هنا مسألة وهي: إبدال الظاء من الضاد يعني حينما نقرأ: غير (المغظوب) عليهم ولا (الظالين)، بدلا من: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة:7].
على كل المسألة خلافية بين أهل العلم على ثلاثة أقوال، ثالثها: يغتفر من الجاهل دون العالم، يغتفر في حق الجاهل أن يقول: غير (المغظوب) عليهم ولا (المغظوب)، لكن العالم لا يجوز، لأنك أبدلت حرفًا بحرف، كما لو جئت بصاد بدل الضاد، هذا مبنى هذا الكلام، وإذا قلنا ثالثها فالأول والثاني بالتقابل الجواز وعدمه.
يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما، وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلاًّ من الحرفين من الحروف المجهورة، ومن الحروف الرخوة، ومن الحروف المطبقة، فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك، والله أعلم، يقول ابن كثير: وأما حديث: ((أنا أفصح من نطق بالضاد)) فلا أصل له، والله أعلم".