كتب البلدان كثيرة لكن مِن أهمها وأشهرها (معجم البلدان) لياقوت الحموي، كتاب مطبوع في أجزاء: في عشرة أجزاء في مصر، وفي بيروت في خمسة، وفي أوروبا قبل ذلك في ستة، المقصود أنه كتاب كبير ومستوعِب، ولو عُلِّق عليه في بيان الأماكن التي اندرست والأماكن التي تغيَّرت أسماؤها والأماكن التي تغيَّرت جغرافيتها السياسية، بأن كانت تتبع إقليم كذا فصارت تتبع إقليم كذا، يعني مما يُفيد الباحث المعاصر، فكثيرًا ما نجد في (معجم البلدان) –مثلًا- مما يَنقل عنه الباحثون أشياء لا حقيقة لها ولا وجود لها، وقد تغيرَّت أسماؤها وتغيَّر انتماؤها وعلاقتها من دولة إلى أخرى. أيضًا هناك في (معجم البلدان) التحديد يمشي على الطرق والمسارات المطروقة عند الناس في ذلك الوقت، فتجده يُحَدِّد البلدان التي يَمر بها الحاج، فيقول–مثلًا-: (فيد بين مكة والبصرة) ماذا يستفيد الباحث أو القارئ من هذا الكلام؟! لكن لو عُلِّق على هذا الكتاب، والكتاب نفيس ولا نظير له في بابه لكن يُعَلَّق عليه، فما المانع أن مَن تخصص في الجغرافيا –مثلًا- يُعلِّق على هذا وينتفع به.
ومختصر الكتاب أيضًا لصفي الدين البغدادي الحنبلي اسمه (مراصد الاطَّلاع) نفيس جدًّا وهو باختصار بقدر ثلث حجمه، وهو كتاب جميل، ومعتمد عند أهل العلم، وينقلون منه كثيرًا.