقول صلى الله عليه وسلم: «ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» وسبب كونه في الدرك الأسفل من النار وهو معد للمنافقين، وأبو طالب كافر وليس بمنافق؛ هو أنه قامت عليه الحجة بأجلى صورها واعترف بأن دين محمد حق، حتى قال:
وَلَـقِـدْ عَـلِمـتُ بِـأَنَّ دِيـنَ مُـحَـمَّـدٍ مِنْ خُـيـرِ أَدْيَــانِ الـبَـرِيَّـةِ دِيـنــاً
لَـوْلَا الْـمَـذَمــةُ أَوْحِـذَارُ مَـسَـبَّـةٍ لَـوَجَـدْتَـنِي سَـمْـحًا بِــذَاكَ مُبــيـنًـا
وإلا فواقعه نقيض واقع المنافقين، المنافقون إيمانهم بألسنتهم فقط وقلوبهم على الكفر، وأبو طالب قلبه مصدق ومعترف بالحق لكنه عاند وأصر وكابر فلم ينطق بكلمة الحق.