قال أبو هريرة رضي الله عنه: «إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثًا، ثم يتلو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] إلى قوله: {الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]» [البخاري (1/35)، ومسلم (4/1940)].
فالكتمان مغبته وخيمة، كما أن الجرأة من غير تأهل -أيضًا- شأنها عظيم وخطير، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المخرج في المسند والسنن ومستدرك الحاكم: «من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» [أحمد (8533)، وأبو داود (365)، وابن ماجه (261)، والحاكم (345)].
يقول الشيخ حافظ الحكمي في ميميته الفريدة الشهيرة [المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية (ص:25)]:
والكتم للعلم فاحذر إن كاتمه في لعنة الله والأقوام كلهم
ومن عقوبته أنْ في المعاد له من الجحيم لجامًا ليس كاللُجم
وصائن العلم عمن ليس يحمله ما ذا بكتمان بل صون فلا تلم
وإنما الكتم منع العلم طالبَه من مستحقٍّ له فافهم ولا تهم