يقول ابن القيم: «الجرأة على الفتيا تكون من قلة العلم، ومن غزارته وسعته، فإذا قل علمه أفتى عن كل ما يسأل عنه بغير علم، وإذا اتسع علمه اتسعت فتياه، ولهذا كان ابن عباس من أوسع الصحابة فتيا، وقد بلغ ما جمع من فتواه في عشرين سفرًا» [إعلام الموقعين (1/35)]، أي: عشرين مجلدًا، فقليل العلم يريد أن يبني شخصيته، ولو كان على حساب دينه وشغل ذمته، والعالم المتبحر عنده ما يجيب به في كثير من المسائل أو كبار المسائل.
وكان سعيد بن المسيب أيضًا واسع الفتيا، وكانوا يسمونه الجريء [إعلام الموقعين (1/35)]، لكن إن كانت الجرأة مبنية على أصول شرعية فنعمت الجرأة، وإن كانت غير مبنية على الأصول الشرعية فيا ويل صاحبها.