فالاسترسال في المباحات يجر إلى المشتبهات، والاسترسال أيضاً في المشتبهات يجر إلى المحرمات؛ ولذا كان السلف -رحمهم الله تعالى- فيما يذكر عنهم- يتركون كثيرًا من الأمور المباحة خشية أن تجرهم إلى الأمور المحرمة. والنفس لها ضراوة على ما تعتاد، وقد تعتاد شيئًا مباحاً ثم تطلبه في وقت من الأوقات لا تجده إلا من طريق فيه شبهة أو فيه حيلة، ثم بعد ذلك ترتكب ذلك الأمر بناء أن هذا ليس بمجزوم بتحريمه، فيه شك، فيه تردد، ثم إذا استرسل في هذا النوع جرها. هذا هو الاسترسال إلى الأمور المحرمة.