قال ابن تيمية: (فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، الذين آمَنُوا هم أهلُ الثباتِ؛ لأنَّهم اعْتَمَدُوا على نصوصٍ ثابتةٍ لا تَتَغَيَّرُ ولا تَتَبَدَّلُ في الدنْيا، فهم ثَابِتُونَ بتثبيت اللهِ لهم طِيلةَ الحياةِ وعندَ المَماتِ وعندَ السؤالِ. وليَكُنِ المُؤمِنُ على خَوْفٍ دائِمٍ ووَجَلٍ؛ فقد جَاءَ في حديثِ ابنِ مسعودٍ –رضي الله عنهما- وغيرِه عن النَّبيِّ -ﷺ- أنَّهُ قال: «وإنَّ أحَدَكم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنةِ حتَّى ما يَكُونُ بينَه وبينَها إلَّا ذِرَاعٌ فيَسْبِقُ عليه الكتابُ فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النارِ فيَدْخُلُها، وإنَّ أحَدَكم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ النارِ حتَّى ما يَكُونَ بينَه وبينَها إلَّا ذِراعٌ فيَسْبِقَ عليه الكتابُ فيَعْمَلَ بعَمَلِ أهلِ الجنةِ فيَدْخُلُها» [مسلم: 2643]، والأعمالُ بالخواتيمِ، لكنْ مَنْ عَبَد اللهَ صادِقًا مُخْلِصًا، سليمَ القلب من الدخائِلِ فإنَّه يُثَبَّتُ، وجَاءَ في بعضِ الأحاديث قيْدٌ بأنَّه «يَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنةِ فيما يَبْدُو للناسِ» وأن الثانِي: «يَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ النارِ فيما يَبْدُو للناسِ» [البخاري: 2898]، فعلى الإنسانِ أنْ يَبْقَى خائِفًا وَجِلًا مُحْسِنًا الظَّنَّ برَبِّه تعالى، مسيئًا الظَّنَّ بنفسِه وبعَمَلِه، مخلصًا فيما يعمله.