الخلاف المذموم سبب لرفع البركات الأخروية والدنيوية، وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس» [البخاري (49)]، فهذا النسيان من شؤم الخلاف، وإن كانت العاقبة في خفاء ليلة القدر حميدة لهذه الأمة بأن يكثر اجتهادها، ويطول زمن تعبدها واتصالها بربها -جل وعلا-، فتعظم الأجور، فالخيرة فيما يختاره الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث المتفق عليه: «إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم» [البخاري (7288)، ومسلم (1337)]، فاختلافهم مع وجود من يوحى إليه، دليل تطلبهم العنت والبغي، وهذا هو الخلاف الذي يذر الديار بلاقع! فأهلكهم الله بسبب خلافهم.