من آثار الفتن وعواقبها على الأمَّة أنها إذا نزلت لا تخصُّ الظلمة والمتسببين فيها فحسب، بل تعمُّ الجميع الصالح والطالح: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25]، وفي الحديث الصحيح قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» [البخاري، (3346)، ومسلم (2880)].
وهذا ما نخشاه على مجتمعنا، العلماء والصالحون والدعاة والعباد والزهاد موجودون حاضرون متوافرون، لكن ما نخشاه كثرة الخبث الذي يسعى إليه بعض الكُتاب ومن يفتي بغير علم، وبعض من يتسبَّبُ في إضلال الناس وصرفهم عن الصراط المستقيم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض، يخسف بأولهم وآخرهم» قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ قال: «يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم» [البخاري (2118)].
فالخسف في هذا الحديث حلَّ بمن رافق هذا الجيش لمآرب لا علاقة لها بالغزو، ومع هذا شملهم الخسف، وهذا من شؤم المعصية.