الشرك الأكبر: أن تَعبُدَ مع الله - سبحانه وتعالى - غيره، وهذا الشركُ هو المُحْبِط للعمل، كما قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]، وهذا القسم من الشرك يوجب الخلود في النار؛ نسأل الله العافية.
ومن أنواعه: دعاءُ الأموات، والأصنام، والاستغاثةُ بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، والتوكُّل على غير الله، والسجودِ لغيره - سبحانه -، وغيرِ ذلك من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفُ شيءٍ منها لغير الله - سبحانه وتعالى -، فكلُّ هذا من الشرك الأكبر.
ومِن أعظم هذه الأمور وأشدِّها وأكثرِها انتشارًا في بلاد المسلمين: عبادةُ الأضْرِحةِ التي يطاف حولها، ويُسْجَد لها، ويُذبَح عندها لأصحابها، ويُستغاث بهم، ويُدْعَون من دون الله، وهذه كلها عبادات لا يجوزُ صرفُ شيءٍ منها لغير الله؛ فدعاء الأموات، كأن يقول أحد: «يا عليُّ»، أو: «يا بَدَوِيُّ»، أو: «يا جَيْلانِيُّ» شركٌ أكبر، وزِدْ على هذا: أن شركَ هذا القائلِ دائمٌ في الرخاء والشدة، بخلاف شرك الأوَّلِينَ: فقد كان في الرخاء فقط، وكانوا يرجعون إلى الفطرة في الشِّدَّة؛ فينادون اللهَ الواحدَ القهَّار.